الاستفتاء وحافة الهاوية
تتجه الانظار نحو الخامس والعشرين من الشهر الحالي الذي سيكون علامة فارقة في المنطقة والاقليم ،والسبب في ذلك يعود لدعوة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارازاني الى اجراء استفتاء شعبي للانفصال عن الدولة الام العراق ، في خطوة لا تكاد تكون محسوبة أو انها خطوة تسعى لجر الجميع نحو حافة الهاوية او اعادة خلط الاوراق في الاقليم مجددا.
شخصيا اجبت عن توقعاتي حول الاستفتاء في حوار مهم متلفز على فضائية anb العراقية ليلة الاربعاء وقلت انني اجزم ان الاستفتاء لن يمر او بمنتهى الوضوح لن يتم، ولن يرى النور في أسوأ الاحتمالات.
ورغم ان التوقعات في الاحداث السياسية عادة تكون مجازفة الا انني اشدد على ان الاستفتاء دعي اليه في محاولة ضمنية ترمي الى دفع الجميع في المنطقة وخاصة الدول المؤثرة الى الاعتراف بشرعية رئيس الاقليم المنتهية ولايته منذ اكثر من عامين والى دعوة الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الى القبول بهذه الشرعية المنقوصة لذا ربما تقود المفاوضات التي ستجري اليوم او غدا بين وفد الاقليم الكردستاني والحكومة المركزية في بغداد الى صياغة توجهات توفر المناخ الملائم الى العدول عن خطوة الاستفتاء.
نعم لن يتم الاستفتاء ولن تقوم الدولة الكردية التي مرت بتجارب عديدة منذ عام 1920 وحتى الان ولم يكن هناك سوى «جمهورية مهاباد» في غرب ايران عام 1946 وانهارت خلال 11 شهرا ، فالمنطقة ودول الاقليم وتحديدا تركيا التي لديها كثافة كردية تصل الى قرابة 15 مليونا وايران التي لديها قرابة الـ 8 ملايين كردي والعراق الذي لديه قرابة ستة ملايين ونصف المليون وسوريه التي لديها ما يقارب المليونين ونصف المليون كردي ،كلها لا تحتمل قيام دولة كردية.
لذا فان الاستفتاء ضمن المعطيات هو قنبلة موقوته لا يريده سوى «النتن ياهو» الذي يقبل حل الدولتين في العراق ويرفضه في فلسطين.
المنطقة التي تراهن على الخروج من الزلزال السوري لا تحتمل زلزالا جديدا في شمال العراق لذا سيمر يوم الاثنين المقبل كبقية الايام ولن يكتب لدعوات الاستفتاء النجاح.. دعونا ننتظر ونرى ماذا سيجري.....!