كذبة أيار
يوسف غيشان
جو 24 : منذ أن أطلق كارل ماركس صرخته المدوية:»يا عمال العالم اتحدوا» ، وصداها يتردد في أرجاء العالم ، فيرتد الصدى من أصقاع الاتحاد السوفييتي السابق ، يردده المأسوف على شبابه فلاديمير ايليش لينين ورفاقه فتنتشر الصرخة في أرجاء العالم.
الأردن أيضا يحتفل كغيره من دول العالم بذكرى عيد العمال الأسبوع المقبل، وتحديدا بداية الشهر المقبل، تماما كما يحتفل بيوم المرور العالمي ويوم البيئة ويوم الشجرة وأيام أخرى متنوعة.
يوم العيد أو اليوم التالي ستحتجب الصحف اليومية عن الصدور، إلا إذا حصلت ترتيبان أخرى بين أصحاب الصحف ، فيما يعيد كتّاب المقالات اليومية – ومنهم جنابي- نشر مقالة قديمة لهم حول المناسبة ، يؤكد معظمها أن العمال هم ملح الأرض ، وهم الشمعة التي تنير الطريق أمام الأجيال ، وهم الجنود المجهولون ، والعرق الذي يروي الأرض العطشى، وما يشبه ذلك من سواليف الحصيدة.
ولن تتورع الإذاعة والتلفزيون عن بث العديد من الأغاني التي تشيد بالعامل وتمجده ، إضافة لبث لقاءات متعددة مع بعض القيادات العمالية المفصلة على قدر ديمقراطيتنا بالضبط ... ولا بأس بلقاءات سريعة على مستوى الدردشات مع عمال في مواقع عملهم لإكمال السيناريو الاحتفالي ... ثم تنشر وسائل الإعلام الرسمية نصوص برقيات التهاني بين بعض القيادات العمالية وبعض السلطات التنفيذية.
الحزب الشيوعي وأحزاب يسارية أخرى ستصدر صحفهم – إن صدرت - بعناوين عملاقة تهنئ العمال بعيدهم، وسيتساهل رجال الأمن ويغضون الطرف عن بعض الطلبة الذين يوزعون تلك الصحف داخل الجامعات والمعاهد... فالدنيا عيد، كما تعلمون .
في صباح اليوم التالي، ينسى الجميع تلك «الهيزعة»، وتعود الأمور الى «مجاريها». ويكتشف العمال أن عيدهم هو ضحكة كبرى على لحاهم وشواربهم .. وانهم مجرد أصفار على اليمين في أرصدة السماسرة واللصوص وقراصنة الاقتصاد والسياسة، وأصفار على اليسار في حسابات الحكومات، إلا إذا حمّروا عيونهم وأعلنوا الإضراب للحصول على حقوقهم...تماما كما فعل عمال شركة الكهرباء وحصلوا على حقوقهم ، رغم أنف الشركة، ونقابتهم الرسمية المترهلة.
الدستور
الأردن أيضا يحتفل كغيره من دول العالم بذكرى عيد العمال الأسبوع المقبل، وتحديدا بداية الشهر المقبل، تماما كما يحتفل بيوم المرور العالمي ويوم البيئة ويوم الشجرة وأيام أخرى متنوعة.
يوم العيد أو اليوم التالي ستحتجب الصحف اليومية عن الصدور، إلا إذا حصلت ترتيبان أخرى بين أصحاب الصحف ، فيما يعيد كتّاب المقالات اليومية – ومنهم جنابي- نشر مقالة قديمة لهم حول المناسبة ، يؤكد معظمها أن العمال هم ملح الأرض ، وهم الشمعة التي تنير الطريق أمام الأجيال ، وهم الجنود المجهولون ، والعرق الذي يروي الأرض العطشى، وما يشبه ذلك من سواليف الحصيدة.
ولن تتورع الإذاعة والتلفزيون عن بث العديد من الأغاني التي تشيد بالعامل وتمجده ، إضافة لبث لقاءات متعددة مع بعض القيادات العمالية المفصلة على قدر ديمقراطيتنا بالضبط ... ولا بأس بلقاءات سريعة على مستوى الدردشات مع عمال في مواقع عملهم لإكمال السيناريو الاحتفالي ... ثم تنشر وسائل الإعلام الرسمية نصوص برقيات التهاني بين بعض القيادات العمالية وبعض السلطات التنفيذية.
الحزب الشيوعي وأحزاب يسارية أخرى ستصدر صحفهم – إن صدرت - بعناوين عملاقة تهنئ العمال بعيدهم، وسيتساهل رجال الأمن ويغضون الطرف عن بعض الطلبة الذين يوزعون تلك الصحف داخل الجامعات والمعاهد... فالدنيا عيد، كما تعلمون .
في صباح اليوم التالي، ينسى الجميع تلك «الهيزعة»، وتعود الأمور الى «مجاريها». ويكتشف العمال أن عيدهم هو ضحكة كبرى على لحاهم وشواربهم .. وانهم مجرد أصفار على اليمين في أرصدة السماسرة واللصوص وقراصنة الاقتصاد والسياسة، وأصفار على اليسار في حسابات الحكومات، إلا إذا حمّروا عيونهم وأعلنوا الإضراب للحصول على حقوقهم...تماما كما فعل عمال شركة الكهرباء وحصلوا على حقوقهم ، رغم أنف الشركة، ونقابتهم الرسمية المترهلة.
الدستور