في ذكرى زعيم خالد تحضُر القامة ويحضُر الجسد!
الكتابة عن زعيم خالد هو الرئيس جمال عبد الناصر في هذه الظروف ليس سهلا لان كل معطيات الواقع المعيش تدفع للقول انهض يا ناصر، الرئيس عبدالناصر الذي تصادف اليوم ذكرى ميلاده ما زال خالدا في ذاكرة الجماهير العربية والمصرية؛ لانه كان عنوانا لمشروع النهوض العربي والقومي.
ناصر الذي انبثق فجره ،من وسط الجماهير وعاش بينها لم ينظر للمرحلة التي كتبت باسمه على انه رئيس يحتاج لكل مقومات الحياة اليومية وظروف معيشتها .
ناصر كان هاجسه التاريخ والامة، لذا لم يسجل أحد عليه في حياته ولا في مماته سوى نظافة اليد واللسان والفرج، لم يقترب من مال الامة الا بقدر راتبه ومخصصاته الشهرية، حتى حين احتاج للقيام بواجبه تجاه ابنته لغايات الزفاف، طلب سلفة شهرية اسوة بأي موظف يعمل في القطاع العام ووقع على الاوراق الثبوتية بكل اريحية .
ولم يكن هذا الامر احد ملامحه بل أن البحث في الوثائق وما تركه لاسرته يكشف كم كان هذا الرجل عظيما في حياته كما كان عظيما في مماته ،كان راتبه الشهري لا يتجاوز 625 جنيها مصريا لذا لم يجد ورثته في حساباته سوى 3718 جنيها بعد رحيله ولم يكن في جيبه يوم رحيله سوى 84 جنيها.
مهما حاولنا الاقتراب من تراث عبد الناصر الخالد في وجدان الجماهير، لن نتمكن أن نفيه حقه ،لكن لحظة واحدة من الاستماع الى صوته الهادر في خطاب من خطاباته الجماهيرية التي كان الشعب العربي ينتظرها لحظة بلحظة ويستمع لها عبر الاثير وعبر صوت العرب يكفي أن تدير على الشبكة العنكبوتية لتسمع صدى صوته ليهتز جسدك وتسافر روحك الى زمن ناصر صانع مجد الامة.
لن تستطيع العبور عن كلماته التي يقول فيها «انها ثورة من أجل الشعب والامة ثورة الكفاية والعدل ثورة اذابة الفوارق بين الطبقات لتكوين المجتمع الجديد الذي نريده بلا طبقات ولا احتكار ولا استغلال» .
مصر الناصرية حققت في سنوات ناصر تنمية تفوق ما تحقق طيلة السنوات الاربعين التي سبقت وصوله للسلطة وحين رحيل الزعيم الخالد لم يكن على مصر ديون سوى مليار دولار للاتحاد السوفييتي ثمن سلاح وتم اعفاء مصر منها بعد وفاته .
وحين تبحث في الارقام والمشاريع والمصانع التي عمل عبد الناصر عليها تجد انها كانت تعكس نظرة الرجل للمستقبل انطلاقا من السد العالي وتأميم قناة السويس والمصانع الحربية والزراعية وتأميم قطاع البنوك والانحياز للفلاحين في تفتيت الملكية الزراعية والتأمين الصحي والاجتماعي كلها مشاريع خالدة في ذاكرة العرب والمصريين، وهناك قوائم تعد ولا تحصى في تركة ناصر الاقتصادية والحضارية لا مجال لسردها هنا في هذه العجالة .
رحمك الله ايها الرئيس الخالد ، كم هي الامة اليوم بحاجة الى رجل بحجم عبدالناصر قادر على أن يجمع شملها بزمن تساقطت فيه الدول والشعوب واصبح الذبح على الهوية بلا بندقية...!