الحياد
حسن عويسات
جو 24 :
الحياد في هذا الصراع العالمي يعني انه لا مشكلة لنا في الهمينة الاميركية وملحقاتها الغربية وحلف الناتو على هذا العالم...
سمها ما شئت الماسونية او الامبريالية او الحكومة العالمية..
لماذا نحن ضد الحياد السلبي ومع الحياد الايجابي... بعيداً عن قضايانا القومية المباشرة كأحتلال فلسطين ونهب ثرواتنا وتواجد القواعد الاميركية في الاراضي العربية وما يشكله ذلك من خطر مباشر على دولنا العربية وقرارها المستقل.فأن تفرد أميركا وابعاد روسيا عن القطبية المرجوة في هذا العالم سيجعل منها اي اميركا سيدة العالم المطلقة..
وسيدة العالم المطلقة لا تعني فقط الجانب السياسي وهو أخف المسائل وطأة في هذا العالم وعلينا نحن العرب..
فتفرد اميركا في هذا العالم وفرض سطوتها.. يعني انها ستفرض جميع رؤاها ونظرتها وثقافتها وقوانينها على الكون من خلال الجانب التكنولوجي ومن خلال تكنولوجياتها...
ستفرض التاريخ الذي تريد والدين الذي تريد والثقافة التي تريد
والاهم القوانين المالية التي تريد وكذلك نمط الحياة الذي تريد.. والمثلية التي تريد..
فوجود روسيا قوية.. يعني القتال ضد كل هذه الانماط والتحديات.. فالقتال العسكري يرافقه قتال تكنولوجي اخر.. قتال من اجل وجود شبكة نت اخرى مختلفة عن الشبكة الاميركية قتال من اجل جوجل اخر ومحرك بحث اخر... فجوجل الاميركي او الماسوني او الامبريالي سمه ما شئت.. سيفرض علينا التاريخ الذي يريد والدين الذي يريد والكلمة الذي يريد.. فهو يمنعنا حتى كتابة كلمة فلسطين. فالتفرد الاميركي يعني ان تمنع علينا اميركا قمرها الصناعي وشبكة النت العلمية.. فحتى تطورنا العلمي سيبقى مرهونا بالغطرسة والتفرد الاميركي...لذلك من مصلحتنا ان ندعم روسيا لتحافظ على شبكتها التكنولوجيا الخاصة وشبكة النت الخاصة بها لكي لا نبقى اسيري القرار التكنولوجي الاميركي
فلا ينفع ان نتخذ الحياد السلبي تجاه النزاع الروسي الاميركي.. فلمصلحتنا القومية والعلمية والاقتصادية ان تبقى روسيا قطبا قويا نتطلع للتعاون معها بحدود وقف الديكتاتورية العالمية لاميركا في نظرتها للعالم وشعوبه الضعيفة..
فهذا الصراع الروسي الاميركي كشف لنا مدى التغلغل الاميركي وتطبيقاته في حياتنا اليومية... فنظام سوفت المالي (العالمي) الاميركي والتي تحاول اميركا اخراج روسيا القوية منه لخنقها وشلها اقتصاديا..
فما بالك نحن الضعاف.. فهل تعلم ان اميركا باستطاعتها ان ارادت ان تمنعك من التعاملات المالية حتى المحلية.. اذا كتبت كلمة فلسطين وكنت تخالف رغبتها.
فهذا الصراع كشف لنا مدى تحكم الغرب بهذا العالم.. فحتى الرياضة تسير وفق رغبتهم فعلى مدى عقود وهم يفرضون علينا فصل الرياضة عن السياسة ويمنعوننا من اي اشارة وحتى كلمة على قميص رياضي بأذلال ما بعده اذلال.
اما الجوانب الاقتصادية والمالية فأن بقاء روسيا قوية فهذا الصراع يعني وجود عملة عالمية اخرى غير الدولار وعملات اخرى مقومة بقيمة اقتصادية مقدرة بالذهب او بناتج اقتصادي.. وليس بدولار مطبوع مجانا بالقوة العسكرية والعنجهية الاميركية فقط.فروسيا تعمل على ان تكون مبادلاتها التجارية تجري بالروبل وبالعملات الوطنية للدول التي تجري معاملاتها معها مما سيعمل على اضعاف الدولار الاستعماري..اما لماذا هذا الدولار استعماري.. فلأن هذا الدولار اللعين والذي لا يكلف سوى ثمن ورقه المطبوع من دماء ضحايا الشعوب التي اجرمت بحقها اميركا وبقوة الصاروخ الاجرامي الاميركي والادهى والأمّرّ منه ان هذا الدولار اللعين يذهب لتثبيت دعائم انظمة حكم دكتاتورية تنفذ السياسات الاميركية تقمع شعوبها وتنمعها من الديمقراطية. لذلك مصلحتنا نحن كشعوب قبل الانظمة ان تبقى روسيا قوية في عالم متعدد الاقطاب لنحاول نحن العرب ان نبني مشروعا مستقلا وسط هذه الصراعات.