كورونا و البعد الاجتماعي و عيد الفطر المبارك ...
رامي زياد الخياط
جو 24 :
رسالة الى الحكومة الموقرة ...
قد يخالفني الكثيرون في توقيت ما اكتب او ما ادعو اليه خصوصاً بعد تسجيل حالات إصابة إضافية في المملكة من بعض القادمين المستهترين هنا و هناك، مع ان وزير الصحة صرح ان ما جرى لن يعيدنا الى المربع الأول ...
الا انني اعتقد ان التصريحات الأخيرة لوزير الصحة الأكرم " ان الإصابات الأخيرة خربت علينا العيد !!!!" ، والحديث حول إجراءات مشددة متوقعة خلال فترة العيد هي تصريحات مقلقة و ليست في محلها و لن تكون برأيي المتواضع موفقة و لن تؤتي أكلها أبداً، فكما اننا ننادي بالتوازن بين البعد الصحي و الاقتصادي، فلا بد من أخذ البعد الاجتماعي و النفسي بعين الاعتبار ...!!
أنا سأحكّم العقل و المنطق فيما اكتب، بعيداً عن العاطفة او المشاعر...
قلنا سابقاً أن كورونا لا تملك تقويمًا، و لا تلبس ساعة في يدها ... أي انها لا تميز بين الأيام و لا الساعات ... و لا تعرف الفرق بين الساعة العاشرة صباحا او التاسعة مساءا، ولا بين يوم الأحد و يوم الجمعة، ولا بين أيام العيد او الأيام العادية الأخرى !!!!!!!
بعد عودة السيارات للحركة ولو بنظام الفردي و الزوجي، و عودة القطاعات الى عملها كما كانت سابقاً، فان التزاحم و المخالطة بين الناس قد حصلت فعلا في الشوارع و المكاتب و الشركات و المولات و غيرها من الأماكن في كل يوم و من الساعة الثامنة وحتى السادسة مساءً...و لن نذيع سرًا اذا قلنا ان الحياة تسير بشكل طبيعي منذ مدة طويلة في العديد من المحافظات و المناطق الشعبية تحديدًا دون اكتراث بحظرٍ او بادنى درجات السلامة العامة !!!
و في المقابل، فالناس الملتزمون محظورون من نشاطاتهم الاجتماعية الطبيعية منذ حوالي شهرين، و قد بلغ الملل و اليأس فيهم مبلغه، كما ان حالات الطلاق ارتفعت في المجتمع، و عادت جرائم القتل هنا و هناك مؤخرا كنتيجة للضغط الاقتصادي و الذي ارتفع مع الضغط النفسي و الاجتماعي المتراكم لدى الشعب، وهو ما يؤكده أطباء و مختصون ..
ان أيام عيد الفطر المبارك ثلاثة أيام فقط وليست ثلاثة اشهر او حتى شهر !!!، و بعدها سيعود الناس الى أعمالهم حيث تم السماح لجميع القطاعات الاقتصادية بالعودة للعمل مع عودة البنوك و الشركات و السوق المالي و المولات و دوائر الاراضي و ترخيص السيارات و المحلات و غيره للعمل، و عليه، فانه لو تم فرض حظر شامل خلال أيام العيد للحفاظ على الناس من الزيارات و المعايدات حفاظًا عليهم من تفشي الوباء، فباختصار سيتم عمل (شفت) أي انتقال تلقائي للمعايدات بعد انتهاء أيام العيد الثلاث مباشرة...و ستغدو الأيام التي ستتلو العيد ، هي أيام العيد !!!!!، مع فارق ان مراسمها لن تقتصر على أيام ثلاثة فقط كما هو معتاد و متعارف عليه دينيا و اجتماعيًا !!!!
أوكد لكم.... سيزور الناس بعضهم بعد العيد ان كان بالعيد حظر شامل كما ينادي البعض، و سيكون الشوق لأهلهم و أسرهم أكبر، أي ان التزاحم سيكون اكبر .. بعبارة أخرى...الناس سيقيمون طقوس العيد بعد أيام العيد .... مع فارق ان فرحة العيد في وقته ستكون قد ضاعت منهم !
اذا كانت فئة من طلبتنا المثقفين الجامعيين الذين قامت الدولة مشكورة بإحضارهم من دول العالم ليكونوا في بلدهم ، و تم حجرهم حفاظًا عليهم لم يلتزموا باجراءات الحجر خلال الحجر !!!! فما بالنا بعامة الشعب على اختلاف ثقافتهم ووعيهم !!!
اذا لم يترافق تمكين مفهوم السلامة و تثقيف الناس بشكل اكبر و متواصل حول مخاطر عدم التباعد و ضرورة اتباع إجراءات السلامة مع إجراءات صارمة (جداً) مع المخالفين ، فان كل ما تقوم به الحكومة سيكون كمن يحاول سد ثقوب وعاءٍ مهترىءٍ مليءٍ بالماء...و سيستمر انسياب الماء منه، من كل مكان و دون سيطرة !!!!
محاربة كورونا تكون بالتوعية و بالعقل أولًا... و يجب تكثيف عمل حملات توعية في مختلف وسائل الإعلام و الشوارع و بشكل مستمر خصوصا في المناطق الشعبية و المحافظات لقلة الوعي لديهم ، و بالتوازي مع ذلك يتم اتباع مبدأ العصا لمن عصا، و معاقبة المخالفين بغرامات مالية (قاسية)، وسجن للمخالفين لمددٍ مختلفة بناء على نوع المخالفة و تكرارها ...
اذا كان هناك تفكير بعمل حظرٍ خلال أيام عيد الفطر ... فهو تأجيل منع فعل لمدة ثلاثة أيام ... لا إلغاؤه !!!... ومن لم يقتنع بأهمية التباعد و وضع الكمامة و عدم المصافحة و غيره خلال أيام العيد الثلاث.... فانه لن يلتزم بها بعد العيد أيضا... و من لم يتمكن من تناول افطار رمضان مع عائلته خلال رمضان بسبب إجراءات الحظر بعد الساعة السادسة، او تناول طعام الغذاء خلال أيام العيد بسبب حظر قد يكون ... فانه سيتناول طعام الإفطار و الغذاء و العشاء مع عائلته بعد رمضان او بعد العيد !!!
نحن ما زلنا بخير، فإذا سجل اليوم ٢٤ حالة جديدة، و جميع الدول حولنا تشهد حالات يومية بالمئات ، ففي دولة قطر مثلًا تم تسجيل ١٣٠٠ حالة !
باختصار ..... راقبوا حدودنا فجميع الحالات من الخارج ...ركزوا على التوعية و التثقيف باستمرار ، وعاقبوا المخالفين بشدة قصوى ....
كورونا في العقول التي تفكر ... و ليس بالأيدي التي تصافح !!!!
و سلامتكم ....!