jo24_banner
jo24_banner

على أبواب مدرسة البنات

محمد الصبيحي
جو 24 : ربما أكون صريحا وواقعيا حين أقول إن الكتابة في مسائل الاصلاح ومحاربة الفساد أصبحت مملة وتسبب لي إحباطاً وحالة من فقدان الامل والتشاؤم، كما أن الكتابة في الاسعار وقرارات الرفع القادم غير ذات جدوى ما دام هناك إصرار حكومي متوارث على أن يدفع الاردنيون المغلوبون على أمرهم ثمن أخطاء أو فساد المسؤولين أو جهالة البرامج والخطط الاقتصادية، وعلى الهامش أسمحوا لي أن أقول إن أكثر كلمة أكرهها في قاموس اللغة العربية المتفنن في جمل ومفردات وبدائل النفاق هي جملة (الحكومة الرشيدة) التي توصف ووصفت بها حكوماتنا منذ تأسيس المملكة وحتى ساعة اعداد هذا المقال، فإذا كان هذا حالنا وحكوماتنا كلها رشيدة فكيف سيكون لو كانت أقل رشدا؟؟.
أكتب اليوم عن (الزعران) المتجمعين على أبواب مدارس البنات لا حياء ولا خجل، ومناظرهم لا تسر صديقا ولا عدوا (البناطيل الساحلة ) والسجائر على الأفواه أما الشعر فينتصب مبللا (بالجل) مثل قط خرج لتوه من (حفرة مياه عادمة)، وإذا سمعت أصواتهم الخشنة وصراخهم في مواجهة بعضهم بعضا تذكرت الحكمة الربانية في الآية الكريمة (ان أنكر الأصوات لصوت الحمير).
فتح زميلنا الإعلامي المبدع عصام العمري عبر إذاعة الأمن العام قضية مدرسة ذات النطاقين للبنات في الرصيفة حيث يقوم مجموعة من (الزعران) بالتجمهر أمام المدرسة وارتكاب أفعال وأقوال مخلة بالحياء على مسامع الطالبات والمعلمات على حد سواء ويقومون بكتابة العبارات النابية على جدران المدرسة فتقوم المدرسة بمسحها بالطلاء فيعاودون الكتابة وتعاود المدرسة الطلاء ويستمر السجال في غياب الدعم من الأهالي أو الشرطة أو الحاكم الإداري..
سمعنا مديرة المدرسة تتحدث عبر (أمن أف أم) وتعبر عن إصرارها على مواجهة هذه الظاهرة الخارجة على قيمنا وأخلاقنا، وسمعنا الأستاذ عصام العمري يطالب بتركيب كاميرات مراقبة لتسجيل ما يفعله اولئك النشاز تمهيدا للقبض عليهم , وسمعنا أحد المواطنين الشرفاء من أبناء الرصيفة يتصل متبرعا بتركيب كاميرات مراقبة لمدرستين من أجل حماية بناتنا والحفاظ على قيم وأخلاق مجتمعنا.
مدرسة ذات النطاقين مصابة (ببلويين) معا تصرفات الزعران وغياب المسؤولين، وليست وحدها التي تعاني من هذه المشكلة فمداخل مدارس البنات في مدينة السلط على وجه الخصوص تكاد تكون محرمة على الشرطة بسبب (الزعران) ولقد شاهدت بنفسي مدرسة ميمونة بنت الحارث في السلط والتي تقع في مواجهة مديرية الشرطة ويكاد (الزعران) يغلقون أبوابها على بناتنا ويرقب رجال الشرطة المشهد وتمر دوريات النجدة وكأن الامر يعني محافظة أخرى.
والسؤال الذي يلح علي: ما الذي يفعله الحاكم الإداري (المحافظ والمتصرف) ألا يمر أحدهما من شارع مدرسة البنات؟؟
ألا يخرجون من مكاتبهم لتفقد الشوارع والأحياء؟؟ الم يكن لدينا شرطة آداب سابقا؟؟ أين ذهبت؟؟ هل سرحوا أفرادها بعد أن اصبحنا المجتمع المثالي؟؟
عجبي من آباء يعرفون أن أبناءهم يفعلون ذلك الفعل المشين ولا يردعونهم، ولو أنهم فعلوا ذلك لما احتجنا إلى مناشدة الشرطة التدخل ولا إلى كاميرات مراقبة.
الرأي
تابعو الأردن 24 على google news