ألوان من التهرب الضريبي عبر بوابة الخير
قبل عدة ايام وصلني من رئيس جمعية خيرية فواتير رسمية تكشف حقيقة ما تمارسه بعض الشركات التي تتعامل بالاغذية المجمدة.
تقوم هذه الشركات بتقديم تبرعات عينية لجمعيات متعددة تقدر بالمئات في مختلف مناطق المملكة شريطة أن توافق الجمعية على توقيع سندات قبض وفواتير رسمية بأنها تسلمت كميات تعادل ثلاثة اضعاف الكمية التي استلمتها وتقدر قيمتها بحوالي الفي دينار والرقم هنا لغايات عدم كشف هذه الجمعيات أو هذه الشركات مع ان كل الوثائق متوافرة.
نحن لا نرمي من وراء تسليط الضوء على هذه الحالات، قطع الطريق على العمل الخيري وخاصة اننا على مشارف شهر رمضان الفضيل حيث تكثر حالات التبرع في هذه الحالات .
لكننا نريد أن ننتبه الى خطورة هذه الممارسات التي تدخل في باب التهرب الضريبي واحدى وسائل الاحتيال على الضريبة، عبر بوابة العمل الخيري إذ إن شركة معينة حين تقدم تبرعات عينية لمئات الجمعيات ولا نريد أن نقول الاف الجمعيات تنال بالمقابل تهربا ضريبيا يعادل ثلاثة اضعاف ما تقدمه من عطاء خيري .
ما دفعنا الى تسليط الضوء على هذه الحالات هو التحذير من مخاطرها، ومن مخاطر تعاون الجمعيات الخيرية جراء حاجتها للتبرعات في مواسم العطاء الخيري في اطار التسابق على تقديم المساعدات للفقراء والمنتفعين من هذه الجمعيات .
ندعو الى تدقيق اوضاع هذه الجمعيات وهذه الشركات للحد من مخاطر هذه الظاهرة التي اصبحت تتزايد بشكل ملحوظ عاما بعد عام.
ونرى من واجب وزارة التنمية الاجتماعية التحقيق في هذه الحالات بالتعاون مع دائرة ضريبة الدخل، حتى لا يكون العطاء وبذل الخير من جيب المواطن وعلى حساب تقديم حقوق مترتبة على هذه الشركات لصالح المواطن .
نعم، لا نرغب بفتح ملف يحول دون تنامي ظاهرة الخير، لكن لا نريد أن يكون الوطن هو الخاسر الوحيد من مثل هذه الممارسات المتكررة هنا وهناك .