jo24_banner
jo24_banner

هل وصلت الرسالة

حسن عويسات
جو 24 :
عندما يصرح الإسرائيليون بكل ارتياح بأنه لا يوجد هناك موانع من ضم غور الأردن الا ان ذلك يجب ان يتم من خلال تفاهمات دولية دون ذكر الاردن يأتي الرد كذلك هادئا وواثقا ومركزا يبعث إشارات بكافة الاتجاهات والصعد ان الاخلال بالمعادلات والاتفاقات القائمة سيقلب الموازين والمعادلات رأسا على عقب وان الأردن لن يبقى مكتوف الايدي وهو يشاهد ان الاخطارتتهدد وجوده وبنيان دولته من خلال عمليات التهجير الناعم التي تسعى لها إسرائيل او التهجير القسري الذي قد ينتج عن خطوات سياسية أحادية الجانب او عمليات عسكرية واحتلال مباشر لأراضي في الضفة الغربية وغور الأردن الفلسطيني .
ان التصريح المقتضب والدقيق للمصدر الرسمي الأردني الذي وصف الحادثة بأنها عملية تهريب للأراضي المحتلة ولم يحدد هل التهريب بقصد الاتجار ام المقاومة ووصفه الأراضي الفلسطينية بانها محتلة ينبىء ان الرسالة والبريد اختيرا بدقة وعناية وهي بمثابة ترجمة لمركز القرار الأردني لمقابلة الملك مع دير شبيغل بأننا لا نبحث عن صدام كبير واننا لا نريد ان نطلق التهديدات الا ان الملك اعقبه بكلمة لكن التي حملة بعدها جميع الخيارات وهو الخيار الذي نفذ اليوم في منطقة الباقورة والتي صرح المتحدث انها تحاذي الأراضي المحتلة .
يتحدث أقارب لي ممن يعملون في المؤسسسة العسكرية ويقولون ان الملك عبدالله في احد اللقاءات سأل عن تفاصيل حقبة الجيش الشعبي الذي انشاه الملك حسين رحمه الله ولماذا انشأه وماهي الظروف والأسباب التي دفعته الى ذلك ..وهي على ما يبدو نفس الأسباب التي تدفع مركز القرار الأردني في المؤسسة العسكرية الى تقديم مقاربة عسكرية تكتيكية واسترتيجية الى الملك لبحث كافة الخيارات في سبل مواجهة عنجهية نتنياهو واحاديته في نظرته الى طريقة الحكم وإدارة وبناء العلاقات مع دول الجوار وهي الخيارات التي اثمرت اليوم في فسح المجال لتهريب الأسلحة الى داخل الأراضي المحتلة وان اختيار منطقة الباقورة له دلالته الكثيرة ليس اقلها ان سيادتنا عليها كاملة غير منقوصة وانها كباقي الأراضي الأردنية ممكن ان تستخدم لدعم الفلسطينين فوق أراضيهم المحتلة .
بالتأكيد لم يكن الملك ليصرح لمجلة دير شبيغل بهذا الشكل والمضمون القوي الذي فأجا الإسرائيليين قبل الاميركيين لولا ان المؤسسة العسكرية الأردنية حسمت خياراتها في المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني بكافة الخيارات والتكتيكات اعتمادا على القوة والقوى الذاتية وأولها الارتكاز الى حدود مفتوحة تعطي ميزة استراتيجية مطلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة امتدادها 400كيلو متر والاستناد الى استراتيجية عسكرية كتبها المرحوم وصفي التل تمزج بين الحرب النظامية والحرب الشعبية المحكومة بقرار الدولة والجيش وهي النظرية التي تطبيقها في ثمانينيات القرن الماضي عندما ازدادت الضغوط على الأردن والمرحوم الملك حسين فأشهر ورقة الجيش الشعبي .
تابعو الأردن 24 على google news