عودة ليبيا
مهم الكلام الذي نسمعه عن عودة سيف الاسلام القذافي، للمعترك السياسي وخاصة أن هذه العودة جاءت وفق تصريح رسمي صادر عن محامي العائلة نشر قبل عدة ايام.
نتطلع ان تكون هذه البداية فضلا عن الجهود الدولية التي يقوم بها مبعوث الامم المتحدة للاوضاع في ليبيا الدكتور غسان سلامة وهو السياسي الفذ، تصب في اطار تقديم مقاربة جديدة للاوضاع في ليبيا قد تقود حكما الى مصالحات سياسية بين كل اطراف المعادلة السياسية في الشقيقة ليبيا وخاصة في اطراف المجلس الرئاسي ومجلس النواب والقائد العسكري خليفة حفتر.
شعبنا العربي في ليبيا جرب كل التجاذبات التي مرت بها ليبيا في سنوات ما بعد عام 2011 وجرب كل حالات الغوص التي غرقت بها ليبيا من ذلك الحين وحتى الان.
وتتقاطع هذه الانباء مع الانباء الواردة من تونس عن نجاحات مهمة تجري في تعديل اتفاق «الصخيرات» للانتقال السياسي الذي جرى صياغته في المغرب الشقيق.
كل هذه الانباء السياسية التي تتدفق تباعا توحي بأن اجواء الحل السياسي في ليبيا تشق طريقها نحو الانفراج وتشكيل جديد للسلطات السياسية في الوطن الجريح ليبيا على يد ابنائه وشبابه بعد سنوات من الويلات التي احرقت الاخضر واليابس .
وترى أوساط ليبية أنه ينبغي على سيف الإسلام أن يكون داعما للمصالحة الوطنية والاجتماعية الشاملة، ولجهود استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا من خلال حث أنصاره وأنصار النظام السابق على الاندماج في مشروع الحوار الوطني والاجتماعي لما فيه مصلحة الجميع ومصلحة بناء ليبيا المستقبل .
تتجدد الأمال وتتجدد التطلعات نحو أفق سياسي رحب يسهم في اخراج ليبيا من دوامة العنف والاحتراب والعصابات المجرمة الى فضاء التشاركية والبناء ليعود السلام الى طرابلس وطبرق وبنغازي وكل مدن ليبيا الجريحة لينهض الشعب الليبي في دوره البنّاء في بناء الوطن ونسيجه الاجتماعي من جديد.