jo24_banner
jo24_banner

معلم شاورما ...!!!

منال العبادي
جو 24 :

يأتي الى عمله في كل صباح ، نشيطا ومتفائلا ، متجهزا ليوم قد يطول من كثرة الزبائن ، لا ينسى قبعته التي تميزه عن باقي العمال ، فقد وعده " المعلم " بأن سمعة المحل بيديه ، فالزبائن قد إشتكوا من سرعة تغيير "معلم الشاورما" بمدة قياسية ، حيث أنهم لا يلبثوا أن يعتادون على معلم السيخ ...حتى يتغير !! ، وكثير منهم كان لا " يفش الحرة ولا يبحبح الكمية " فما سيتذوقه الزبائن من طعم وكمية ! سيكون هو المسؤول عنه ، ومع أنه "حديث صنعة" مع السكين ، ومع ذلك فقد كان له أن ينتقي طاقم العمل الذي سيعمل معه في تقديم الوجبات الشهية. 
إن للطاقم الذي يعمل معه أهمية كبيرة ، فمثلا من يحضر المخللات يجب أن يكون قد "ورث المهنة" ومن يصنع الطحينة يجب أن "يستخدم الخلطات الغربية" ، أما من يأخذ الساندويشة ليكبسها على الصاج فيجب أن تكون يداه قويتان وتتحمل "اللسع احينا" ومنهم من يجب أن يكون "أطرشاً" أو"أعمى" لضمان سلاسة سير العمل ..!!! .
أما الأهم فهو ما يقوم به معلم الشاورما نفسه ، " فلشحذ " السكين وإمضائها أهمية كبيرة من أجل ضمان إنسيابها بسهولة أثناء عملية التقطيع ، ثم لمعرفة الوقت الملائم " للف " السيخ عن اللهب وأعادته لكي يضمن الإستواء المناسب فهي عملية دقيقة وحساسة لا يعرف أسرارها إلا "معلم شاورما" محترف .
أن تلك المهنة ليست بالسهولة التي تظهر عليها ، فمع أن اللحم المتكدس على السيخ لا روح فيه ولا يستطيع الصراخ ولا حتى الشكوى !!!! والسكين التي "تجرم" وتقطع اللحم هي الأساس في التعامل ما بين المعلم القصيص وسيخ اللحم ، وهي بيد معلم الشاورما ، الا أن عملية القص تحتاج الى مهارة وعناية فائقة وذلك للمحافظة على مخروطية تكديس ذلك اللحم على السيخ ، وإلا سيفقد تماسكه ويبدأ بالتساقط قطعاً قطعا بلا أستواء ، مما يجبر موظفين آخرين ( الأجهزة المعنية ) للتدخل ومعالجة تلك القطع "الفالتة" والتخلص منها وتنظيفها .
دولة الدكتور عبدالله النسور لا ولن ينفي بأنه لا يهتم إلا بجيب المواطن الأردني وكيفية زيادة دخول الخزينة من أموال الطبقتين المتوسطة والفقيرة ، حيث أنه صب عصارة إمكانياته المتاحه لجمع المال المباح من جيوب الشعب!!! بغض النظر عن الكيفية أو المدة الزمنية!!! فكما قال وصرح .... فله الولاية العامة في ذلك ولكن ذلك فقط !. فحين يتعلق الأمر بدخل الخزينة وزيادته فلا شأن لا للمخابرات ولا للديوان بذلك ، وفعلا فهو صاحب الولاية العامة "بقص" جيب المواطن ...!!!
صرح دولة عبدالله النسور بأنه لو إلتزم الرؤساء السابقين بطريقته الإقتصادية الحالية ( الرفع ) لما وصل الإقتصاد الى ما وصل اليه الآن .
متجاهلا ومتناسياً دولته مسؤولية الفساد والخصخصة والتنفيع ؟؟!!! والسرقة والرشوة والكموسيون والشللية بإيصالنا الى ما نحن عليه الآن ، وأنه لولا ذلك لما كنا هنا .
فهل لدولة الرئيس الولايه العامة بالكشف عن الفاسدين أو محاكمتهم أو حتى عمل تسوية معهم ؟؟؟ من المؤكد أن الجواب هو لا .... ولماذا؟؟ دام أنه يملك الصلاحية لسد ذلك العجز من جيوب الناس وهو صاحب الولاية العامة عليها !! .
وعليه فهو لا يهتم بنظافة أو رتابة المحل فهي ليست وظيفته ولا مسؤوليته ، ثم أنه يعلم بأن الزبائن لن تغادر ولن تغضب فهي موجودة دائما لإلتهام الوجبات اللذيذة والسهلة والسلسة !! .
وهو الذي يلبس ( أو أُلبس ) قبعة الشيف ، وهو الوحيد الذي يمسك السكين ، وهو الذي يختار وقت التقطيع بناء على رغبة الزبون ، وهو من يلف "السيخ" متى شاء بإتجاه اللهب أو بعيداً عنه ، ونحن لسنا سوى تلك " اللحوم" أو "الدجاج" البلدي المكدس أمامه على السيخ ، لا نملك سوى التماسك بإنتظار الدور للتقطيع بعد الإستواء لنقدم وجبة سهلة ولذيذة لأحد الزبائن الكثر والذين يصطفون على الدور لملئ بطونهم والشبع من "لحم" ذلك الشعب الغلبان ... سواءا بالمجان أو بثمن بخس !!! .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير