الى من يهمه الأمر .. من وحي عيد (الحظر) السعيد !!!!
رامي زياد الخياط
جو 24 :
بعد كل عامٍ و انتم بخير لكم جميعاً ... فهل تتوقع حكومتنا الموقرة او لجنة الأوبئة ان نصل الى (صفر) حالة مصابة و لفترة طويلة...
اذا كانت تراهنون على ذلك، فانتم واهمون تماماّ، فنحن وطنٌ يزيد عدد شعبه و مقيميه عن عشرة مليون نسمة، و هذا ليس كلامي فانا لست طبيباً و لا افهم في علم الاوبئة... بل ان هذا ما يؤكده مختصون و اطباء في بلادنا و من داخل لجنة الاوبئة و المستشفيات !!!
كورونا قصته طويلة... و سواء كان وباء طبيعياً او مصطنع او رواية كونية جديدة ما زلنا في فصلها الاول (وهو ما ارجحه).. فانه لن ينتهي في شهور و ربما في سنوات !!! ...
فما تتخذه دول العالم كافة من تغيير في شكل الحياة و طرق العيش و ما تستثمره من مليارات في تغيير نمط الحياة للبشر، بدء من الطائرة و انتهاء بشكل المصاعد مثلاً حيث سيصبح دوس الازرار بالقدم لا باليد !!!! كل ذلك لا يوحي بشيء سوى أن هذا (الوباء) سيكون عابراً للسنين !!
و نحن في الأردن لسنا في جزيرة منعزلة... و مطاراتنا و حدودنا لن تبقى مغلقة الى الأبد...
غالبية دول العالم ممن تزيد حالات الاصابة فيها عن المئات و الالاف.. عادت الى الحياة تماماً، و اعتمدت على مبدأ مناعة القطيع...
هذه الدول كانت تحرك اساطيلها اذا ما تعرض مواطن فيها الى أي أذى في دولة اخرى... وكانت تقطع علاقاتها الديبلوماسية بدول اخرى اذا ما تعلق الموضوع بحياة احد رعاياها... فلماذا تستسهل موت الالاف من أبنائها الان الا اذا كان في الحكاية إنّ .. و اخوانها !؟؟!
و عليه.... فسواء سلّمنا انها وباء طبيعي جداً، أو مؤامرة كبيرة جداً و بداية عقد و شكل جديد من تغيير مقصود لشكل الحياة، و تغيير في منظومة لعبة الامم... الا اننا لا نملك الا ان نكون جزء من هذه المعادلة ...
ولأننا لا نملك طاقةً نفطية و لا مالية و لا ... نفسية تمكننا من الاستمرار اكثر من ذلك ... فقد زاد الفقر و الطفر و الضجر !
و لأن الدورة النقدية لمعظم القطاعات الاقتصادية قد إستنفذت او أوشكت، و بعضها يعيش في الربع ساعة الاخيرة !!!..
و عليه ...أرجوكم لا تراهنوا على وعي المواطن ولا على انتهاء الوباء تماماً ... فالأمران لن يتحققا ...
و بالتالي فلا بديل عن أمرين لا ثالث لهما :-
الاول: إطلاق عقدٍ اجتماعيٍ طبيٍ جديد... و هو... "مناعة البشر" !
ملخصه كلمتان، قالتهما دولة الصين ذات المليار و مائتي الف نسمة... المصابة سابقاً.. المتعافية حالياً وهي: فلنتعامل مع كل انسان نقابله انه مصاب بالوباء... و لنعامل كل انسان يقابلنا و كأننا مصابون..
و الثاني:- و هو مرتبطٌ تماماً بالأول، عبر فرض عقوبات (مؤلمة) مادية و عقابية (لا تحتمل الاستثناء او المحسوبية) لكل من لا يرتدي كمامة او لا يلتزم بتعليمات تصدرونها تكون منطقية للحفاظ على السلامة العامة .. ستقولون ان الشعب ما معه يدفع .. سأقول لكم من لا يلتزم فليدفع او فليسجن حتى يتأدب و يردع الآخرين... و للمرة المليون، من أمن العقوبة... أساء الأدب..
أما أن يبقى تعاملكم مع الوباء بسياسة الفزعة، و عنصر الصدمة و المفاجأة !!! و هو ما يسمى بالعامية بسياسة الملاخمة !!! و التي تعتمد بشكل رئيس على أنه اذا زاد عدد الحالات في يوم ما أغلقنا البلد ... و ان قل فتحناها في اليوم التالي !!! ... فهذا و الله ضربٌ من التدمير الاقتصادي و النفسي لعشرة مليون انسان !!!
يا حكومتنا الموقرة ....
للمرة المليون... كورونا الاقتصادي و النفسي ... لا يقل ضراوةً عن كورونا الصحي !!!
و بإختصار أكبر، دعوني اهمس في اذنكم بصمتٍ و صراحةٍ و واقعية:
نحن دولةٌ صغيرة في حجمها.. كبيرة في قدرها... لكننا لا نملك اكتفاءً ذاتياً في أي شيء والحمد لله .... إلا في كرامتنا !!!!!!!!...
و كفى...
اللهم احمِ وطننا و قيادتنا و شعبنا...