هل تنتصر روسيا لحماس..
حسن عويسات
جو 24 :
ما الذي يجعل روسيا والرئيس بوتين يقكرون في دعم حماس ومنع هزيمتها ؟
اولا روسيا امبراطورية عبر التاريخ وتمتلك تاريخا طويلا من المجابهات والحروب للحفاظ على عظمتها وعزتها وكرامتها وهي بتكوينها لن تقبل ان تكون دولة تابعة ...وهي من اجل ذلك تبني سياساتها واستراتيجياتها على بناء عالم متعدد الاقطاب وهي السياسة التي التي تعمل من اجلها منذ ما يزيد على الثلاثين عاما اي منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عبر رجالات الاتحاد السوفيتي الذين تجرعوا الهزيمة امام امريكا والعالم الامبريالي الغربي وهم لذلك يمتلون الخبرة والدراية في كيفية ادارة الصراع والمواجهة مع الغرب الرأسمالي بقيادة امريكا .
لم يكن مخطئا الرئيس الامريكي عندما تحدث بأنه لو لم تكن اسرائيل موجودة لأوجدناها وهو يعبر عن استراتيجية المعسكر الغربي الرأسمالي في فرض سيطرته على العالم والشعوب والدول نظرا لاهمية العالم العربي على خارطة العالم الجغرافيا والسياسية وبما يشملها كذلك من موارد وثروات وتاريخ وعقائد لذلك تشكل فلسطين مركزا وقاعدة اساسية لمن يريد ان يفرض سيطرته على العالم فهي كذلك تشكل فلسطين (اسرائيل) محورا وعاملا اساسيا للمعسكر الغربي في فرض سياساته ونهجه وسيطرته وامبريالته للتحكم بالعالم وشعوبه ودوله وثرواتهم بأعتيار اسرائيل قاعدة متقدمة للعدوان والبطش والاحتلالات وفرض السياسات في كافة المجالات وبالذات على دول المنطقة ...وبما انها كذلك اي فلسطين للغرب كان لا بد للروس ان يضعوا هذا العامل اي اهمية فلسطين للغرب في طريقة مجابهتهم للغرب ..اذن العامل الثاني الذي يدفع روسيا للوقوف بجانب حماس اهمية فلسطين (اسرائيل) في الفكر الاستعماري الغربي الامبريالي للسيطرة على العالم.
العامل الثالث الذي يدفع روسيا لعدم السماح بخسارة حماس وهزيمة غزة وفلسطين هي السعودية ونوع ما مصر ..اما كيف ان السعودية تدفع روسيا لمناصرة حماس وعدم السماح بهزيمتها فهي كالاتي...
روسيا تقاتل نعم تقاتل لأجل بناء عالم متعدد الاقطاب وتقاتل لعدم خسارتها الحرب التي تخوضها حاليا عسكريا مع الغرب الذي يعتبر روسيا اخر المعاقل التي تقاوم سيطرتها وفرض نظامه العسكري والسياسي والاقتصادي والاستعماري وبذلك فان روسيا تخوض حرب وجودية مع الغرب وامريكا وبالتالي اسرائيل ربيبتهم واحد قواعدهم الرئيسية في العالم ..وتدرك روسيا تمام الادراك ان المعركة الاساسية ليست العسكرية التي تخوضها الان وانما الاقتصادية والمالية ..وجوهرها واساسها الدولار الاستعماري الذي تشتري به ذمم جميع الدول عن طريق ما يسمى المساعدات ومن المعروف ان قوة الدولار تأتي من خلال تسعير النفط به اي ان من يريد شراء النفط عليه احضار الدولار الامريكي ومن هنا ينبع دور السعودية العربية في الحرب الاقتصادية المالية والتي تعي روسيا انها لن تكسبها ان لم تقتنع السعودية بضعف امريكا واسرائيل لكي تخرج كليا السعودية من مظلة الحماية والتحالف مع المعسكر الغربي ...هذا وقد كانت اولى علامات الضعف الامريكي التي اقنعت السعودية بتراجع قوة امريكا هو عدم ردها على ضربات الحوثيين الصاروخية تجاه السعودية وارامكو والتي جعلت ولي العهد السعودي يتجه نحو روسيا للتشاور والتعاون معها والذي انتج تعاونا وتحالفا مثمرا في قطاع النفط من خلال الاتفاق على كميات انتاج النفط اليومي والتي اثمرت ثلاث تخفيضات منسقة بين روسيا والسعودية صدمت الغرب وامريكا...من هنا تأتي اهمية السعودية في اعادة بناء عالم متعدد الاقطاب فابتعاد السعودية عن امريكا تدريجيا وعدم حصرية بيعها للنفط بالدولار يضعف الدولار وبالتالي امريكا ولن تيتعد السعودية عن امريكا واسرائيل وتقترب من روسيا الا اذا اقتنعت بضعف امريكا واسرائيل وبالتالي سلتعمل روسيا على اضعاف اسرائيل وعدم هزيمة حماس لكي تبتعد السعودية عن امريكا ويعف ارتباط الدولار بالنفط وبالتالي كشف قيمة الدولار وانه لا يساوي قيمته الفعلية الحقيقية...واذا كانت ضربة الحوثيين للسعودية كانت جرس الانذار الذي نبه السعودية لضعف امريكا فأن صمود حماس وبقاءها هو الذي سيحسم الخيارات السعودية في عدم الخوف في الابتعاد كثيرا عن الحلف الامريكي الاوروبي الاسرائيلي ...لذلك فأن صمود حماس هو نقطة استرتيجية شديدة الاهمية بالنسبة لروسيا .
اما كيف ستعمل روسيا على صمود حماس مع ضبابية المشهد مع تعدد احتمالات المواجهة ؟
بالتاكيد انها ستحاول التوفيق وانشاء تحالفات داخل العالم العربي حصرا ما بين مصر وحزب الله والسعودية ...مع اعتقادي خروج ايران من معادلة المواجهة مع الغرب .