قراصنة الاصوات
على ذمة التقارير الصحفية، فلم تعد فتيات الصومال يحلمن بالفتى الأسمر على الحصان الأبيض؛ الذي يخطفها على ظهر الحصان ويضمها بساعديه المفتولين، ويدور بها العالم، تحيطها غيرة وحسد فتيات العالم أجمع. انتهت هذه الصورة تماما كما يتنهي باكيت السجائر و»تجعبله» بين يديك وتحاول ان تهدّفه على سلة المهملات، فيقع الى جانبها.
فتى احلام الصوماليات هو قرصان البحر ..نعم قرصان البحر...فلا شك انكم سمعتم بأن شواطئ الصومال يحتلها القراصنة ، ويستولون على السفن يوميا دون الأخذ لا بعين ولا بأذن الاعتبار هيبة علم الدولة الذي ترفعه السفينة ،سواء أكانت امريكية ام روسية ام يمنية ام ليبيرية ...ام بطاطا مقلية، ولم تنجح قوى التحالف العالمي في القضاء عليهم حتى الان.
قرصان البحر الحالي ليس بالضرورة ان يكون وسيما أو مفتول العضلات ، او يضع عصابة جلدية سوداء على احدى عينيه ، او يتكئ على عصا ورجله اليمني خشبيه، ويده اليسرى معدنية ،مع خطاف قوي بدل اليد والمعصم. القرصان الحالي كائن عادي تماما، يتسلح بالرادارات القوية والأسلحة الفتاكة والصواريخ الموجهة.
قراصنة البحر هناك هم اغنى اغنياء الصومال، وقد افتتحت من اجلهم على الشواطئ افخم المطاعم ، وتتسكع حولهم نساء اجمل من نعومي كامبل وابنتها ....لذاك هم أمل الصوماليات ،وفرسان احلامهن في الزواج والحب والعلاقات ،والصياعة الفخمة.
لكن قراصنة البحر قلة، والنساء كثيرات هناك، بل اكثر من الرجال هناك، خصوصا بعد الحروب الأهلية والانقسامات المدمرة. لذلك فقد قررت بسابق اصرار ودون تردد ان احقق احلام جميع الصوماليات، شريطة ان يتنازلن قليلا، ويرضين بقراصنة البر بدل قراصنة البحر الذين قد تقضي عليهم الأساطيل قريبا. ...(ما همه قراصنة ببعض على كل حال).
ما رأيكن يا زميلات وقريبات وحفيدات نعومي كامبل ان ارسل لكن دفعة كبيرة من قراصنة البر الذين يملؤون بلادي وينكدون عيشتنا.
- ما رأيكن بقراصنة الاستثمارات المالية الذين لهطوا الملايين دون اسلحة ولا رادارات ولا اجهزة رصد؟؟؟
- قراصنة المال العام ؛ الذين حولوه الى مال خاص .
- قراصنة المناصب.
- قراصنة السلطة التنفيذية.
- قراصنة السلطة التشريعية.
- قراصنة تحوير التشريعات.
- قراصنة الصناعة.
- قراصنة التجارة والزراعة.
- قراصنة الأصوات.
- قراصنة الأفكار .
قراصنة في كل مكان في بلادي ....هيا يا صواماليات ، يا نشميات القرن الأفريقي .... مشان الله تعالين على سفن القراصنة ، واخطفنهم منا، الى الأبد.
(الدستور )