كيف هزم الإسلاميون ومؤيدو الأسد معا!
محمد الصبيحي
جو 24 : أسفرت انتخابات نقيب ومجلس نقابة المحامين عن مفارقتين تحدثان لأول مرة في تاريخ النقابات المهنية :
الاولى : مجلس لنقابة المحامين بدون لون سياسي واضح .
الثانية : هزيمة كبرى للتيار الاسلامي المؤيد للثورة السورية والمعارض للحكومة ومثلها للتيار المؤيد للنظام السوري والمعارض أيضا للحكومة .
وهنا نطرح السؤال : من الذي فاز أذن وكيف ؟؟
لقد سيطر الاسلاميون لسنوات طويلة على مجلس نقابة المحامين ولأربع دورات على مركز النقيب وكانت هزيمتهم عصية ومستعصية على التيار القومي واليساري غير أن انتخابات الاسبوع الماضي جاءت وقد خيمت عليها الازمة السورية والمواقف منها في ظل وجود الاف المحامين الشباب الذين لا يحملون توجها سياسيا محددا ويمكن وصفهم ( بالمستقلين ) وكانوا سابقا ينساقون الى حد كبير خلف القوى المسيسة المنظمة أو على الاقل فان تبعثرهم لم يكن ليؤثر في النتيجة الانتخابية .
كان يفترض وفي ضوء التوجه الشعبي الغالب لتأييد الثورة السورية أن يفوز الاسلاميون بمقعد النقيب وغالبية مقاعد المجلس ولكن وكما يقول أحد النقابيين المخضرمين المقربين من التيار الاسلامي فان سبب فشلهم كان الوضع الداخلي بينهم وغياب القائد النقابي المقنع القادر على شغل مركز النقيب , ويضيف اخر بأن التأييد الشعبي للاسلاميين أنحسر في الشارع الاردني الى حد كبير بسبب خوف المواطن من الانجرار خلفهم الى أتون النار المشتعلة في سوريا فبرغم التعاطف الشعبي الكاسح مع الثورة والشعب السوري الا أن هذا شيء والابتعاد عن التدخل والمشاركة في الحرب شيء أخر يسبب قلقا وهاجسا لدى المواطن الاردني , وبالنتيجة وللسببين الآنف ذكرهما كانت خسارة التيار الاسلامي متوقعة ولكنها جاءت مفاجئة من حيث عدد الاصوات وخسارة مقاعد المجلس كاملة باستثناء مقعد واحد .
في الجانب الاخر كان سبب خسارة نقيب المحامين السابق ومجموعته فادحة أيضا رغم وقوف عدد من الاحزاب اليسارية في صفه وكما يقول مختصون بالشأن النقابي القانوني فانها تعزى لسببين أيضا :
الاول : عدم رضى غالبية الهيئة العامة للمحامين عن الاداء المهني للنقيب وبدون تفصيلات فلم تحقق النقابة انجازات تذكر بل وتضاعفت المشكلات الداخلية وغابت النقابة عن الاعلام ولم تتمكن من التأثير باتجاه تعديل تشريعاتها أو تبني موقف قوي من تشريعات تطوير القضاء , بالاضافة الى طغيان العلاقات الشخصية السلبية بين النقيب ومجموع أعضاء الهيئة العامة الامر الذي أدى الى هجمة قوية ضده من اتجاهات متعددة .
والثاني : الموقف من النظام السوري فلقد كان واضحا تأييد أو رعاية أو سكوت الرضي من قبل النقيب على تحرك مجموعة مقربة منه باتجاه النظام في سوريا وزياراتهم لدمشق وللسفارة السورية في عمان وهذا بدوره كان كافيا لاسقاط النقيب فيما تراجع مؤيدو النظام السوري عن ترشيح أحد في الانتخابات ليقينهم بالفشل الذريع رغم أنهم كانوا يزعمون ويقولون للقيادة السورية أن غالبية الشعب الاردني مع نظام ( الصمود ) السوري في وجه ( المؤامرة ) .
لقد استمات الاسلاميون باتجاه أسقاط النقيب السابق وكان واضحا اتفاقهم مع المرشح المستقل الذي فاز على منحه أصواتهم في الجولة الثانية من الاقتراع ليس حبا به أو اتفاقا على برنامج نقابي أو سياسي وانما فقط لاسقاط النقيب السابق وبعكس ذلك كان فوز النقيب السابق يشكل هزيمتين للاسلاميين , وهكذا حصد النقيب المستقل المحامي سمير خرفان الثمرة بسهولة .
ولأول مرة نشاهد مجلس نقابة المحامين بدون لون سياسي وفي غياب شبه تام للقوى السياسية التي اعتادت السيرة والحضور في مجمع النقابات المهنية .
السؤال الاخير : هل سيستمر هذا الوضع في الانتخابات القادمة بعد عامين؟ وهل سينعكس ما حدث على انتخابات النقابات الاخرى ؟
الرأي
الاولى : مجلس لنقابة المحامين بدون لون سياسي واضح .
الثانية : هزيمة كبرى للتيار الاسلامي المؤيد للثورة السورية والمعارض للحكومة ومثلها للتيار المؤيد للنظام السوري والمعارض أيضا للحكومة .
وهنا نطرح السؤال : من الذي فاز أذن وكيف ؟؟
لقد سيطر الاسلاميون لسنوات طويلة على مجلس نقابة المحامين ولأربع دورات على مركز النقيب وكانت هزيمتهم عصية ومستعصية على التيار القومي واليساري غير أن انتخابات الاسبوع الماضي جاءت وقد خيمت عليها الازمة السورية والمواقف منها في ظل وجود الاف المحامين الشباب الذين لا يحملون توجها سياسيا محددا ويمكن وصفهم ( بالمستقلين ) وكانوا سابقا ينساقون الى حد كبير خلف القوى المسيسة المنظمة أو على الاقل فان تبعثرهم لم يكن ليؤثر في النتيجة الانتخابية .
كان يفترض وفي ضوء التوجه الشعبي الغالب لتأييد الثورة السورية أن يفوز الاسلاميون بمقعد النقيب وغالبية مقاعد المجلس ولكن وكما يقول أحد النقابيين المخضرمين المقربين من التيار الاسلامي فان سبب فشلهم كان الوضع الداخلي بينهم وغياب القائد النقابي المقنع القادر على شغل مركز النقيب , ويضيف اخر بأن التأييد الشعبي للاسلاميين أنحسر في الشارع الاردني الى حد كبير بسبب خوف المواطن من الانجرار خلفهم الى أتون النار المشتعلة في سوريا فبرغم التعاطف الشعبي الكاسح مع الثورة والشعب السوري الا أن هذا شيء والابتعاد عن التدخل والمشاركة في الحرب شيء أخر يسبب قلقا وهاجسا لدى المواطن الاردني , وبالنتيجة وللسببين الآنف ذكرهما كانت خسارة التيار الاسلامي متوقعة ولكنها جاءت مفاجئة من حيث عدد الاصوات وخسارة مقاعد المجلس كاملة باستثناء مقعد واحد .
في الجانب الاخر كان سبب خسارة نقيب المحامين السابق ومجموعته فادحة أيضا رغم وقوف عدد من الاحزاب اليسارية في صفه وكما يقول مختصون بالشأن النقابي القانوني فانها تعزى لسببين أيضا :
الاول : عدم رضى غالبية الهيئة العامة للمحامين عن الاداء المهني للنقيب وبدون تفصيلات فلم تحقق النقابة انجازات تذكر بل وتضاعفت المشكلات الداخلية وغابت النقابة عن الاعلام ولم تتمكن من التأثير باتجاه تعديل تشريعاتها أو تبني موقف قوي من تشريعات تطوير القضاء , بالاضافة الى طغيان العلاقات الشخصية السلبية بين النقيب ومجموع أعضاء الهيئة العامة الامر الذي أدى الى هجمة قوية ضده من اتجاهات متعددة .
والثاني : الموقف من النظام السوري فلقد كان واضحا تأييد أو رعاية أو سكوت الرضي من قبل النقيب على تحرك مجموعة مقربة منه باتجاه النظام في سوريا وزياراتهم لدمشق وللسفارة السورية في عمان وهذا بدوره كان كافيا لاسقاط النقيب فيما تراجع مؤيدو النظام السوري عن ترشيح أحد في الانتخابات ليقينهم بالفشل الذريع رغم أنهم كانوا يزعمون ويقولون للقيادة السورية أن غالبية الشعب الاردني مع نظام ( الصمود ) السوري في وجه ( المؤامرة ) .
لقد استمات الاسلاميون باتجاه أسقاط النقيب السابق وكان واضحا اتفاقهم مع المرشح المستقل الذي فاز على منحه أصواتهم في الجولة الثانية من الاقتراع ليس حبا به أو اتفاقا على برنامج نقابي أو سياسي وانما فقط لاسقاط النقيب السابق وبعكس ذلك كان فوز النقيب السابق يشكل هزيمتين للاسلاميين , وهكذا حصد النقيب المستقل المحامي سمير خرفان الثمرة بسهولة .
ولأول مرة نشاهد مجلس نقابة المحامين بدون لون سياسي وفي غياب شبه تام للقوى السياسية التي اعتادت السيرة والحضور في مجمع النقابات المهنية .
السؤال الاخير : هل سيستمر هذا الوضع في الانتخابات القادمة بعد عامين؟ وهل سينعكس ما حدث على انتخابات النقابات الاخرى ؟
الرأي