أباطرة المال يعقدون قرانهم على الحكومة بمباركة البرلمان
عندما يشوي الوطن لحم ابنائه ويقدمه طازجا على موائد الاثرياء والفاسدين باسم الاستثمار وحماية مصالح المستثمرين الذين نهبوا مقدرات وطننا باسم الخصخصة والاستثمار فاستقووا على ابناء الشعب الاردني بمؤسسات الوطن الامنية والحكومة ومجلس الامة بشقيه وعقد قرانهما مروس بشعار جميل لحماية مصالحهما معا تحت عنوان // حماية مصالح الدولة العليا // متناسين لا بل متغافلين عن ان اهم مصلحة وطنية عليا واسماها ,والثروة الحقيقة التي تبذل دماؤها رخيصة من اجل الوطن وهم( الشباب) الاردنيون الذين اصبحوا في اخر اولويات الحكومة , التي انتهجت مسيرة الاصلاح السياسي بنهب جيوب الاردنين في ظل دخول متدنية للسواد الاعظم من الشعب الاردني , فاصبحت لقمة عيش الفقراء وقوت ابنائهم ممزوجة بالذل والخزي عندما لا يستطيعون شراءها الا من اصناف النخب الثالث من الاسواق التي صنفت البضائع حسب الوان الوجوه وانتفاخ الجيوب , غير ابهين بما حل بهم من ظلم وفقر اشتد عليهم وطأته وطالت ليالي مبيت فلذات اكبادهم على الطوى والبرد القارص وهم ينتظرون بصيص الامل المتعلق بوعود لطالما قطعته الحكومات لهم , وها هي حكومة النسور التي ادعى صاحبها انها حكومة الاصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية الذي زاود على الجميع بهذا الشعار , وما فلح به هو الانقضاض على لقمة عيش الفقراء من ابناء الوطن الغلابا من ابناء الحراثين الذي لم يبق لهم شيء لا ارض وماء , ولا على زرع وضرع , فانهى على الجميع .
وهاهو الجنوب يصرخ ابناؤه وشبابه تحت وطأة الظلم والجور والغبن من بطالة وفقر وعوز وفقر في ظل شركات استثمارية نهبت ثروات ارضهم امام اعينهم وسلبتهم كل شيء في البادية الجنوبية في القرى النابتة من رحم المعاناة وسط الصحراء في القطرانة والسلطانية والحسا وجرف الدراويش والحسينية والمحمدية والجفر والمدورة ودرتها الغالية معان , وتركتهم يصارعون العوز والفقر والشقاء وعلى حدبات حد سيفها الغربي ايضا تلك القرى والمدن التي كانت شامخة بعزها فوق الشفا , في الكرك ومؤتة والمزار وجبل الضباب والطفيلة وبصير وجبال المناعيين والشراة وحسما والشوبك ووادي موسى والقويرة والديسة تلك الدرر المطلة من عليائها على ساحات الوغى وديار السعيدين والرشايدة والاحيوات والعمارين والاغوار الجنوبية الاف مؤلفة من الشباب العاطلين عن العمل اجيال متراكمة على طيلة اكثر من عشر سنوات لم يعمل منهم احد الا النزر اليسير فبعضم تعدى العمر به مشارف الثلاثينيات ذكورا واناثا وما زالوا دون عمل شريف يعيشون به حياة كريمة ومن غامر واسس اسرة اصبح حمله اكبر وحياته اصعب وكبرت مصيبتهم وغلقت ابواب الرزق في وجوهم وفتحت ابواب الرزق الحرام امام الفاسدين والمتامرين على ثروات وطنهم امام اعينهم وعلى مرأى ومسمع كل الحكومات والمؤسسات الوطنية التي اوكلت لنخب فاسدة ومفسدة لك شيء في الوطن فاضاعوا الوطن واضاعوا ابناءه .. فبالله عليكم ماذا تنتظرون منهم ان يصنعوا بعد ذلك ..؟؟
في ظل حالة تأزم شديد بعد نفاذ صبر طال حتى سئم الصبر نفسه الانتظار , وها نحن في شهر نيسان وذكرى هبته المجيدة التي قامت ضد الجور والظلم والفقر والبطالة ورفع الاسعار في ظل حكومات غير شرعية كان دورها امنيا اكثر منه تنمويا فصادرت الحريات ونهبت مقدرات الوطن وقتها في غياب الديمقراطية عندما كان يملك وقتها رئيس الحكومة انذاك اكبر شركة تعدين للفوسفات يمنح العطاءات بالتلزيم وكانت الشركة مملوكة بنسبة 85 بالمئة للحكومة , فبنى القصور واصبحت ارصدته بالمليارات وبعدها باعها بالملايين على شركة اخرى ما زالت تلك الشركة تستحوذ على اكبر نسبة بالتعدين مع شركة اخرى وبعدها دخلوا شركاء مع شركة الفوسفات بعد بيعها لبروناي فكل الحلقات متصلة وما زالت متواصلة الى هذه اللحظة وما زال التزاوج بين السلطة والمال منهجا قائما ولكنه اصبح يجري بمباركة برلمانية شرعية باسم الشعب . فنفس الظروف التي قامت عليها هبة نيسان ما زالت متوافرة ولم يتغير شيء .. وهنا مكمن الخطر والقنبلة التي اخشى ان تنفجر في اي وقت ,, فثورة الجياع مشروعة ومباركة في كل الشرائع السماوية والدنيوية والانسانية ...؟؟
فكل الحكومات تغنت بالدستور وما زالت تتغنى ومنها هذه الحكومة البائسة الا الحق الذي لا يعلوا عليه حق في هذا الدستور وهو الذي كلفت به الحكومة حرفيا نصا ومضمونا وهو حق توفيرفرص العمل والتشغيل للمواطنيين الاردنين , ولكن حكومة النسور فرضت علينا الضرائب في كل شيء قبل ان توفرلابناء الوطن العمل وفضلت الانحياز الى نادي الاثرياء والاغنياء والمستثمرين وغاسلي الاموال وتحمي مصالحهم تحت شعار حماية الاستثمار الفاسد الذي نهب مقدرات الوطن .
فعندما تصادر حقوق الاردنيين بعمل شريف وعيش كريم بدون مسؤولية وطنية من قبل حكومة زائفة ضالة ومضلة فعلى الملك ان يتدخل عندما يصمت مجلس النواب ويتخلى عن واجباته ومسوؤلياته تجاه الشعب مصدر سلطتهم وشعبيتهم فاما ان يقيل الحكومة او يحل مجلس النواب الذي تماها مع الحكومة بزواجها غيرالشرعي مع اصحاب المال وبارك هذا الزواج وعقد قرانه تحت القبة بعمامة شيخه الاعظم .
وان غاب الرشد عني فارشدوني يا ابناء الوطن الشرفاء القابضين على الجمر من اجل ترابه الغالي وامنه وعزته ..
فهذه الحكومة كغيرها من الحكومات التي طالما اسمعتنا "ضجيج رحى الطحن ولم نرى طحينا" بتوفير فرص العمل وتخفيض مستوى البطالة وتأمين العيش الكريم لمواطنيها وما هي الا شعارات مستهلكة لشراء الوقت والتسويف الذي اعتادت عليه تلك الحكومات في ظل غياب المساءلة والرقابة البرلمانية الفاعلة
وهذا ما اوصل المواطن الاردني للشعور بغياب العدالة الاجتماعية،وهذه من اشد مراحل الخطر اذا استمرت بدون حلول اصلاحية شاملة وسريعة لعل وعسى ان نستدرك الوقت المستقطع من حالة نفاذ الصبر.