اليوم العالمي للمياه 2020 ... المياه وتغير المناخ
أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 :
احتفل العالم في 22 مارس 2020 هذا العام باليوم العالمي للمياه تحت شعار "المياه وتغير المناخ " ، حيث يراد من حملة هذا العام إبراز أن استخدام المياه يساعد في خفض الفيضانات والجفاف والندرة والتلوث، فضلا عن أنه يساعد في مسأل تغير المناخ ذاتها. ومن خلال التكيف مع الآثار المائية لتغير المناخ، سنستطيع حماية الأنفس واستخدام المياه استخداما كفوءا وخفض غازات الدفيئة.
(1) فكرة اليوم العالمي للمياه
تعود فكرة اليوم العالمي للمياه إلى عام 1992، وهو العام الذي عقد فيه مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في ريو دي جانيرو بالبرازيل. وفي نفس العام، اعتمدت الجمعية العامة قرارها 193-47 الذي أعلنت فيه يوم 22 مارس من كل عام يوما عالميا للمياه.
يرتكز اليوم العالمي للمياه على أهمية المياه العذبة، حيث يراد من اليوم إذكاء الوعي بتعذر حصول ما يزيد عن ملياري فرد على المياه الصالحة للشرب، وتتعلق هذه المناسبة باتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة المياه العالمية.
تشير تقارير الأمم المتحدة إلي أنه يعيش ثلثلا سكان العالم بدون مياه صالحة للشرب. ومع حلول عام 2050، يمكن أن يعيش ما يقرب من 6 مليار فرد في مناطق تعاني من ندرة المياه مرة واحدة في العام على الأقل. ويمكن أن تنقد موارد المياه والمرافق الصحية المكيفة مناخيا أنفس ما يزيد على 360 ألف رضيع سنويا.
تقدر الأمم المتحدة أن لكل إنسان الحق في الحصول على كفايته من المياه للاستخدام الشخصي والمنزلي "ما بين 50 و 100 لتر لكل فرد يوميا"، على أن تكون تلك المياه مأمونة وبأثمان معقولة " (لا تتعدى تكلفتها 3% من مجمل الدخل الأسري"، وأن تكون متاحة مكانا، بحيث ألا تبعد أكثر من 1000 متر من المنزل، وزمانا، بمعنى ألا يستغرق الحصول عليها أكثر من 30 دقيقة.
منذ فترة طويلة، تعمل الأمم المتحدة على معالجة لأزمة العالمية الناجمة عن تزايد الطلب على الموارد المائية في العالم لتلبية الاحتياجات الإنسانية والتجارية والزراعية، فضلا عن الحاجة إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية.
ركز كل من مؤتمر الأمم المتحدة للمياه (1977)، والعقد الدولي لتوفير مياه الشرب والصرف الصحي (1981 - 1990)، والمؤتمر الدولي المعني بالمياه والبيئة (1992)، ومؤتمر قمة الأرض (1992) — على هذا المورد الحيوي.
ساعد العقد الدولي للعمل، الماء من أجل الحياة، 2005 - 2015 نحوا من 1.3 مليار فرد في البلدان النامية في الحصول على مياه الشرب المأمونة، كما دفع بعجلة التقدم في ما يتصل بالصرف الصحي ضمن إطار الجهود التي بُذلت لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
بينت دراسات الامم المتحدة بانه إذا استطعنا الحد من الاحترار العالمي دون درجة ونصف مئوية فوق مستويات الثورة الصناعية ، فيمكننا خفض الإجهاد المائي بسبب المناخ بنسبة تصل إلى 50% . وقد تسببت حالات الطقس القاسية في ما يزيد عن 90% من الكوارث الرئيسة في العقد الأخير. ومع حلول 2040، يتوقع أن يزيد الطلب على الطاقة العالمي بنسبة تزيد عن 25% ، في حين يتوقع أن يزيد الطلب على المياه بنسبة 50% .
(2) المياه وتغير المناخ
موضوع اليوم العالمي للمياه في عام 2020 هو "المياه وتغير المناخ"، للتوعية بترابط المسألتين ارتباطا وثيقا ،ويراد من حملة هذا العام إبراز أن استخدام المياه يساعد في خفض الفيضانات والجفاف والندرة والتلوث، فضلا عن أنه يساعد في مسأل تغير المناخ ذاتها.ومن خلال التكيف مع الآثار المائية لتغير المناخ، سنستطيع حماية الأنفس واستخدام المياه استخداما كفوءا وخفض غازات الدفيئة .
وفي رسالته لهذا اليوم أكد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أن تدهور المناخ أمر خطير، ويجب أن تعمل كل دولة في العالم بسرعة أكبر لانقاذ الوضع، مشيرا إلى أن الظواهر الجوية المتطرفة تجعل المياه أكثر ندرة، أو أكثر قابلية للتنبؤ، أو أكثر تلوثا أو الثلاثة معا وقال إنه يجب دمج خطط العمل لمعالجة تغير المناخ عبر القطاعات المختلفة وتنسيقها عبر الحدود.
وأشار إلى أن محاربة تغير المناخ تتيح فرصا هائلة للاقتصاد في العديد من المجالات، وأن العالم بحاجة إلى تبني أنظمة الإنتاج الدائري واستخدام المياه بشكل أكثر كفاءة.
سيؤثر تغير المناخ على توافر المياه ونوعيتها وكميتها لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية ويهدد التمتع الفعلي بحقوق الإنسان في المياه والصرف الصحي لمليارات البشر المحتملة. كما ستشكل التغييرات في دورة المياه مخاطر على إنتاج الطاقة ، والأمن الغذائي ، وصحة الإنسان ، والتنمية الاقتصادية ، والحد من الفقر ، مما يهدد بشكل خطير تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يرتكز اليوم العالمي للمياه، الذي يحتفل به في 22 مارس سنويا منذ عام 1993، على أهمية المياه العذبة ، حيث يراد من اليوم إذكاء الوعي بتعذر حصول ما يزيد عن ملياري فرد على المياه الصالحة للشرب. كما تتعلق هذه المناسبة باتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة المياه العالمية.
(3) الهدف السادس (6) من أهداف التنمية المستدامة
ينصب التركيز الأساسي لهذه المناسبة على دعم الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة الذي يعالج مسألة إتاحة المياه ومرافق الصرف الصحي للجميع مع حلول 2030 ، يقر الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة أن الإدارة المستدامة للمياه تتجاوز مجرد إمدادات مياه مأمونة وخدمات صرف صحي (المقصدان 6-1 و6-2) إلى معالجة سياق المياه الأوسع مثل جودة المياه وإدارة مياه الصرف وندرة المياه وكفاءة الاستخدام وإدارة موارد المياه وحماية وترميم النظم الإيكولوجية المتصلة بالمياه.
على الرغم من انخفاض عدد الأشخاص على مستوى العالم المحرومين من الحصول على مصدر مياه محسن إلى النصف على مدار الخمسة وعشرين عاماً الماضية، تكافح البلدان الأفقر لتوفير مياه مأمونة وصرف صحي ملائم لجميع مواطنيها بصورة مستدامة. حصل أكثر بقليل من ربع السكان في البلدان منخفضة الدخل على مرفق محسن للصرف الصحي مقارنة بأكثر بقليل من نصف السكان في بلدان الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل في 2015.
ولم يعد توصيل إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي مجرد تحدياً لتوفير الخدمة، بل إنه يرتبط ارتباطاً جوهرياً بتغير المناخ وإدارة موارد المياه وندرة المياه وجودة المياه.