jo24_banner
jo24_banner

الحجايا يكتب عن استراحة المحاربين والعصيان المدني

النائب حمد الحجايا
جو 24 :

تحت شعار ( احذروا جوعي ... واحذروا غضبي ) ستكون وقفة حراك ذيبان الجمعة , تلك البلدة الصامدة هي الحاضنة الاولى التي انطلق منها الحراك الشبابي قبل ثلاث سنوات انقضت, وما زالت ذيبان الشامخة بعنفوانها على هضاب وادي الموجب جنوبا وسيل الوالة شمالا والذي ما زال ماؤه الرقراق يجري بشرايين ارضها كلما تدفق الدم في اوردة ابنائها الشرفاء بقلوبهم النابضة بالحياة ولا تعرف الخوف ابدا , فطوبا لذيبان واهلها وليصمت الجبناء .
ذيبان التي تجاور حجر ميشع الايوبي وبقية من اثار مجد عربي مؤابي كانت قلعة صمود وتحد للمشروع اليهودي الاول فكانوا الحماة , وها هي مهد انطلاقة الحرية في الربيع العربي الذي نبت طلعه الاول على سفوحها ومنها امتد الى باقي سفوح الوطن ومنها بدأت مسيرة الحراك الشعبي وتساقط من تساقط وها هم ما زالوا قابضين على جمر الحلم بالحرية والاصلاح .
وكلما عضهم الفقر وقست عليهم الظروف صلب عودهم وقويت عزيمتهم , ولسان حالهم يقول ان للحرية طعم وللحق صولة وللثورة فرسان .. وللاوطان دائما ابناء شرفاء احرار .. فسكنت الجوارح لكنها كالجمر تحت الرماد ان هبت هواء يتأجج وهجها من جديد , فلا تتوهموا ان استراحة المحاربين , لحظة انكسار ووهن , ولكنها كالصمت الذي يسبق العاصفة ..فاحذروا صمتي وتصبري وحلمي فلن انس مبتغى الحرية والكرامة التي ننشدها .. وتحسبون اننا ننسى انات الجياع وبكاءهم في ليالي الشتاء يقرصهم البرد والجوع معا .. وانتم ايها الفاسدون في عمان تقتلكم التخمة والبطر ,, فاياكم ان تعتقدوا اننا هنا تخلينا عن قضية الوطن الذي نفدية بدمائنا وترابه عطرا تتعبق به ارواحنا ..
واياكم ان تعتقدوا ان اشكال الاحتجاج توقفت عن وقفة حراك ومسيرات , فأنتم واهمون ولكن لتدركوا بان الشباب الحراكيين صبورين الى حد لم تتوقعوه ابدا ... لذلك لا تراهنوا كثيرا على صمت الشعب الاردني وخاصة اذا تعدى الامر الى تصفية الاردن هوية ووطنا والتآمر علىى القضية الفلسطينية وعلى القدس الشريف اذا انتم واهمون.
فليعلم من يتزعمون المشهد السياسي الاردني- عندما غيبت رجالات الوطن وقياداتها المخلصون- فليعلم كل منهم و على جميع المستويات بان صمت الحراك الشعبي الاردني , وحالة الترقب والسكون في الشارع السياسي هي حالة الهدوء التي تسبق العاصفة .
فعندما يرصد الحراك الشبابي طيلة الاربع الاشهر الماضية خطورة مرحلة الاحتقان الشعبي التي وصل لها المواطن الاردني جراء تزايد نسب الفقر والبطالة وارتفاع الاسعار وضعف القوة الشرائية واجراءات الحكومة التعسفية القاسية على المواطن الاردني .. فاتوقع ان الانتقال الى المرحلة الثانية للتحرك الشعبي سيكون بالبدء الى الدعوة الى الشكل الاحتجاجي الثاني من السلمية وهو العصيان المدني الوطني، هو الخيار المطروح في هذه المرحلة .
في الوقت الذي يعتقد فيه العديد من القوى السياسية الوطنية المنظمة والحراكات الشعبية ورجالات الوطن المخلصين الاحرار ان خيار العصيان المدني والتصعيد السياسي هو مرحلة أستدعتها سياسة الاقصاء والتهميش وخاصة في المحافظات وقراها واريفاها وبواديها , وتقصد القوى النخبوية التقليدية المحيطة بالنظام بالقيام بتضليل الملك وتقليل اهمية هذا التحرك الشعبي والتهاون في تحقيق مطالبه , وبقيت العديد من ملفات الاصلاح معلقة على رغبات اشخاص اصبح ابناء الوطن لا يحتملون بقاءهم في سدة السلطة و تحكمهم بمصير الوطن وابنائه وحقوقهم السياسية والاجتماعية ,, مااكد العديد من القناعات لدى ابناء الشعب الاردني بانه اصبحوا يشكلون خطرا على الوطن ونظام الحكم على حد سواء .
وما حالة التوتر في المحيط العربي المجاور وحالة خلط الاوراق في المنطقة ككل والتي لن تفضي الا الى المزيد من التفتت والدماء والتقسيم , وها نحن وسط خضم كل تلك الاحداث , يطل علينا كيري واسرائيل بمشروع حل وتسوية للقضية الفلسطينية بوصفة توراتية يهودية هدفها الأساسي " تهويد فلسطين "وتصفية القضية الفلسطينية - طبعا الاردن طرف مهم واساسي في هذا المشروع - ولكن الشعب الاردني ويا للأسف لا يسمع الا ما يرشح من معلومات من هنا وهناك امام صمت مريب يلف تصريحات الحكومة الاخيرة , التي تبدو " كالحزيرة " والكل في الوطن يترقب أي بصيص ضوء يبعد عنهم تخوفاتهم حول مصير وطنهم وهويتهم الوطنية ومصي نظام الحكم , اضافة الى تخوف المكون الديمغرافي الاردني من اصل فلسطيني من ضبابية التصريحات التي زادت من مخاوفهم حول تحقيق المصير للفلسطينين على ارض فلسطين وحق العودة وما اثر ذلك على حالة عدم الثقة التي اصبحت سائدة لدى اغلب الاردنين بكل سلطات الدولة .. بسبب عدم الوضوح ومصارحة الشعب بمجريات المفاوضات ومسارات التسوية التي من الافضل عدم اخفاءها .
وامام تلك المتاهات وضبابية التصريحات حول مسارات التسوية على مستوى فلسطين واسرائيل والاردن فهناك مسارات خطيرة ايضا بدأت استحقاقاتها لاتتبدى في منطقة الشرق الاوسط العربي وتقسيمها بقرار " سايكس بيكو" جديد تقتضية مصلحة اسرائيل وبتوافق قطبي جديد , لم يكن سرا في المخطط الاستراتيجي الامريكي والغربي بشكل عام .
سيناريوهات نظرية الفوضى الخلاقة اصبحت حقائق سياسية وخارطة الكونتات السياسية الامنية التي ستنشأ اتوقع انه انتهى ترسيمها ولم يتبق الا مزيدا من التمزق والصراعات لكي يبدأ مشروع التقسيم على الارض .
والسؤال الملح والذي يتبادل اطراف الحديث به الناس هل هناك مؤامرة ,,؟ ما هو مصير الاردن ؟؟ وما هو مصير فلسطين .. وما هي مصير الانظمة الحاكمة ... كلها اسئلة مطروحة على الطاولة ... فهل من مجيب ؟؟؟

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير