طوفان اللاجئين.. من المسؤول ؟
نبيل غيشان
جو 24 :
لا مصلحة لنا في الترويج الرسمي للنزوح ولجوء السوريين
كان الاتهام الموجه للحكومة الأردنية منذ بدء الأزمة السورية، هو أنها تشجع حالات النزوح واللجوء السوري إلى الأراضي الاردنية لعدة أسباب، قيل في وقتها إنها "بحث عن دور.. استجلاب للمساعدات" وثبت بشكل قطعي أن الأردن لم يبحث عن دور، بل بقي محافظا على حياده الإيجابي برفض التدخل الخارجي ورفض العنف والحفاظ على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، وخسر وما زال يخسر مئات الملايين في مواجهات طوفان اللاجئين.
لا ننكر في بداية الأزمة دور الجمعيات الخيرية الاسلامية في تقديم الخدمات للاجئيين ما ساهم في تسهيل قدومهم وخفف معاناتهم، لكن الأمر بقي في إطار محلي غير دعائي، ووقع الاعلام الأردني بشقيه العام والخاص في محظور تضخيم أدوار الآخرين وتسليط الضوء على من يستحق ومن لا يستحق حتى بدا وكأن المانحين العرب والأجانب يقدمون اكثر مما يحتاجه اللاجئون وان الدولة الأردنية مستفيدة.
في الآونة الأخيرة بدأنا نشهد حملات إعلامية برعاية رسمية تروج لقدوم اللاجئين عبر جولات إعلامية وصفحات ملونة تظهر الخدمات الأردنية "خمسة نجوم" في استقبال اللاجئين الذين ما عليهم سوى قطع الشيك والدخول ليجدوا الباصات المكيفة بانتظارهم، مع خدمات عاجلة من الماء والدواء والأطباء والبطانيات واللّكسات التي تضيء طريقهم، ولم يبق إلا أن نُسيِّر طائرات لجلب اللاجئين من مطار دمشق أو حلب.
وشاهدنا رجال حرس الحدود يحملون المرضى والمصابين والعجائز، مع توضيحات للطواقم الإعلامية بالطرق الآمنة وأفضل الأوقات للعبور، وسيارات الاسعاف التي تنتظرهم، الأمر الذي ساعد وشجع على مضاعفة أعداد اللاجئين في الأسابيع الماضية بمتوالية هندسية لم تتوقف رغم تراجع حدة العمليات العسكرية في المناطق الحدودية مع الاردن.
إذا؛ ما مصلحتنا اليوم في الترويج الرسمي للجوء؟ وهل نحن قادرون على استيعاب هذا الكم الهائل من الاشقاء؟ هل كل من قَدِم إلى الأردن سيخرج عندما تستقر الأحوال؟
لا شك أن هناك مبالغة كبيرة من الجانب الرسمي الأردني "وقد لا تكون مقصودة بذاتها" إنما في إطار تسويق عمل الطواقم المعنية بالأمر وإظهار خدماتهم الجليلة. لكن المبالغة في الشيء قد تُفهم بعكسه، وهو ما اعتبر لدى الرأي العام المحلي والدولي ترويجا أردنيا للجوء والنزوح وكأنها دعوات مفتوحة لجميع السوريين بالقدوم إلى "الحضن الدافئ" ولسان الحال يقول لهم "لا تخافوا تعالوا ونحن بانتظاركم وخدماتنا خمسة نجوم ".
تخطئ أطراف في الدولة إن اعتقدت أن ما جرى في الاسابيع الماضية واجب انساني فقط. ونحن هنا لا نعارض استقبال الأشقاء المحتاجين للأمن والمنكوبين في مناطقهم، بل ننبه إلى خطورة قيام إدارات رسمية بالترويج للجوء والنزوح وكأنه مصلحة أردنية؟
لا يَخفى على أحد أن الأزمة السورية باتت أزمة أردنية داخلية بامتياز، لعدم قدرة أجهزة الدولة على استيعاب الأعداد الهائلة من القادمين، فهل يعلم المروجون للجوء أن المناطق الحدودية بات عدد ساكنيها من اللاجئين أكثر من عدد سكانها الأردنيين؟ كيف يمكن تأمين الخدمات الصحية والتعليمية لـ 400 الف شخص في بلد يعاني من شح الامكانات؟ كيف يمكن تأمين الماء للمناطق الحدودية في الصيف وأين هي مصادرها؟
من يُعوّض المواطن الأردني في لواء الرمثا ومحافظة المفرق عن ارتفاع تكاليف المعيشة اليوم التي يعاني منها نتيجة تدفق اللاجئين؟ من يوقف تدهور الخدمات والبنية التحتية في تلك المناطق؟ هل من مصلحتنا تشجيع اللاجئين على القدوم؟العرب اليوم
لا مصلحة لنا في الترويج الرسمي للنزوح ولجوء السوريين
كان الاتهام الموجه للحكومة الأردنية منذ بدء الأزمة السورية، هو أنها تشجع حالات النزوح واللجوء السوري إلى الأراضي الاردنية لعدة أسباب، قيل في وقتها إنها "بحث عن دور.. استجلاب للمساعدات" وثبت بشكل قطعي أن الأردن لم يبحث عن دور، بل بقي محافظا على حياده الإيجابي برفض التدخل الخارجي ورفض العنف والحفاظ على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، وخسر وما زال يخسر مئات الملايين في مواجهات طوفان اللاجئين.
لا ننكر في بداية الأزمة دور الجمعيات الخيرية الاسلامية في تقديم الخدمات للاجئيين ما ساهم في تسهيل قدومهم وخفف معاناتهم، لكن الأمر بقي في إطار محلي غير دعائي، ووقع الاعلام الأردني بشقيه العام والخاص في محظور تضخيم أدوار الآخرين وتسليط الضوء على من يستحق ومن لا يستحق حتى بدا وكأن المانحين العرب والأجانب يقدمون اكثر مما يحتاجه اللاجئون وان الدولة الأردنية مستفيدة.
في الآونة الأخيرة بدأنا نشهد حملات إعلامية برعاية رسمية تروج لقدوم اللاجئين عبر جولات إعلامية وصفحات ملونة تظهر الخدمات الأردنية "خمسة نجوم" في استقبال اللاجئين الذين ما عليهم سوى قطع الشيك والدخول ليجدوا الباصات المكيفة بانتظارهم، مع خدمات عاجلة من الماء والدواء والأطباء والبطانيات واللّكسات التي تضيء طريقهم، ولم يبق إلا أن نُسيِّر طائرات لجلب اللاجئين من مطار دمشق أو حلب.
وشاهدنا رجال حرس الحدود يحملون المرضى والمصابين والعجائز، مع توضيحات للطواقم الإعلامية بالطرق الآمنة وأفضل الأوقات للعبور، وسيارات الاسعاف التي تنتظرهم، الأمر الذي ساعد وشجع على مضاعفة أعداد اللاجئين في الأسابيع الماضية بمتوالية هندسية لم تتوقف رغم تراجع حدة العمليات العسكرية في المناطق الحدودية مع الاردن.
إذا؛ ما مصلحتنا اليوم في الترويج الرسمي للجوء؟ وهل نحن قادرون على استيعاب هذا الكم الهائل من الاشقاء؟ هل كل من قَدِم إلى الأردن سيخرج عندما تستقر الأحوال؟
لا شك أن هناك مبالغة كبيرة من الجانب الرسمي الأردني "وقد لا تكون مقصودة بذاتها" إنما في إطار تسويق عمل الطواقم المعنية بالأمر وإظهار خدماتهم الجليلة. لكن المبالغة في الشيء قد تُفهم بعكسه، وهو ما اعتبر لدى الرأي العام المحلي والدولي ترويجا أردنيا للجوء والنزوح وكأنها دعوات مفتوحة لجميع السوريين بالقدوم إلى "الحضن الدافئ" ولسان الحال يقول لهم "لا تخافوا تعالوا ونحن بانتظاركم وخدماتنا خمسة نجوم ".
تخطئ أطراف في الدولة إن اعتقدت أن ما جرى في الاسابيع الماضية واجب انساني فقط. ونحن هنا لا نعارض استقبال الأشقاء المحتاجين للأمن والمنكوبين في مناطقهم، بل ننبه إلى خطورة قيام إدارات رسمية بالترويج للجوء والنزوح وكأنه مصلحة أردنية؟
لا يَخفى على أحد أن الأزمة السورية باتت أزمة أردنية داخلية بامتياز، لعدم قدرة أجهزة الدولة على استيعاب الأعداد الهائلة من القادمين، فهل يعلم المروجون للجوء أن المناطق الحدودية بات عدد ساكنيها من اللاجئين أكثر من عدد سكانها الأردنيين؟ كيف يمكن تأمين الخدمات الصحية والتعليمية لـ 400 الف شخص في بلد يعاني من شح الامكانات؟ كيف يمكن تأمين الماء للمناطق الحدودية في الصيف وأين هي مصادرها؟
من يُعوّض المواطن الأردني في لواء الرمثا ومحافظة المفرق عن ارتفاع تكاليف المعيشة اليوم التي يعاني منها نتيجة تدفق اللاجئين؟ من يوقف تدهور الخدمات والبنية التحتية في تلك المناطق؟ هل من مصلحتنا تشجيع اللاجئين على القدوم؟العرب اليوم