اسقاط وادي عربة ليس اولويتنا
نبيل غيشان
جو 24 : عاد شعار "اسقاط وادي عربة" ليسيطر على حركة الاحتجاجات الحزبية والشعبية حيث اكتست لافتات وهتافات الجمعة الماضية بذلك الشعار, فهل هذا هو هدف الاردنيين الاول? هل هذا الشعار يحمل اولوية لدى قوى الاصلاح والتغيير?
لا اعتقد ذلك على الاطلاق. فهذا الشعار ترفعه احزاب المعارضة اليسارية والقومية والاسلامية منذ اقرار معاهدة السلام عام 1994 وسبق ان خاضت تلك القوى نضالات قوية على ابواب السفارة الاسرائيلية في منطقة الرابية, لكن هل هذا مطلب الاردنيين اليوم? ولماذا ظهر فجأة وكأنه المطلب الرئيسي?
وللاسف فان اصحاب تلك الدعوات (على احقيتها) باتت تهاجم حكومة الطراونة من هذا الباب وتربط علاقته بالوفد المفاوض لتصور حكومته بانها حكومة وادي عربة, لكنها تنسى ان رئيس الحكومة السابق عون الخصاونة ايضا كان في الوفد المفاوض وكانت مهمته الصياغة القانونية لبنود المعاهدة وكذلك من سبقه.
لا نريد الدفاع عن احد او حتى الدفاع عن المعاهدة التي وقعت فيها الدولة باخطاء كبيرة تحت ضغط الظروف الدولية التي لم تكن في صالح الاردن انذاك ويكفي ان نستذكر ما قاله الامير الحسن بن طلال (رحنا الى مدريد بمذكرة جلب).
ما يهمنا اليوم ليس تجديد المطالبة بالغاء المعاهدة, فهذا مطلب حق ونحن نرى تعنت اسرائيل ورفضها لاستكمال مسيرة السلام وانقلابها على نهج مدريد ومؤامراتها المستمرة على الاردن وفلسطين, لكن هل مطلبنا وهمنا اسقاط المعاهدة?
اقول ها بصراحة ,لا والف لا , لان التجارب علمتنا ان القوى الحزبية التي ترفع شعار اسقاط معاهدة السلام مع اسرائيل سرعان ما تتخلى عنه اذا ما اصبحت في الحكم, وهذا ما رأيناه في تصرف حركة المقاومة الاسلامية حماس عندما نجحت في الانتخابات الفلسطينية وشكلت الحكومة برئاسة اسماعيل هنية , فان اولى تصريحاتها "احترام التزامات السلطة الفلسطينية" وكذلك حصل في مصر عندما فازت جماعة الاخوان المسلمين بالاغلبية البرلمانية واعلنت (التزامها بالمعاهدة مع اسرائيل) رغم انها تعهدت في برنامجها الانتخابي بعرضها على الاستفتاء العام.
ان استخدام شعار "اسقاط المعاهدة" في الحراك الشعبي كلام حق يراد به باطل وهو التفاف على حركة الاصلاح والتغيير وموقف معاد للحراك الشعبي, فهدفنا هو الاصلاح ومحاربة الفساد ولا يجب ان يعلو عليهما اي شعار, ومن يطرح "المعاهدة" اليوم يريد ان يخلط الاوراق و يضرب الحراك الشعبي لنخرج من المولد بلا حمص.
nghishano@yahoo.com
العرب اليوم
لا اعتقد ذلك على الاطلاق. فهذا الشعار ترفعه احزاب المعارضة اليسارية والقومية والاسلامية منذ اقرار معاهدة السلام عام 1994 وسبق ان خاضت تلك القوى نضالات قوية على ابواب السفارة الاسرائيلية في منطقة الرابية, لكن هل هذا مطلب الاردنيين اليوم? ولماذا ظهر فجأة وكأنه المطلب الرئيسي?
وللاسف فان اصحاب تلك الدعوات (على احقيتها) باتت تهاجم حكومة الطراونة من هذا الباب وتربط علاقته بالوفد المفاوض لتصور حكومته بانها حكومة وادي عربة, لكنها تنسى ان رئيس الحكومة السابق عون الخصاونة ايضا كان في الوفد المفاوض وكانت مهمته الصياغة القانونية لبنود المعاهدة وكذلك من سبقه.
لا نريد الدفاع عن احد او حتى الدفاع عن المعاهدة التي وقعت فيها الدولة باخطاء كبيرة تحت ضغط الظروف الدولية التي لم تكن في صالح الاردن انذاك ويكفي ان نستذكر ما قاله الامير الحسن بن طلال (رحنا الى مدريد بمذكرة جلب).
ما يهمنا اليوم ليس تجديد المطالبة بالغاء المعاهدة, فهذا مطلب حق ونحن نرى تعنت اسرائيل ورفضها لاستكمال مسيرة السلام وانقلابها على نهج مدريد ومؤامراتها المستمرة على الاردن وفلسطين, لكن هل مطلبنا وهمنا اسقاط المعاهدة?
اقول ها بصراحة ,لا والف لا , لان التجارب علمتنا ان القوى الحزبية التي ترفع شعار اسقاط معاهدة السلام مع اسرائيل سرعان ما تتخلى عنه اذا ما اصبحت في الحكم, وهذا ما رأيناه في تصرف حركة المقاومة الاسلامية حماس عندما نجحت في الانتخابات الفلسطينية وشكلت الحكومة برئاسة اسماعيل هنية , فان اولى تصريحاتها "احترام التزامات السلطة الفلسطينية" وكذلك حصل في مصر عندما فازت جماعة الاخوان المسلمين بالاغلبية البرلمانية واعلنت (التزامها بالمعاهدة مع اسرائيل) رغم انها تعهدت في برنامجها الانتخابي بعرضها على الاستفتاء العام.
ان استخدام شعار "اسقاط المعاهدة" في الحراك الشعبي كلام حق يراد به باطل وهو التفاف على حركة الاصلاح والتغيير وموقف معاد للحراك الشعبي, فهدفنا هو الاصلاح ومحاربة الفساد ولا يجب ان يعلو عليهما اي شعار, ومن يطرح "المعاهدة" اليوم يريد ان يخلط الاوراق و يضرب الحراك الشعبي لنخرج من المولد بلا حمص.
nghishano@yahoo.com
العرب اليوم