jo24_banner
jo24_banner

حاتم الطائي و الدولة الاسلامية

ضيف الله قبيلات
جو 24 : ورد في الأثر أن أهل الخير و المعروف في الجاهلية هم أهل الخير و المعروف في الأسلام وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : " خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام اذا فقهوا " فقد قبلوا الرسول
و الرسالة لأنهما وافقا الفطرة الانسانية و دعوا إلى مكارم الاخلاق فلم يبطّؤوا ولم يترددوا عن قبول الاسلام و مودة الرسول و آله .
ذهبت إحدى سرايا المسلمين إلى الأرض التي كان يقطنها بنو طيء " حائل " فخرج عدي بن حاتم الطائي المشهور بالكرم عند العرب هاربا بزوجته و اولاده و ترك أخته
" سفّانة" فوقعت أسيرة مع عدد من النساء بأيدي المسلمين .
عن ابن اسحاق بالسيرة النبوية .. انه قُدِمَ بابنة حاتم الطائي على رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبايا من طيء ، فجُعِلت في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا توضع فيها فمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقامت إليه فقالت يا رسول الله هلك الوالد و غاب الوافد فامنن عليّ مَنّ الله عليك .
و عن الحلبي في السيرة الحلبية .. قالت يا محمد إن رأيت أن تمنّ عليّ ولا تفضحني في قومي فاني بنت سيدهم ، إنّ أبي كان يطعم الطعام و يحفظ الجوار و يرعى الذمار و يفك العاني ويشبع الجائع و يكسو العريان ولم يرد طالب حاجة قط ، أنا ابنة حاتم الطائي .. فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : هذه مكارم الأخلاق حقا ولو كان أبوك مسلما لترحمت عليه ، خلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق و إن الله يحب مكارم الأخلاق ثم قال لها لا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثم اعطاها عطاءا جزيلا و كساها و أعطاها نفقة .
قال عدي : فوالله إني قاعد في أهلي اذ نظرت إلى ظعينة تؤمّنا ، فقلت أبنة حاتم ؟! فإذا هي هي ، فلما وقفت عليّ انسحلت تقول : القاطع الظالم .. احتملت بأهلك و ولدك و تركت بقية والدك و عورتك ؟! قلت أي أُخية لا تقولي إلا خيرا فوالله مالي من عذر .
قال ثم نزلت فأقامت عندي .. فقلت لها وكانت امرأة حازمة " ماذا ترين في أمر هذا الرجل ؟ " أي النبي صلى الله عليه و سلم ، قالت أرى والله أن تلحق به سريعا فإن يك نبيا فللسابق فضله ، وإن يك ملكا فأنت أنت ،فقلت لها والله إن هذا هو الرأي .
فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد فسلمت عليه فقال من الرجل ؟ قلت عدي بن حاتم ، فقام و انطلق بي إلى بيته و في الطريق لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته فوقف طويلا تكلمه في حاجتها ، ثم مضى بي إلى بيته فتناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقذفها إلي فقال اجلس على هذه ، قلت بل أنت ، قال بل أنت ، فجلست عليها و جلس صلى الله عليه
و سلم على الأرض .. و قال لعلك يا عدي انما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجة المسلمين و فقرهم ، فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه .
ولعله انما يمتعك من دخول في هذا الدين ما ترى من كثرة عدوهم و قلة عددهم ، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تسير من القادسية على بعيرها تزور هذا البيت لا تخاف إلا الله .
ولعله انما يمنعك من دخول في هذا الدين أنك ترى الملك و السلطان في يد غيرهم ، فوالله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل فتحت عليهم و إن كنوز كسرى قد صارت لهم .
يقول عدي فأسلمت .. و لقد عمّر عدي حتى رأى بعينيه كل البشارات التي ذكرها له النبي الكريم صلى الله عليه و آله و سلم قد تحققت .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير