jo24_banner
jo24_banner

داعش إلى كربلاء ثم النجف

ضيف الله قبيلات
جو 24 : لا تزال داعش تثير سخطا و عجبا و إعجابا ، ولا تزال تحركات و قفزات و اندفاعات قوات الدولة الاسلامية هنا و هناك عصيّة على الفهم بالنسبة لي على الاقل ، فعجبا قولهم و عجبا فعلهم .
هم القوم لا تعرف ديارهم حتى بعد أن ترى آثارهم ، هم القوم لا تعرف أوطارهم حتى بعد أن تسمع أخبارهم .
كيف لا نتعجب وقد رأيناهم يندفعون نحو الموصل كالسيل فظن البعض أنهم على وشك دخول بغداد، لكنهم هناك توقفوا وغابوا عن الأعين .
رأيناهم بعد حين يندفعون نحو المعابر الحدودية العراقية مع الأردن و سيطروا عليها و يدفع لهم الرائح و الغادي بالدولار و يختمون الاوراق بخاتم بيت مال المسلمين و ظن البعض أن وجهتهم الاردن لكنهم غابوا أيضا .
ثم ظهروا فجأة في جلولاء على الحدود الإيرانية فامتشقت إيران أسيافها و أدرعتها و قصفت بالطيران مواقع قوات الدولة الاسلامية في " ديالى " و جهزت جيش الحشد الشيعي مطعما بقيادات من الحرس الثوري الإيراني شرق بغداد الذي ما زال " مكانك سر " متهيبا من مواجهة رجال داعش و يتلهى عنهم بحرق مساجد السنة في المناطق التي يسيطر عليها ، لكنهم غابوا هنا أيضا عن الأعين .
فجأة ظهر جنود الدولة الاسلامية في مكان آخر متجهون نحو عين العرب على حدود تركيا فداشوا خلال الديار حتى وصلوا معبر " مرشد بينار " ثم حطوا رحالهم وغابوا فلا تراهم إلا عين العرب .
في كل مرة ومع كل اندفاعه نتوقع وطرا " هدفا " لجيش الدولة الاسلامية .. لكنهم لا يواصلون ولا يبين لهم هدف، فنتأوّل و تكثر التحليلات و يخطئ تأويلنا ، فنعود لا نعرف كيف يفكر هؤلاء؟ وما هي خطتهم ؟ وماذا يريدون بالضبط من هذه القفزات الحدودية و الاندفاعات المنقطعة، مرة على مشارف بغداد ، مرة على الحدود الاردنية ، ثم الحدود الإيرانية و أخير الحدود التركية ، أما العراق و سوريا فهي ساحتهم حتى الآن .
ترى هل هم يفحصون الحدود ؟ أم يريدون أن يغلقوها خلفهم لحماية ظهورهم ؟ ما زلنا في دائرة العجب و التعجب من فعل هؤلاء القوم .
قبل اسبوعين فقط و في الحادي و العشرين من تشرين الثاني رأينا اندفاعة جديدة لجيش الدولة الاسلامية نحو الرمادي المدينة فخرقوها و نفذوا منها شرقا إلى مئات الأمتار فقط عن قاعدة الحبانية التي تضم مطارا عسكريا و مقرات قيادة للجيش العراقي و مستشارين عسكريين امريكيين و اجهزة أمريكية متطورة، لكن الطيران الامريكي أوقف تقدمهم في المنطقة المكشوفة .
مثلما كنا نتأول في كل مرة و يخطئ تأويلنا نتأول اليوم في اندفاعتهم إلى مدينة الرمادي القريبة من بغداد وقد قال البعض أن هذا يشكل تحديا أمنيا إضافيا للأردن ، أما أنا فأقول أن الذي ذهب بعيدا شرقا إلى الرمادي إنما يبعث برسالة طمأنة غير مقصودة للأردن .
و بحسب معلومات سابقة فإن بغداد قد تمترست فيها وحولها خيرة قوات الجيش العراقي كما يزعمون ، و زحفت إليها كتائب العصائب الشيعية من الجنوب أضافة إلى جيش الحشد الشيعي بقيادة ضباط الحرس الثوري الإيراني .
يعلم قادة قوات الدولة الاسلامية أن بغداد محصنة تحصينا بريا شديدا و هذا في ظني ما يحسبون حسابه حقا و يدركون صعوبته أما الطيران الأمريكي فلا يكترثون له لأن لهم معه تجربة طويلة و اختبروه جيدا في عين العرب و يعرفون كيف يتعاملون معه بأقل الخسائر .
صحيح أن الرمادي قريبة من بغداد ، لكن بغداد محصنة ، إذن لماذا هذه الاندفاعة الجديدة نحو الرمادي ؟ يقول الضابط المتقاعد من الاستخبارات المركزية الامريكية
" راي مكوفرن " في لقاء معه على قناة روسيا اليوم الاربعاء الماضي أن داعش ستدخل بغداد ، أما أنا فأقول بالتأويل الذي لا زال يخطئ في كل مرة في معرفة أوطار قادة الدولة الاسلامية _ فلعله يصيب هذه المرة _ أن هدفهم من دخول الرمادي ليس بغداد و إنما هو كربلاء ثم النجف ؛ ذلك لأن الطريق إلى كربلاء أسهل و أيسر ثم لأنها تقريبا خالية عسكريا .
فإذا ما دخلت قوات الدولة الاسلامية كربلاء ثم النجف و صارت ضمن خارطة الدولة الاسلامية فإن هذا سيجعل لخارطة الاوضاع في العراق بأكملها شكلا آخر و يمكن لهذه الورقة الرابحة إذا ما وقعت في يد الدولة الاسلامية أن تشكل ضغطا هائلا على إيران لكف يدها الشيعية عن أهل السنة في العراق و سوريا و لبنان و اليمن وكذلك أهل السنة في إيران حيث ما زالت روح "ريحانة جباري" ترفرف في الارجاء .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير