الرئيس القادم .... نص الألف خمسمية !!!
يقال هذا المثل عندما ترى شخص محتار يضرب أخماس في أسداس ، فيقال له يا أخي نص الألف خمسمية ، على إيش حامل الهم ، بمعنى ( شو ما سويت وشو ما عملت ) فتلك هي النتيجة ، لن تتغير مهما حاولت ومهما أضعت من وقت ومهما بذلت من تفكير ، وهذا بالضبط ما يحدث لنا .
فمنذ أن تم إعلان نتائج الإنتخابات النيابية وإلى الآن وجميعنا يتندر بمن ستؤول إليه الولايه العامة ( بين قوسين ) !! .
وهل سيكون هذا المجلس بنوابه الجدد والقدامى مختلفا عن الذي سبقه وسبقه ؟!! . وهل سيتمكن النواب والحكومة من إعادة الثقة التي فقدت بفضل إبداعات الرؤساء والنواب السابقين ؟؟ .
تبدا المرحلة الجديدة بتشكيل حكومة ( برائحه ) برلمانية ، يتم التشاور عليها مع الكتل النيابية وإختيار الرئيس ، ومن ثم تشكل الحكومة القادمة ، وذلك يعني أن المسؤولية تقع على النواب الذين ( من المفروض أن يكون ) إختارهم الشعب ، إذا إعتبرنا أنهم منتخبون حقا ، وبالتالي فان إختيار الرئيس أمام الشعب ( سيسمى ) مسؤوليتهم وإختيارهم ، وبما أن نصف النواب هم من شلة الديجتال ( الوهمي والحقيقي ) لديهم باع وخبرة في تنفيذ الأوامر تبعا لمصالحهم، والنصف الآخر هم يخوضون التجربة لأول مرة فستكون النتيجة كما هو متوقع ( نص الألف خمسمية ) ، لطالما أن الوجوه نفسها لم تتغير والأسماء نفسها تتكرر .
أما الجديد ( وكما العادة ) فهو تغير ترتيب المناصب فقط ! فمن وزير الى رئيس مجلس نواب ، ومن رئيس وزراء الى رئيس ديوان ومن وزير الى عين ومن عين الى نائب ، وهكذا دواليك !! .
فالمناصب يتم تدويرها على ثلة من أصحاب المعالي!! على مبدأ المحاصصة والترضية والمكافئة .
وكأن البلد خالية من ذوي الكفاءات أو الشرفاء أو الغيورين على الوطن ، ولم يبق فيها غير عدد قليل ......... ( كم عشرين واحد ) وصلوا الى حافة القبر مثقلين بما تكسبوا على مر الزمن ولا زالوا يبحثون عن المناصب ، ومنهم من هو جديد في طور التكسب والتكديس ...... منهم الحردان ومنهم الزعلان ومنهم من بدأ عملية التحول ( بما اننا في مرحلة التحول ) فمن موالي الى معارض ..... وبالعكس!! كما الباصات كل حسب الإتجاه .
ولمزيد من التفاؤل فأن تعين دولة فايز الطراونة ليقود مرحلة تفصيل الثوب لشخصية الرئيس ( المنتظر ) على نار إسلامية ، ديجيتالية هجينة ، ويساعده في الإعداد والترجمة ( المخضرم ذو الشعبية العظيمة في ترضيات المجلس السادس عشر ) .
فإن عملية البحث عن المُخلّص هي أُكذوبة يعيشها الأردنيون بكافة أطايفهم ، فإن الواقع هو أن عملية البحث عن شخصية " تَرْضى " وتوافق على لبس الثوب الذي فُصّل لرئيس الحكومة القادم .... وهم كثر !! ولكن الأهميه تكمن في تقبل الشارع لتلك الشخصية ، فهذان النقيضان هما ما يشغل ( الشّيِفْ ومعاونوه ) !!!، وبتفصيل أكثر : يريدون رئيس ليقوم بما يملونه عليه ، وبنفس الوقت أن يكون ذا تاريخ وسطي ، ومعتدل ، مائل الى اليمين ( قليلا ) ويتّصف بالنظافة بشكل عام ، وعلى شرط أن يكون مثل الذي سيخلفه ... قد ملّ من السياسة ومستعد بأن يقبض الثمن مقابل إعتزاله وتقاعده ، ويطبق قصة العابد الذي ظل يتعبد طيلة حياته ، ولما دنى منه الأجل كفر وأدخل نفسه النار ...!!