"مؤسسة تطوير اراضي المغطس" ودريد لحام في مهرجان (الحنفية).. وجهان لعملة واحدة!
رامي زياد الخياط
جو 24 :
عندما قيل ان الفن هو مرآة الشعوب… فلم تك هذه المقولة عبثاً او كلاماً مرسلاً .. او ضرب من الخيال…
فقد أثبتنا بالحجة و البرهان … بل و بالتشريع و القانون، أن كل مشهد سينمائي هو ترجمة لواقع مضى .. او واقع سيأتي…!!
لن أهرف بما لا أعرف، و لن أفتي بما لا أعلم، ولكن الشيزوفرينيا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي نعيشها بلغت مداها …
نوابنا و أعياننا و كتابنا و اقتصاديونا و سياسيونا و حكوماتنا المتعاقبة تدعو لترشيق الجسم الحكومي، و القضاء على البيروقراطية، و محاربة الترهل، وغيره من العبارات الرنانة ، و الشعارات البراقة… ولكن اذا جد الجد، و حان الوعد… خنّا كل مبادئنا و شعاراتنا و معتقداتنا ….
هل يعقل ان ما مجموعه اثنا عشر قطعة ارض بجانب موقع مغطس للسيد المسيح في منطقة البحر الميت تحتاج الى انشاء هيئة جديدة مستقلة لذلك… و ما يترتب على ذلك من موازنة، و مصاريف مرتبطة بالموظفين، و السيارات، والسكرتيرات وغيره وغيره الكثير….
ألا يمكن عمل ذلك من خلال ثلاثة موظفين في قسم مختص في وزارة السياحة فنقضي الأمر دون الحاجة لتأسيس هيئة مستقلة لذلك !!!!!
قبل خمس و ثلاثين عاماً… شاهدنا فيلم المبدع دريد لحام "التقرير" بقلم المبدع محمد الماغوط … حينها ضحكنا على اللوحات الكوميدية التي شكلها الثنائي اللحام و الماغوط… و خصوصاً في احدى لوحات الفيلم عندما حضر "عزمي بيك" مهرجان خاص باطلاق (حنفية) في احد المناطق… حيث بدأ المشروع بحنفية و انتهى بمجموعة من الموظفين و الاداريين المشرفين على هذا الحنفية و موازنة مستقلة و هدر للمال العام، في مشهد كوميدي-درامي يشير الى الترهل و الفساد الاداري الذي يمكن ان يبنى على فكرة فاشلة جرى تسويقها جيداً…
لن اضيف على ما أسلفت … فقد وصلت رسالتي …. و لأنني اشفق على وطني، اناشدكم ان تتقوا الله فيه، و أن تتقوا الله فينا …
و كفى !!!!!