jo24_banner
jo24_banner

رسالة الى باسل العكور في الرد على عمر العياصرة

محمد الصبيحي
جو 24 :


أخي الاستاذ باسل العكور :

ما قاله العياصرة لا يصمد امام حوار  يقدم تقييما حقيقيا للاحداث فهو لا ينظر او يتجاهل التغيير الهائل على مستوى الرأي العام العالمي وانقلاب الشعوب على السياسات المتصهينة في اوروبا وامريكا وتصاعد المقاطعة والكراهية للعنصرية الاجرامية الصهيونية اليهودية في كافة انحاء العالم وتحرر الكتاب والمثقفين في العالم من  قيد تهمة معاداة السامية الذي فرضته الصهيونية السياسية والاعلام الصهيوني ، و سقوط وهم التفوق والردع والجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر  ونظرية الجيوش العربية العاجزة . انه تغيير تبدو معه التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني قليلة بالقياس الى النتائج وهذا هو ثمن الصمود والدفاع عن الارض والعقيدة .

ان تقييم ما حدث يجب أن يتم في ضوء الاجابة على السؤال التالي : مالذي كان سيحدث في المنطقة لو لم يحدث ٧ اكتوبر ؟؟ الى اين كانت القضية تتجه ؟؟ طبعا فان السيد العياصرة يعرف الجواب ولكنه يتعامى عنه  لسبب بسيط وهو انه يقدم خطابا الى عامة الناس ينوب به عن النظام العربي العاجز لتبرير العجز أو لتخفيف وطأته ونتائجه في قادم الايام  .

ان هذا جزء من حملة واسعة تقودها أدوات سلطة عباس ومن شابههم تحت غطاء او حجة ( الواقعية السياسية) بهدف احتواء وعي الشعوب العربية الذي استفاق فجأة فيما يشبه ان تقوم بايقاظ نائم بلسعة جمرة متقدة، وهو أيضا يتعامى عن سقوط الغطاء والاقنعة عن وجوه اللاعبين الدوليين و قد اتضحت صورة المعسكرين  معسكر الحق والعدل ومعسكر البغي والاستعمار الجديد .


ان الرد الاجرامي الاسرائيلي الهائل الذي ضرب عرض الحائط بالاعراف والقوانين الدولية والانسانية وتحدى المحاكم الدولية إنما صدر عن ذعر الصهاينة وإدراكهم لنتائج هجوم ٧ اكتوبر ، هجوم المبادرة الجهادية العربية  وليس بسبب عدد قتلاهم وأسراهم ، ولو كان عدد القتلى والاسرى هو دافع تلك الوحشية لانتهت الحرب خلال شهر بصفقة تهدئة وعودة الاسرى وتحرير اعداد من السجناء العرب .

لقد قرأ الصهاينة النتائج سريعا ، وهو ما لم يتمكن من قراءته كتاب ومنظرون خلف المكاتب وعبر شاشات بعض الاعلام 
سنشهد في الفترة القادمة كتابات وتحليلات كثيرة مشابهة ستزدحم بها وسائل اعلام متعددة المصادر لا دور لها سوى تثبيط الهمم تحت ستار نصرة الضحايا واستنكار جرائم جيش الاحتلال ، هذا الاستنكار الذي لا يعدو ان يكون مكياج تزييف الوعي لتمرير العجز .

ان النصر للمقاومة قد تحقق وحسم بكل المقاييس العسكرية والسياسية . ولعل السيد العياصرة يدرك أن تمثيلية ذهاب عباس وقيادته الى غزة انما هي محاولة لاستيعاب نصر المقاومة وسحب بساط المبادرة ، والمشاركة في قبض ثمن النصر بعد انتظار طويل لهزيمة ساحقة للمقاومة لم تتحقق .

المعارك الجهادية في التاريخ الاسلامي ليست شان اهل التنظير والتحليل السياسي المجرد ، ولو كان السيد العياصرة مرافقا لجيش خالد بن الوليد قبيل معركة اليرموك القريبة من (ساكب ) حيث مضارب  عشيرة العياصرة المحترمين ، و (( كان جيش المسلمين  36 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم  240 ألف مقاتل )) لربما سيقدم لابن الوليد ملخصا استراتيجيا ينصحه بالانسحاب بجيشه الى حيث مؤتة او تبوك .

ألم يقل احدهم على مسامع خالد ( ما اكثر الروم وما أقل العرب ) فنهره خالد قائلا ( ويلك، أتخوّفني بالرّوم؟ قل ما أقل الروم وما أكثر المسلمين  إنّما تكثُر الجنود بالنّصر، وتقلّ بالخذلان، لا بعدد الرجال ) .


كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news