اوّاه على الحياة الاسلامية
ضيف الله قبيلات
جو 24 : يحكى انه بينما كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالسا و عنده أكابر الصحابة و أهل الرأي و الاصابة وهو يقول في القضايا و يحكم بين الرعايا إذ اقبل شابٌ يكتنفه شابان قد جذباه و أوقفاه بين يدي أمير المؤمنين فأمرهما بالكف عنه ، فقالا يا أمير المؤمنين كان لنا أبٌ شيخ كبير خرج إلى حديقته يتنزه بين أشجارها و يقطف يانع ثمارها فقتله هذا الشاب و نسألك القصاص .
قال عمر للشاب ما قولك فيما سمعت ؟ قال يا أمير المؤمنين إني من العرب العرباء و أقبلت بأبلي إلى ظاهر المدينة فدنت بعض النوق إلى حديقة قد ظهر من الحائط شجرها فتناولته بمشفرها ،فإذا بشيخ قد تسوّر الحائط و ظهر و بيده اليمنى حجر فضرب الفحل بذلك الحجر فأصاب منه مقتلا .. فتناولت ذلك الحجر بعينه و ضربت الشيخ به فكان سبب حَينه ، والمرء مقتولٌ بما قتل به .
قال عمر للشاب قد اعترفت بما اقترفت فوجب القصاص ، قال الشاب : سمعا و طاعة لما حكم به الامام و رضيت بما اقتضته شريعة الاسلام ، لكن لي أخٌ صغير خصّه والدنا قبل وفاته بمال جزيل و أسلم أمره إليّ و أشهد الله عليّ فاتخذت لذلك المال مدفنا لا يعلم به إلى الله و أنا ، فأنظرني ثلاثة أيام أقمت من يتولى أمر الغلام و عُدْتُ وافيا بالذمام .
قال عمر من يضمنك ؟ فنظر الشاب إلى وجوه الصحابة الحاضرين يتأملهم ثم أشار إلى أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وهو لا يعرفه و قال هذا يضمنني .
قال عمر لإبي ذر هل تضمنه يا أبا ذر ؟ قال أبو ذر : نعم أضمنه لثلاثة أيام .
ذهب الشاب لشأنه و بعد ثلاثة أيام عاد الشاب إلى المدينة و وقف بين يدي امير المؤمنين عمر و قد ظهر عليه الجهد و التعب و العرق و قال : ها انا ذا يا أمير المؤمنين بعد أن أسلمت أخي لأخواله
و أطلعتهم على مكان ماله ثم اقتحمت هاجرة الحر
و وفيت وفاء الحُر كي لا يقال ذهب الوفاء بالعهد من بين الناس .
قال أبو ذر وأنا ضمنتك بعد أن قصدتني من دون الناس كي لا يقال ذهبت المروءة من بين الناس .
قال الشابان أصحاب الحق بالقصاص و نحن يا أمير المؤمنين قد عفونا عنه لصدقه و وفاءه حتى لا يقال ذهب العفو من بين الناس .
استبشر أمير المؤمنين و تهلل وجهه فرحا وهو يقول الحمد لله، ثم عرض على الشابين أن يصرف لهما من بيت المال دية أبيهما فقالا " انما عفونا ابتغاء وجه ربنا الكريم ومن كانت نيته هكذا لا يتبع احسانه مناً ولا أذى " .
انتهى هذا المشهد من مشاهد تلك الحياة الاسلامية الرائعة الجميلة .
لم يصدر الحاكم المسلم أمرا باعتقال الشاب أو تحويله إلى السجن ، ولم يصدر امرا بتحويله إلى المحكمة العسكرية ولم تتحرك الشرطة لمطاردة هذا المطلوب و إطلاق النار عليه بأحد الشوارع و الحارات .
سمح الحاكم المسلم بتكفيل المتهم فورا رغم اعترافه بجريمته و دون مشورة أصحاب الحق لانهم مطمئنون لعدالة الحاكم و رجاحة عقله ، و عندما ذهب الشاب لأخواله لم يجدوا على جسده آثار تعذيب.
عاد هذا الشاب المسلم المحكوم عليه بالاعدام إلى القصاص بإرادته و بكامل حريته وقد كان بإمكانه أن يذهب في الصحراء ولا يدري به أحد .
عجبت من فراسة هذا الشاب الذي نظر في القوم الجالسين فتوسم الخير في وجه أبي ذر فكان توسمه صادقا و صحيحا وفي محله .
ما أسهل التقاضي عند المسلمين و ما اسرع إذ صدر الحكم في الجلسة الأولى و انتهت المحاكمة .. انه الاسلام .. انها المفاهيم الواحدة المشتركة .. إييهِ ما أسهل وما أجمل الحياة الاسلامية .
ترى هل يجوز لنا أن نطالب بتطبيق المناهج التعليمية و التوجيهات و المفاهيم الاسلامية الواحدة المشتركة التي استخدمها قادة ذلك المجتمع الاسلامي النظيف الرائع الجميل في سياستنا و قضاءنا وفي مدارسنا و جامعاتنا و صحفنا و تلفزيوننا و إذاعتنا اليوم في الاردن لإصلاح اوضاعنا البائسة المحزنة المنهارة في جميع المجالات ؟!.
قال عمر للشاب ما قولك فيما سمعت ؟ قال يا أمير المؤمنين إني من العرب العرباء و أقبلت بأبلي إلى ظاهر المدينة فدنت بعض النوق إلى حديقة قد ظهر من الحائط شجرها فتناولته بمشفرها ،فإذا بشيخ قد تسوّر الحائط و ظهر و بيده اليمنى حجر فضرب الفحل بذلك الحجر فأصاب منه مقتلا .. فتناولت ذلك الحجر بعينه و ضربت الشيخ به فكان سبب حَينه ، والمرء مقتولٌ بما قتل به .
قال عمر للشاب قد اعترفت بما اقترفت فوجب القصاص ، قال الشاب : سمعا و طاعة لما حكم به الامام و رضيت بما اقتضته شريعة الاسلام ، لكن لي أخٌ صغير خصّه والدنا قبل وفاته بمال جزيل و أسلم أمره إليّ و أشهد الله عليّ فاتخذت لذلك المال مدفنا لا يعلم به إلى الله و أنا ، فأنظرني ثلاثة أيام أقمت من يتولى أمر الغلام و عُدْتُ وافيا بالذمام .
قال عمر من يضمنك ؟ فنظر الشاب إلى وجوه الصحابة الحاضرين يتأملهم ثم أشار إلى أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وهو لا يعرفه و قال هذا يضمنني .
قال عمر لإبي ذر هل تضمنه يا أبا ذر ؟ قال أبو ذر : نعم أضمنه لثلاثة أيام .
ذهب الشاب لشأنه و بعد ثلاثة أيام عاد الشاب إلى المدينة و وقف بين يدي امير المؤمنين عمر و قد ظهر عليه الجهد و التعب و العرق و قال : ها انا ذا يا أمير المؤمنين بعد أن أسلمت أخي لأخواله
و أطلعتهم على مكان ماله ثم اقتحمت هاجرة الحر
و وفيت وفاء الحُر كي لا يقال ذهب الوفاء بالعهد من بين الناس .
قال أبو ذر وأنا ضمنتك بعد أن قصدتني من دون الناس كي لا يقال ذهبت المروءة من بين الناس .
قال الشابان أصحاب الحق بالقصاص و نحن يا أمير المؤمنين قد عفونا عنه لصدقه و وفاءه حتى لا يقال ذهب العفو من بين الناس .
استبشر أمير المؤمنين و تهلل وجهه فرحا وهو يقول الحمد لله، ثم عرض على الشابين أن يصرف لهما من بيت المال دية أبيهما فقالا " انما عفونا ابتغاء وجه ربنا الكريم ومن كانت نيته هكذا لا يتبع احسانه مناً ولا أذى " .
انتهى هذا المشهد من مشاهد تلك الحياة الاسلامية الرائعة الجميلة .
لم يصدر الحاكم المسلم أمرا باعتقال الشاب أو تحويله إلى السجن ، ولم يصدر امرا بتحويله إلى المحكمة العسكرية ولم تتحرك الشرطة لمطاردة هذا المطلوب و إطلاق النار عليه بأحد الشوارع و الحارات .
سمح الحاكم المسلم بتكفيل المتهم فورا رغم اعترافه بجريمته و دون مشورة أصحاب الحق لانهم مطمئنون لعدالة الحاكم و رجاحة عقله ، و عندما ذهب الشاب لأخواله لم يجدوا على جسده آثار تعذيب.
عاد هذا الشاب المسلم المحكوم عليه بالاعدام إلى القصاص بإرادته و بكامل حريته وقد كان بإمكانه أن يذهب في الصحراء ولا يدري به أحد .
عجبت من فراسة هذا الشاب الذي نظر في القوم الجالسين فتوسم الخير في وجه أبي ذر فكان توسمه صادقا و صحيحا وفي محله .
ما أسهل التقاضي عند المسلمين و ما اسرع إذ صدر الحكم في الجلسة الأولى و انتهت المحاكمة .. انه الاسلام .. انها المفاهيم الواحدة المشتركة .. إييهِ ما أسهل وما أجمل الحياة الاسلامية .
ترى هل يجوز لنا أن نطالب بتطبيق المناهج التعليمية و التوجيهات و المفاهيم الاسلامية الواحدة المشتركة التي استخدمها قادة ذلك المجتمع الاسلامي النظيف الرائع الجميل في سياستنا و قضاءنا وفي مدارسنا و جامعاتنا و صحفنا و تلفزيوننا و إذاعتنا اليوم في الاردن لإصلاح اوضاعنا البائسة المحزنة المنهارة في جميع المجالات ؟!.