العقل العربي المحتل
قبل انطلاقة الربيع العربي كان نمط التفكير السائد الجاثم على صدر العقل العربي أنّ ما تريده امريكا و إسرائيل
" هو اللي يمشي " و بعبارة أخرى ما تريده الماسونية اليهودية " هو اللي يمشي " ولا شيئ غيره ولذلك لا تحاول ، لا تحاول أن تتحرر لا في الأردن ولا في سوريا ولا في العراق ولا في فلسطين ولا في غيرها .. لا تحاول .
كانوا يقولون لنا أن الأخوان المسلمين عملاء لأمريكا
و للانظمة العربية و قالوا لنا أن تنظيم القاعدة صناعة أمريكية ثم عادوا و قالوا أن داعش في العراق صناعة أمريكية .. و العقل العربي المحتل يصدق .
بعد انطلاقة الربيع العربي انكسرت قاعدة هذا النمط من التفكير الذي كان محتلا للعقل العربي و اصبحت ترى أحداثا قوية هنا و هناك ليست في مصلحة أمريكا ولا إسرائيل ولا في مصلحة الماسونية اليهودية بدءاً من تونس ثم مصر ثم ليبيا ثم اليمن و سوريا والعراق و الآن في فلسطين ، و أصبحنا نراهم يعتبرون الأخوان المسلمين جماعة أرهابية و يقصفون عناصر تنظيم القاعدة بالطيران في اليمن و يقصفون داعش بالعراق بالطائرات.
حاولت أمريكا و إسرائيل و ماسونيتهم مع حلف الصهينة العربي أن يعيدوا قطار ذاك النمط من التفكير إلى سكته فانقلبوا على مرسي في مصر و تحركت معهم ماكنة اعلامهم فأعلنوا الحرب على الأخوان المسلمين و قطر و تركيا و غزة .
بعد سقوط مصر مارست ضغطا اعلاميا هائلا و حصارا خانقا على غزة و شعبها .
عاد البعض ليعتقد أن نمط التفكير القديم الذي كان محتلا للعقل العربي و تحرر منه لبرهه في انطلاقة الربيع العربي قد عاد لاحتلاله مرة أخرى بعد عزل مرسي ، فعادت النصائح تنهال على أحرار الأمة بأن لا تحاول .. و خصوصا على غزة فطلبوا منها أن تتنازل عن مكتسباتها و إنجازاتها بسبب الضغط و الحصار الخانق و المزدوج من مصر و إسرائيل .
استجابت حماس لدعوات الناصحين التي قد يكون بعضها حقا من باب الحرص عليها خصوصا من أخوان تونس .. لكنها على أية حال تعتبر ضمن سياق نمط التفكير الإستسلامي القديم الذي كان محتلا للعقل العربي .
استجابت حماس لكنّ الله جلت قدرته الذي هو أقوى من كل القوى الأرضية المحتلة للعقل العربي أراد لحماس و غزة أمرا آخر" وتودّون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم "، و كأني باستجابة حماس هذه للنصائح تشبه اعتراض المسلمين لقافلة قريش .
أراد الله جلت قدرته أن يكون لنا" نمط تفكير" مغاير جديد حر عزيز " ليحق الحق بكلماته و يقطع دابر الكافرين "، إذ فرض نتنياهو حربا على غزة ليست على البال ولا على الخاطر أشبهها باندفاعة مشركي قريش على المسلمين في بدر .
حدث أن قتل في الخليل 3 جنود إسرائيليين بعد أختطافهم فأعلنت حماس عدم علمها في العملية ومع ذلك يذهب نتنياهو لأعلان الحرب على غزة دون دليل لأسبابه الخاصة للخلاص من حماس و كسر شوكة الأخوان المسلمين .
لكن الله شاء لغزة أن تنتصر.. و انتصرت غزة و فشل نتنياهو في حربه التي فرضها على أهل غزة .
انتصرت غزة و انتصرت حماس و انتصر حلف المقاومة وفرحت كل الشعوب العربية و الأسلامية و خاب و خسر نتنياهو و معه حلف الصهينة العربي و انكفأ معهم نمط التفكير الإستسلامي القديم الذي كان محتلا للعقل العربي .
اعادت غزة بتوفيق الله إلى الواجهة من جديد الأمل بأن حاول و حاول ثم حاول ، فما عادت أمريكا و إسرائيل تستطيع فعل ما تريد ، و انطلقت قطر و تركيا و غزة و الأخوان المسلمون و صاحبة الجلالة "قناة الجزيرة " و معهم الشعوب المظلومة للحرية و التحرير من جديد .. و تحرر العقل العربي من الاحتلال كمقدمة لتحرير الأرض و الانسان.