نجاح تلقائي
بغض النظر عن نوع التعديلات التي من المفترض إدخالها(أو اخراجها لا فرق) على قانون الانتخاب فإني أتمنى من كل قلبي ان ينجحوا جميعا بلا استثناء ، فلا أحد يحب الفشل، والإخوة والأخوات الذين سيرشحون أنفسهم للبرلمان هم من أبناء هذا الوطن ، وغايتهم خدمته وصيانة حقوق المواطن والدفاع عن لقمة عيشة ، وفرض الديمقراطية ووقف رفع الأسعار ...كما يظهر في اللافتات التي تمنع أشعة الشمس عن الوصول إلى جباه المواطنين المتعبة من النظر إلى الأعلى..لغايات الفضول فقط لا غير.
فلنترك الأمنيات جانبا ،ونطالب بإعلان فوز جميع المرشحين فوزا تلقائيا مثل ذلك الذي كان يحصل عليه التلاميذ الطناجير في الصفوف الابتدائية. لا تخافوا من مضاعفات الفوز ، فكل شيء يمكن علاج نتائجه عدا الفشل.
يمكن مثلا افتتاح معسكر لما يقارب الألف نائب ووضع كراسي قش للجلوس عليها ، وتقسيم رواتب النواب على النواب الجدد..اعتقدا أنهم سيوافقون ما داموا قد حصلوا على شرف النيابة ، إضافة إلى ان معظمهم ان لم يكن جميعهم من المقتدرين الذين لا يهمهم الراتب بقدر ما يهمهم المركز ، إما لغايات الكشخة ، أو لغايات استغلال المنصب أو تكوين لوبيات ما لصياغة قوانين تنحاز إلى شرائحهم الاجتماعية ومصالحهم الاقتصادية، طبعا على الحكومة لم تكاليف الحمللات الانتخابية – حسب المعدل- وإضافتها الى الميزانية، بعد تسكير ثقوبها ، طبعا.
يمكن أيضا الإبقاء على الإعفاءات الجمركية ورواتب التقاعد ، ومنح النواب بطاقات تسمح لهم بالشراء من المؤسستين العسكرية والمدنية . وإذا فكر النائب في مصاريف الدعاية الانتخابية ،خصوصا في الأسبوع الأخير ، واعتبرها دفعة على الحساب من راتب النيابة ، فلا شك انه سيعتقد انه قد عقد صفقة رابحة مع الحكومة؛ مهما كانت متواضعة.
المواطن ربحان ، لأنه يصعب اختفاء مئات النواب الأفاضل، فأينما ذهب المواطن فسوف يتدعثر بنائب منطقة ما أو نائب وطن، ويطلب منه خدمة ما ، ولا شك ان النائب سيوافق ، لأنه زهقان وحابب يمارس سلطاته في التعيين أو حل المشاكل الفردية. والحكومة ربحانة لأنها سوف توفر مصاريف هائلة على عملية إدارة الانتخابات وحمايتها ..ويمكن لوزارة الداخلية ان تشتري بالفائض كلبشات ذهب ..تُسعد بها المجرمين والجانحين.
كثرة النواب لن تؤدي إلى المشاغبات ، بل لها فوائد جمة ، لأنها تلغي الاحتقانات العشائرية والحزبية والمناطقية والتنافس بين الأقارب والأصدقاء وبين الذكور والإناث ....وغيرها من التنافسات التي لا تُحمد عقباها..ما دام الجميع ناجحا تلقائيا ..والكل سواسية كأسنان «القرش».
أنا اضمن للحكومة الا يكونوا مشاغبين ...!!
للجادين فقط:
أنا امزح وأتمسخر ، ارجو ألا تأخذوا اقتراحي على محمل الجد.
(الدستور )