حـراك جمـيدي
يوسف غيشان
جو 24 : نص الكلمة التي ألقيتها الأربعاء الماضي في المركز الثقافي الملكي ، في حفل توقيع كتابي (مواسم التزلج على الجميد) وكتاب صديقي احمد حسن الزعبي (عزف منفرد).:
«أكاد أتخيل الكون بأكمله مثل شوال جميد سقط من فوق ظهر بهيمة أعرابي أهوج فوق جرف ساحق ، فما كان من زعاميط الجميد الا أن توازنت وتجاذبت وتنافرت فتخلقت سحابة كونية من الجميد، تناثرت فيها المجرات والشموس والكواكب ، وشرعت تدور حول ذاتها وحول زر الجميد الأكثر كثافة منها .... وكان كوكبنا الأرضي هذا ، أحد رؤوس الجميد الذي نشأت الفطريات فوق سطحة نتيجة للرطوبة والهواء ، فكانت البشرية..نحن!!
اخترت الجميد عنوانا لكتابي لأنه السلطة الوحيدة الفعالة في الأردن، فهو يحكم ويرسم في السياسة والاقتصاد والاجتماع ، وفي كامل شؤون الحياة على كامل التراب الوطني .
يتطابش الناس ويسيل الدم وتهدر الأرواح وتنتهك الأعراض، لكن جميع المشاكل تحل على سدر منسف مشرب بالجميد.في الترح وفي الفرح وفي المرح يرافقنا الجميد حاكما أوحدا تنحني قاماتنا وهاماتنا من أجل تصنيع كراته... في عملية تمثيل رمزي لتشكل الكون.
لذلك ، وقبل أن نذهب الى المنسف نرتدي الزي والقناع المناسبين ، وهذا غلاف الكتاب للفنان السوري الكبير على فرزات،ويبين لنا حجم الخيارات المتعددة التي نستطيع ان نشكل فيها رأس الجميد البشري . حيث نضع عليه قناع الكاتب أو الكاذب أو الأرنب أو الأسد أو المتدين أو اليساري أو الخنفشاري ، كلها اقنعة نضعها لتناسب ايديولوجيا المناسف.
نعم إنه ايديولوجيا ..وهو شكل من اشكال الديمقراطية العربية، وهو دائري مثل الديمقراطيات الأوروبية ، لكنه يعتمد نظام الطارات ... الطارة الأولى للكبار والمسعدين والطارة الثانية لأذنابهم واتباعهم ، والثالثة للمصفقين والمنافقين ، والطارة الأخيرة للكلاب ، وغالبا ما تكون خالية من اللحم.
سبب استمرار الخلافات العربية العربية ان الزعماء العرب لا يجتمعون على المناسف بل على بوفيهات فخمة؛ ما يجعل اللقاءات غير مثمرة... وحدها اجتماعات وزراء الداخلية العرب هي التي تنجح، بالتأكيد يجتمعون على مناسف ليأكلوا من لحم شعوبهم، وكل واحد يعزم الزملاء لتذوق طعم لحم شعبه المشكوك على نكاشات الأسنان.
وكما كان المستوطنون الأوائل في القارة الأمريكية يستبدلون الخرز الملون من السكان الأصليين بالذهب، كذلك تغرق الحكومات وسائل الإعلام بالخرز حتى يتخلى الإعلاميون عن ذهب الكلام ، وإن لم يقبل الإعلامي بهذه القسمة الضيزى ، فإنها تقيده وتربطه بالقوانين المشوهة الصادرة عن مجالس نيابية مشوهة ومزيفة ، والمجلس اللي ما بيعجبك ..خذ غيره.
كانت طاستنا ضائعة، وبوصلتنا معكوسة الاتجاهات ومنافقة ، لكننا حصلنا على بوصلة جديدة وفعالة وجديدة ..انها الحراك الأردني الذي سنحتفل بعد شهر بميلاده الأول.
شباب الحراك الصغار . هم من علمنا أبجدية الثورة ، وهم الأمل ، وهم الثابت الوحيد في حياتنا ..الذي يحاول أن يجعل الأردن مكانا مناسبا للحياة بكرامة وعزة.
اليكم يا شباب الربيع العربي
يا من انتم في السجون، أو في طريقكم اليها أو منها ....لكم جميعا في كافة ميادين العالم العربي،لكم جميعا اهدي كتابي هذا
وأنحني أمام قاماتكم المرتفعة.
وشكرا لكم، لأنكم منحتمونا سببا للحياة وسبيلا اليها».
الدستور
«أكاد أتخيل الكون بأكمله مثل شوال جميد سقط من فوق ظهر بهيمة أعرابي أهوج فوق جرف ساحق ، فما كان من زعاميط الجميد الا أن توازنت وتجاذبت وتنافرت فتخلقت سحابة كونية من الجميد، تناثرت فيها المجرات والشموس والكواكب ، وشرعت تدور حول ذاتها وحول زر الجميد الأكثر كثافة منها .... وكان كوكبنا الأرضي هذا ، أحد رؤوس الجميد الذي نشأت الفطريات فوق سطحة نتيجة للرطوبة والهواء ، فكانت البشرية..نحن!!
اخترت الجميد عنوانا لكتابي لأنه السلطة الوحيدة الفعالة في الأردن، فهو يحكم ويرسم في السياسة والاقتصاد والاجتماع ، وفي كامل شؤون الحياة على كامل التراب الوطني .
يتطابش الناس ويسيل الدم وتهدر الأرواح وتنتهك الأعراض، لكن جميع المشاكل تحل على سدر منسف مشرب بالجميد.في الترح وفي الفرح وفي المرح يرافقنا الجميد حاكما أوحدا تنحني قاماتنا وهاماتنا من أجل تصنيع كراته... في عملية تمثيل رمزي لتشكل الكون.
لذلك ، وقبل أن نذهب الى المنسف نرتدي الزي والقناع المناسبين ، وهذا غلاف الكتاب للفنان السوري الكبير على فرزات،ويبين لنا حجم الخيارات المتعددة التي نستطيع ان نشكل فيها رأس الجميد البشري . حيث نضع عليه قناع الكاتب أو الكاذب أو الأرنب أو الأسد أو المتدين أو اليساري أو الخنفشاري ، كلها اقنعة نضعها لتناسب ايديولوجيا المناسف.
نعم إنه ايديولوجيا ..وهو شكل من اشكال الديمقراطية العربية، وهو دائري مثل الديمقراطيات الأوروبية ، لكنه يعتمد نظام الطارات ... الطارة الأولى للكبار والمسعدين والطارة الثانية لأذنابهم واتباعهم ، والثالثة للمصفقين والمنافقين ، والطارة الأخيرة للكلاب ، وغالبا ما تكون خالية من اللحم.
سبب استمرار الخلافات العربية العربية ان الزعماء العرب لا يجتمعون على المناسف بل على بوفيهات فخمة؛ ما يجعل اللقاءات غير مثمرة... وحدها اجتماعات وزراء الداخلية العرب هي التي تنجح، بالتأكيد يجتمعون على مناسف ليأكلوا من لحم شعوبهم، وكل واحد يعزم الزملاء لتذوق طعم لحم شعبه المشكوك على نكاشات الأسنان.
وكما كان المستوطنون الأوائل في القارة الأمريكية يستبدلون الخرز الملون من السكان الأصليين بالذهب، كذلك تغرق الحكومات وسائل الإعلام بالخرز حتى يتخلى الإعلاميون عن ذهب الكلام ، وإن لم يقبل الإعلامي بهذه القسمة الضيزى ، فإنها تقيده وتربطه بالقوانين المشوهة الصادرة عن مجالس نيابية مشوهة ومزيفة ، والمجلس اللي ما بيعجبك ..خذ غيره.
كانت طاستنا ضائعة، وبوصلتنا معكوسة الاتجاهات ومنافقة ، لكننا حصلنا على بوصلة جديدة وفعالة وجديدة ..انها الحراك الأردني الذي سنحتفل بعد شهر بميلاده الأول.
شباب الحراك الصغار . هم من علمنا أبجدية الثورة ، وهم الأمل ، وهم الثابت الوحيد في حياتنا ..الذي يحاول أن يجعل الأردن مكانا مناسبا للحياة بكرامة وعزة.
اليكم يا شباب الربيع العربي
يا من انتم في السجون، أو في طريقكم اليها أو منها ....لكم جميعا في كافة ميادين العالم العربي،لكم جميعا اهدي كتابي هذا
وأنحني أمام قاماتكم المرتفعة.
وشكرا لكم، لأنكم منحتمونا سببا للحياة وسبيلا اليها».
الدستور