الاسلام دين عدل وسلام وتحرير الانسان لا دين ذبح من اجل السلطان
النائب حمد الحجايا
جو 24 : كل الاديان..دعت الى تحرير الانسان من عبوديته لغير الله جل جلاله ..اي تحرير الروح والنفس ..من عبادة اي مخلوق ..ومن اجل الوصول الى هذا المراد الالهي ..ارسل الله الرسل والانبياء...ببلاغ الناس ودعوتهم ..لكن لوجود التجبر والتسيد وحب السلطة ..في كل مجتمع وعلى مر العصور..اصبحت رسالة الانبياء صعبة ..بوجود هذه القوى السياسية اصحاب السلطة الممانعة للتغيير ..وابقاء تلك الشعوب عبيدا ..فلذلك انكروا وجود الاله ..وكذبوا الرسل والانبياء.. فكان الله في بداية الخلق ..الانساني ... يكتفي بالاخذ اي اهلاك الشعوب التي لا تؤمن ..وينفذ وعده بالوعيد الذي اخذه على نفسه ..وكان اخذ قوم نوح ...وهو الخلق الثاني للشعوب وتغير معالم الكون... وبعدها الشعوب ..مثل قوم صالح و هود... وما لا نعلمة ..الى ان بدأت اليهودية ..وبعدها المسيحية ..وهو اخر انبياء بني اسرائيل ..وبعدها الاسلام ..وجميعها امر اتباعها بالقتال في سبيل الله ...وهنا ما نريد ان نصل اليه ...اي امر بالقتال للشعوب التي تشكلت على شكل امم ودول وسلطات... حتى تؤمن تلك الشعوب بوحدانية الله ..وعبادته عبادة خالصة ..بان لا الإه غيره ..والايمان بهذه الوحدانية ..ولم يذهب مقصد الله جلاله ..الى تكوين الدول ووضع سلطة دينية عليها ..انما وضع نظم عامة لتنظيم حياة الناس ..تشرف عليها سلطة دنوية بسيطة تنظم فقط .. ولكن يا للاسف في كل الاديان ..الثلاث استغل تلك المهمة الربانية وحولت الى اهداف سياسية ..باستغلال الدين ..وتشكلت الدول باسم الدين ..وتماهت هذه السلطات الى درجة ان اصبحوا ملوكا ..وامبراطوريات كبرى باسم الدين ..جاء الاسلام ..وصحح ما وقعت به الاديان السابقة ...وما قامت في عهد رسول الله لا دولة ..ولا حكومة ..ولم يبني سلطة ..ووثيقة المدينة انما هي وثيقة اجتماعية تنظم حياة الناس ..وتحفظ حقوق الطوائف الاخرى في المدينة ... امروا بالقتال ليس من اجل ابادة الشعوب واسقاط الدول ، بل لتحرير الناس من عبودية العباد وخاصة الحكام ..والسلاطين الذين هم دائما من كانوا يواجهوا دعوات الانبياء والرسل والامثلة كثيرة ..كان مراد الفتح الاسلامي ..ان يزيل عنهم ذل السلطات التي تعبدهم لها ....وما جاء في الاسلام ...انه بعد فتح اي مدينه انهم ادخلوا الناس والشعوب جبرا في الاسلام ...بل تركوا الحرية لتلك الشعوب ..ومنحوا كل الحريات التي ما حصلوا عليها في ظلل اي سلطة حكمتهم من قبل ..ويهود الاندلس مثالا ..والامثلة كثيرة ...الله جل جلاله لم يهتم لبناء الدولة العالمية الاسلامية ..كسلطة سياسية ..كان مراد الله واضحا وجليا ( ان تحرروا العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد) ..والسلطة مفسدة اذا دخلت على اي مجتمع افسدته ..هناك مجتمعات قديمة عاشت حسب اعرافها الاجتماعية ..وهي امم كثيرة ..وعمرت حضارات ..وكان لديهم قيم اخلاقية نبيلة ...مثل الهنود الحمر في امريكيا ..وبعد البحث في تاريخهم مع اختلاف لغات وعادات شعوبهم وعشائرهم ..وجدوا انهم يعرفون الله ...ولكن بطرق مختلفة وباسماء مختلفة حسب لغاتهم ..ولكنها تعني الله والرب والقدير... وهناك شعوب في هذا العصر الحديث تعيش حياتها البدائية ..وينظمون مجتمعاتهم .حسب قواعد الخير والشر ..وقواعد الاخلاق والمنطق الانساني ولم يأتيهم رسل ولم تحكمهم سلطات وحكومات فاسدة ... اتركوا الشعوب والناس تعبد الله بحريتها ..وما افضل دعوة الى الاسلام الا بالقدوة بالتعامل باخلاق الاسلام ..في عملك وفي تعاملك مع الناس ..وفي جيرتك ووقوفك مع الحق ونصرة جارك واي انسان بغض النظر عن دينه ...عندها يتأثر بك الغير . وحينها سيسألك من عرفك واعجب باخلاقك مالذي يجعلك هكذا ، هنا تأتي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ... لا عليك ان تجيبه على سؤاله ، الا بالقول.. انه ديني الذي أؤمن به ومن المؤكد سيسالك ايضا ما هو دينك ، هكذا اسلمت اغلبية مسلمين دول الغرب ودول شرق اسيا ..واغلبية المسلمين في العالم ..اسلموا ..بالقدوة الحسنة وبالحكمة ..اما ما فتحت بالسيوف من اجل ملك وسلطان ..كما في الاندلس اسبانيا .. هي اقل الدول نسبة في عدد المسلمين فيها .
* الكاتب نائب سابق