"توم كروز" و"عبدالله النسور" والمهمة المستحيلة !
تعد سلسلة "أفلام" المشاورات ( طويلة الامد ) والتي تشابه إصلاحنا ( طويل الامد ) التي أجراها الدكتور فايز الطراونة لإختيار "الرئيس المنتظر" مع الكتل النيابية ال 150 ، كان لدولة النسور فيها الحظ الأكبر لبقائه كرئيسا للوزراء ، والحقيقة بأننا لم نتفاجا من ذلك الخيار( الخاوه ) للمجلس وأعضاءه المبجلين ، والتي إنتهت بإعادة تكليفه ليقود المركبة مرة أخرى كونه الأوحد من نوعه في الاردن ، فهو صاحب الولاية العامة والخبير الإقتصادي والجريء المتجبر على الشعب .
إستطاع مؤخرا ومن خلال توليه حكومة تصريف الأعمال!!! ( وفي الوقت الضائع ) تمرير الرفع الأخير وبكل أريحية ، غير مكترث ( كالعادة ) بما تؤول اليه أحوال الناس من فقر وجوع وحتى تسوّل ، وها هو اليوم يعيد لنا الإسطوانة نفسها بأن رفع الأسعار ضرورة ، وأن حكومته ستكون طاهرة ونظيفة ، والغريب أنه وبالرغم من إجراءاته التقشفية على الشعب إلا أن العجز ما زال في تزايد مضطرد ...!!!!
شاهد معظمنا سلسلة أفلام الاكشن .."المهمة المستحيلة" ، قام خلالها الممثل توم كروز بإثارة حماس المشاهد بتقمصه لدور البطل الخارق الذي لا يعترف بالمستحيل ، حتى أنه في كثير من المشاهد الخطرة لم يرضى بالممثل البديل بل أصر على القيام بها بنفسه ، وذلك ليضمن حسن الأداء والإبداع بالإثارة .............. وبعد الإنتهاء من التصوير والتغلب على المستحيل ، يمضي البطل توم كروز لمتابعة حياته اليومية ....محققا المليارات من خلال عرض الفيلم عالميا ....أقول حقق المليارات من الدولارات وقد بات بطلا حقيقيا في نظر كثير من الناس الذين أحبوا الفيلم وقد تخيلوه حقيقة وواقعا .
أما آخر أجزاء سلسلة أفلام "المهمة الأردنية المستحيلة " من إبداعات المنتج دولة فايز الطراونة ( وهي أول تجربة إنتاجية له ) وإخراج وتمثيل دولة عبدالله النسور وبمشاركة سلسلة من كبار عمالقة الكومبارس ( مجلس النواب ) والذي ما زال يصور حاليا في الأردن على طريقة ال ( Live T.V ).
لم يأتي الجزء الجديد لهذه السلسلة بالجديد ، وأنما إمتدادا لباقي الأجزاء السابقة المعتمدة أصلا على مبدأ ....... ( المحاصصة والمكافئة وردود الأفعال الآنية )
نجد دولة الرئيس يقوم بنفس المشاهد خطورةً (وإثارة للبعض) فهو لا يريد أن يعرف للمستحيل طريقا ، وبنفس أسلوب توم كروز فهو لا يريد البدائل ويصر على (إستفزاز ) المشاهد ولكن بأسلوبه (الكلاسيكي الديجيتالي ) .
وبينما يحقق توم كروز المليارات بفضل تقمصه لشخصية البطل الخارق ويتكسب الجميع من وراءه من منتج ومخرج ومساعدين وكمبارس ، فعلى عكسه تماما ما حصل بالنسخة الأردنية ، فتبقى الخزينة خاوية ويبقى الشعب هو من يدفع الفائدة ولا تأتي مشاهد الرئيس الخطرة ( Stunts ) إلا بمزيداً من إفقار للشعب وإيقاف لعجلة الإقتصاد وتغول لكبار التجار ، وزيادة في سخط الشارع ، وإثارة للنعرات .
والفارق أن كروز قد حقق المليارات ( إيراداً ) بفيلم هوليودي واحد ، بينما يحقق دولة الرئيس المليارات من العملة الصعبة ( عجزاً ) لشعب بكامله.
ويبقى كروز يحقق النجاحات والإيرادات ويبقى النسور يحقق الإخفاقات والمزيد من المشاورات ......