الأجهزة المعنية ...!!!
السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه الظروف المضحكة المبكية ، هل يوجد في قاموس الأردن أي شيئ يسمى بغير ( الأجهزة المعنية أوالجهات المعنية ) يا ناس بات هذا المصطلح هو أساس إستجابة أصحاب المعالي والفئات العليا من الموظفين لصرخات وإستغاثات العباد في شتى أنحاء البلد .....!!! فنحن لا نسمع سوى : تحركت الاجهزة المعنية! تصرفت الاجهزة المعنية! قامت الاجهزة المعنية! عالجت الاجهزة المعنية! ، ( يا جماعة كلنا كم مليون وحارس ) فالذي يرى النشرات والتقاريرالإخبارية يعتقد أننا نعالج أوضاع الجزيرة العربية بكاملها ، على ايش ؟ كلها نفقين وجسر !!! وإحترنا فيهم ، كلفونا مئات الملايين من العملة الصعبة ، طيب بسيطة!! مش كثير بالمقارنة بباقي الّلفلفات ، ولكن صيانتها وإدامة عملها والذي يستهلك المئات من الوظائف كيف يتم ؟ ومن يقوم عليه ؟ وعلى من تقع المسؤولية ؟ انا أجيب....على الاجهزة المعنية !!!! .
فيا جماعة الخير إن الأجهزة المعنية في الوزارات الأردنية مجتمعة هي عبارة عن كم وافد مصري ، يُشرف عليهم مئات المراقبين ومئات موظفي المكاتب وعليهم عشرات المهندسين وعشرات المدراء التنفيذيين والإداريين والأهم مدراء العلاقات العامة والمتحدثون بأسمهم ، وعلى رأسهم كل كم شهر وزير مختلف ، تلك هي كل الأجهزة المعنية التي تقوم على صيانة الطرقات والجسور والأنفاق والعبّارات ....! وبالتالي سلامة وحياة الناس .
زارنا منخفض جوي كنا نصلي وندعوا الله لقدومه ، وبعد أن إستجاب الله لدعائنا ، غرقت عمان ؛ أما (البونص) الذي حصلنا عليه كان الكشف عن سوء البنية التحتية لمشاريع المملكة التجميلية وبخاصة العاصمة عمان ، حيث تحولت عمان الى شبه جزيرة ، فلم نعد بحاجة إلى سيارات بل إلى قوارب وغواصات للتنقل !! الشوارع والأنفاق تحولت إلى بحيرات بسبب عدم جاهزيتها وسوء تصميمها وقلة صيانتها . شوارعنا الضيقة ما إكتفت بالغرق في الإعلانات الإنتخابية حتى جاء الإغراق الثاني الذي قضى على الأول بإقتلاع الإعلانات الشيطانية من جذورها ، ثم تذكيرنا بأن الفاسدين الذين ما زالوا على رأس عملهم يجب أن ينالوا ( من الناس على الأقل ) الإهتمام بأمرهم وكشف فسادهم وعدم أهليتهم لوظائفهم التي وصلوا لها وبقوا فيها بغير وجه حق .
فإن عواصف الفساد التي إجتاحت أمانة عمان وباقي الوزارات على مدى سنوات والتي دمرت العاصمة ، قد كشفها هذا المنخفض على حقيقتها ، وعلى عكس ما حاولوا من ( مكيجة ) وتجميل لعمان على مبدأ ( من برا رخام ومن جوا سخام ) ولكنها الآن قد بانت حقيقتها فهي عجوز مهلهلة ، بعد أن أسقط الخير والثلج القناع الظاهري والذي كانت الأمانة تنفق عليه مئات الملايين حتى باتت مديونة ومكسورة ، وتجلت صورتها الحقيقية كما رأيناها جميعا ، ولم يعد أحد يستطيع إخفائها أو إنكارها .
وكذلك هو الحال في باقي الوزارات ، كل شيئ له جهازه أو جهته المعنية ، ولما نستفسر عن ماهية هذه الأجهزة لا نرى فيها سوى بضع عمال وموظفين بسيطين والباقي : إما رؤساء أو وزراء أومدراء أومستشارين أو نواب أو مدراء مكاتب أوناطقين أو مخروسين والباقي أسخم ...!!!
حمدا لله على أجهزة الأمن العام ، حمدا لله على قوات الجيش ، حمدا لله على الدفاع المدني ، تلك هي الأجهزة الفعلية ، وحمدا لله على الفعاليات الشبابية والمجتمعية والحراكية والذين لولاهم جميعا بعد ستر الله لكنّا ما زلنا نعوم في مستنقع إسمه عمان من فضل أجهزة الأمانة المعنية .