الحمد لله ... نحن بخير ... و سنكون بخير !!

 

 

و نحن على أعتاب العام الجديد ...

اتعجب من هؤلاء الموغلين في الحزن ...

المستمتعين في الأسى ... و القهر .... و الندم ... و تقليب صفحات الماضي !!!

بعضهم لا يذكر الله الا في صلواته ... و دعائه المحفوظ عن ظهر قلب (بصماً) ... لا عن ظهر عقل (فهماً) !!!

ألا تعلمون أن المؤمن الحق لا .. يحزن !!!! قال تعالى: "ولا تهنوا و لا تحزنوا " وقال " لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون"... وقال أيضاً " لا تحزن ان الله معنا" .... و بالمناسبة (لا) حرف نهي !!!!

ومع ذلك تجد البعض يعشقون الحزن حتى الثمالة ... موغلون في السلبية و الاستسلام !!! ظناً منهم انه الزهد في الحياة ،، وأنهم اشتروا الاخرة !!!

لو نظر أي منا الى نفسه... فهو أفضل من تسعٍ و تسعين بالمائة من الناس !!!

لو تذكر أيٌ منا ثلاث كلمات فقط ... هي (س م ق) ...!!!

لو وضع أيٌ منا في احدٍ من هذه ال س م ق لتمنى الخلاص بأي طريقة ... هي السجن، المستشفى، و القبر !!!

أي ... "الحرية"... "المرض"... و "البقاء على قيد الحياة" ...

كثيرون من العاقلين الموضوعين المفكرين، أو من المتدينين ممن لا يقطعوا فرضاً، و يحفظون اذكار الصباح و المساء ... و يقيمون النوافل و السنن، واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .... ولكنهم في الواقع جاهلون ...

هم لا يتعظون بغيرهم .... و لا يدركون نعم الله الا حين زوالها ... أي اذا وقعت الواقعة ... فيتمنون ان يرجع الامس او ترجع عقارب الساعة ... ساعة ... !!! تلك الساعة ذاتها التي كانوا يلعنونها و يشتمونها (حتى ولو داخل قلوبهم !!!!) ..

اليوم هم يشعرون بالضجر مثلاً... او يختلفون مع بعضهم ... ازواجاً ... او إخوةً او اصدقاء !!! ... قد يضجرون من قلة رزقهم ... او من الملل الذي يعيشونه... او من اختلافهم مع اسرهم و ازواجهم ... و قد يلطمون على الخدود اذا ضاعت منهم فرصة عمل او استثمار جديد !!!!

و فجأة ... تأتي مشيئة الخالق باسترداد وديعة من ودائع الله من خلال أحبتهم (فيموت احد العزيزين عليهم) .... أو يصاب لهم عزيزٌ بمرضٍ خبيثٍ، أو يأتي القدر عليهم فيخسروا صفقةً مالية كبيرة ترجعهم الى الصفر !!!

وقتها.... و وقتها فقط.... سوف يعلموا أي نعمة كانوا بها ... سوف يشتاقوا لمن رحلوا عنهم ... لمن لن يرونهم مرةً أخرى أو لمن قد قاطعوهم او غضبوا منهم لسبب أو أسباب تافهةٍ قد لا ترقى لمستوى القطيعة او الجفاء .... سوف يندموا على الرزق الذي كانوا يعيشون فيه... هم سيشتاقوا الامس حيث كانت اقصى همومهم ضجرٌ ... او نقص في المال ... او خلاف مع شخص آخر .... لكنهم بعد وقوع الحدث الاقسى عليهم .. سيتمنون رجوع الأمس !!!

غداً ... يعني بعد سبعين او ثمانين او تسعين عاماً على أقصى حد.... كلنا ... جميعنا ... يعني بالعربي (كل من يقرأ هذه الكلمات) سوف يكون تحت التراب، و لن بتذكركم أحد ... حدثوني ..هل يتذكر او يتحدث اي منكم عن جد جده مثلاً ... !!!؟؟؟

أنتم من أنتم اليوم !!! انتم لا شيء ... فترفعوا عن الصغائر ايها المؤمنون وأيها الملحدون ..!!!!

أنتم لا شيء... بألقابكم المهنية و السياسة و العسكرية... و جميعنا و جميعكم ستقبعون بعد سنيين أو لحظات في حفرةٍ أصغر من حجم الارائك التي تجلسون عليها اليوم ... نتخاصم و نتعاتب و نغضب ... و غداً لا دكتور و لا مهندس و لا أستاذ أو مدير .. لا عطوفة و لا معالي و لا دولة و لا عقيد و لا فريق ....!!!! جميعها ستسقط في المسجد او في الكنيسة .. حين تتحول اسماؤنا و ألقابنا... و كبرياؤنا ... و جبروتنا... الى ..... (جثمان) !!

جميعنا... و جميعكم ... ستغدون ذكرى ... و سينشغل هؤلاء الذين حولكم بعد الرحيل بساعات في ... صيغة النعي الذي سيكتب عنكم !!!! ... وطبيعة الطعام الذي سيتناوله المحبون على أرواحكم .. وهل يحتاجون الى كميةٍ اضافيةٍ من اللبن و اللحم !!!! ... نعم هذا ما سيحصل ايها الغاضبون المتعاتبون المتخاصمون المتعالون !!!!

عيشوا حياتكم بسلام ... تلمسوا عيونكم وأهداب عيونكم ، تلمسوا ايديكم، و ارجلكم !!! ... تنشقوا رائحة اولادكم و آباءكم... و تذكروا ان لكم سقفاً يغطيكم، و قوتاً يكفيكم ... قبل ان تنحدروا الى تفاهات الحياة ... فأنتم في حسابات الكون ... لا شيء !!!

اشكروا الله على كل ما حباكم من نِعَم ... في ابدانكم، واولادكم... في عيونكم التي ترون بها... و قلوبكم التي ما زالت تنبض... فوالله أنه تعالى حين قال: "لأن شكرتم لأزيدنكم" ... فهو ، وله المثل الاعلى كمن يقول لابنه مثلاً ... أن اجتهدت ستنجح ... اذا فالعكس ... اذا لم تجتهد سترسب !!! فالله أعلمكم و أنذركم في باطن الامر ، (وهذا الكلام لمن يحمل ادنى درجات العقل و لم يكملها (وله المثل الأعلى).. و كأنه يقول لنا ... و إن شكرتم لأزيدنكم، وان لم تشكروا لأنقصنكم... أي لآخذن منكم نعماً انتم لم تقدروها !!!!!!!

سامحوا .... ترفعوا .... ارتقوا ... ارتقوا ... ارتقوا ..

و أحبوا بعضكم قبل أن تنقرضوا !!!!!!!!!!!

#نحن_بخير

#سنكون_بخير

#الحمد_لله

#تفاءلوابالخيرتجدوه