السفير الامريكي ... تي رش رش !
هل أنتم غاضبون؟؟ هل أنتم مستاؤون ؟؟؟ لماذا ؟؟؟ لأنه "يدبك" ؟؟؟ أم لأنه يأكل المنسف بيديه ؟؟؟ فأسألكم بالله العظيم : ألا يعلم كل منا من يكون ذلك السفير ، ومن أين أتى ... وماذا يريد ؟؟؟ .
إن مشكلتنا ليست مع ما يمارسه السفير الأمريكي ولا السفير البريطاني ... ولا حتى السفير الإيراني ، فهم سفراء لدولهم ... هم لا يُخفون ذلك ولا تخفى على أحد نواياهم ، إنهم موظفون يتقاضون الرواتب ولهم مكانتهم وتأمينهم وتقاعدهم في بلادهم ... فلم نغضب عليهم إذا ما "دبكوا" على (تي رش رش) أو أكلوا معنا منسفنا بأيديهم ، فياليتنا رأينا رئيس الحكومة أو وزير أو حتى محافظ "يدبك" مع الناس البسطاء إحتفالا بمشروع أو حتى (مشروع مشروع) ، ولم أسمع بتهمة فساد مسته لكي يصل لرتبة ديناصورات السياسة والإمتناع عن شرب فنجان القهوة لحين الإجابة بالقبول على طلبه ؟؟ أوليس ما يفعل السفير هو أفضل من "الدبك" على معايير النزاهة في تعيين المسؤولين ؟؟؟ أو "الدبك" على أموال الضمان وإستثماراته ؟؟ أو نعت الناس بأسوأ الألفاظ من قبل المسؤولين (حديثي النعمة) ، أو إحتكار وتوجيه الخدمات لثلة من الطبقة المخملية في عمان وتترك باقي المحافظات ليطمئن عليها السفيرين الامريكي والبريطاني فقط .
يقول المثل (إللي ما بقدر على الحمار بتشاطر على البردعة) !!! فكيف نحن سنرد على " السير كيري" مجدد العهد البلفوري و"الدابك" على حقوق تقرير المصير ، والفاتح باسم الوطن البديل ، رافع شعار يهودية فلسطين ؟؟؟ .
ولكن قبل هذا أليس علينا إعادة ترتيب أولويات غضبنا ؟ ثم أصلاح أنفسنا كي نجابه الأخطار "الدابكة" حولنا ؟؟ ألا يتوجب علينا توجيه غضبنا إلى ما يخص عملية الرقص و"الدبك" الداخلي ؟ ، ألا نبدأ بـ (السوس) الذي "يدبك" وينخر إقتصادنا وثرواتنا ؟؟.. على شكل مافيات وعرابين يستغلون بساطتنا وصبرنا وأحيانا كثيرة سذاجتنا ، ومدعّمين بالظروف حولنا .
* فكما نعلم أن السفير الأمريكي لم يهبط علينا بالبراشوت ولم يكن مسؤولا عن برنامج الخصخصة الذي أودى بحياة إقتصادنا ، وهو لم يبع (يخصص) أملاك وثروات الدولة.... بأبخس الأثمان .
* السفير الأمريكي لم يستغل ظروف البلد لكي ( يكبّتل الكهرباء ) ولم يجني الأرباح ولم يكدس المال في بنوك سويسرا .
* السفير الأمريكي لم يجني المليارات من (فوسفات) الأردن ولم يخزنها في بلاد الضباب .
* السفير الأمريكي لم يتورط في مقاولات (سكن كريم ) ولم يهدي (الرينج روفر) لكي يكمم الأفواه في مجلس المكسرات .
* السفير الامريكي لم يكن مسؤولا عن (رُخَص الإتصالات) ولا عن (العبدلي) ولم ينصحنا بانشاء ( الكازينوهات ) .
* السفير الأمريكي لم يحول البلد الى (مستعمرة إقتصادية فرنسيه) ولم يسلم مفاتيح أهم (معابر) البلاد .
* السفير الأمريكي لا يحتكر (مصانع الحديد أوشركات التأمين) في الأردن ولم يستفيد من إتفاقيات النفط والعراق .
*السفير الأمريكي لم (يبرّئ) هؤلاء من خلال مجلس فاسد يسمى بالظاهر "مجلس الشعب" ولم يضع أباطرة المال وديناصورات الفساد وأسياد الإحتكار على رأس مؤسساتنا التشريعية .
* السفير الأمريكي لم "يدبك" على جيوب الفقراء ولم يرفع الأسعار والضرائب ليسدد عجز المديونية على حساب عجز وقلة موارد الموظف البسيط والفقير المعدم ، ولم يراهن على صبر الناس وقلة حيلتهم .
*السفير الامريكي لم يقل لنا ...قفوا مع السيسي ... ولم يأمرنا بأن نلمّع عباس ... ولم يحكم على الشعب بالإعتماد على المنح والمساعدات ... ولم يجبر حكومتنا على نهج طريق التجويع والإفقار لسد عجز ما قد سرق ونهب من خزينة "المال السايب" ... ولم يراهن على أكبر مشروع فساد فوكوشيما بالاردني ( فوكو عمرة ) .
السفير الأمريكي يعمل لصالح بلاده ولا يخفي ذلك ، وبلاده تعمل لصالح إسرائيل وهي لا تخفي ذلك ، السفير يتقرب من المجتمع الأردني فأكل المنسف بيده و"دبك" مع الناس في رقصهم على أنغام (تي رش رش) كما حدث في إربد مؤخرا بمناسبة تفقده لإثنين من أصل إثني عشر مشروعا تم إنهاؤها في المحافظة، وهما جزء من مشروع المشاركة المجتمعية الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
فهل يعني ذلك بأنه خرج عن الأعراف الدبلوماسية ؟؟ كيف ؟ ألسنا بحاجه له وبحاجة إلى تمويل بلاده لمشاريع تخدم المجتمع الأردني (بعد أن فشلت الحكومات عن ذلك) ... أبناء جلدتنا باعونا ... وكمّسنوا على ظهورنا ... وتربعوا في عروشهم فوق رؤوسنا وعلى حسابنا...فلم لا ؟؟؟ لم لا .... ونحن قد إبتعدنا عن ديننا وبعناه بعرض من الدنيا فقذف الله الذل في قلوبنا ووجوهنا ... لم لا ؟؟؟ ونحن من صار عزيزنا هو الذي يملك المال حتى ولو كان يسرقنا ويستعبدنا ، ألم نصبح عبيدا للبنوك ولأرباب المال ؟؟؟ ألم يصبح رغيف الخبز هو غايتنا ؟؟؟ ألم يصبح الأمن والأمان هو "كرباجنا" ؟؟؟ .
رحم الله امرءا عرف قدر نفسه.... وبعد .
أقولها "بذل" وبلا خجل : أن الأمريكي هو سيدنا ، هو مالك أمرنا ، هو مسير حالنا ... والسفير الأمريكي هو الحاكم بأمر أمريكا في بلدنا ... ويبقى هو الآدمن (admin) لأرقام ديموغرافيتنا وهذا واقع مستمر ، ألا إذا نحن إستفقنا .... ثم إعتبرنا .... ثم تغيرنا ... ثم غيرنا ... وإلى أن يحدث ذلك ... فالاميركان هم أسيادنا وأولياء نعمتنا !!! كل ذلك حتى نغير ما بأنفسنا !!! فنحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ... (عمر بن الخطاب) .