لك الله يا أم تيسير
رحلت باكية وقلبها موجوع ودموعها تظلل وجهها ويداها مرفوعة الى عنان السماء. رحلت وفي قلبها غصة بأن ترى ابنها، ولو لمرة واحدة اخيرة قبل الرحيل الاخير، كانت تحلم أن تراه مع اشراقة شمس الصباح، قادما يودعها ويحمل لها ابتسامة الرحيل.
ضاقت بها وبنا السبل ونحن نطرق الابواب عسى، أن يسمع صوتها وصوت احفادها أحد. نودعك وقلوبنا تحمل غصة معك، لأننا قصرنا جميعا في حمل بريق السعادة لنهايات جميلة في أيامك الاخيرة كانت تعرف أن الموت قد اقبل فقلبها جريح مثلوم يحمل وسما منذ الصغر يحمل صورة تيسير ابنها البعيد لا تعرف متى تحين عودته ولا متى سيعبر الطريق الى بيتها حاملا معه الفرح والامل.
كانت تنتظره كل يوم وكل ساعة وكل لحظة، حتى انهك القلب الضعيف ولم يعد يحتمل، حاولنا اطلاق صرخة مدوية قبل ايام خذلنا رفاقه ومن يحملون هم المهنة شعروا ان لا مبرر لذلك رغم أن امه كانت على سرير الوداع وكل التقارير الطبية تؤكد وضعها الصعب.
لك الله ام تيسير النجار، ستظل صورته ماثلة في ذاكرتك وستظل صورتك موسومة على ثنايا قلبه وفي دمعات عينه وفي عيون اطفاله الذين ما زالوا ينتظرون وننتظر عودته بفارغ الصبر .
أظن أن الفرج قريب وان صوت دعاء والدته سيلامس عنان السماء وستقترب لحظة عودته بمشيئة الله ليعود حاملا معه الفرح لاطفاله وابنته شذى حماها الله ولزوجته ولاخوته ولاهله المقربين بعد ان ضاقت عليهم ابواب الرجاء بعودته قبيل رحيل والدته التي كانت على سرير الشفاء.
دعونا ننتظر فالفرج قريب هذا ما نستطيع قوله لعمر الذي ما زال ينتظر صوت اباه.