فى يوم ميلادى اشرقت شمس أغسطس وتفتح دوار الشمس
هناء العلي
جو 24 :
شريط يوم ميلادي يبدأ حين يحلّ شهر آب /أغسطس من كلّ عام، ففيلم ذكرياتي طويل، منه المفرح ومنه الحزين..
جئت إلى هذا العالم الكبير ببطاقة حب عجيبة لكل من حولي، ولكن وجدت في هذا العالم بعض من ينظر إليّ بنظرة الكمال التى لا ينقصها شيء ولا تحتاج إلى شيء، والبعض الآخر عثرة فى طريقي وعثرات فى وجه طموحاتي، ورغم الصعوبات التى أواجهها في محاربتي لما أريد وما أحب، تحديت وواجهت العالم بصلابة عقلي وقوة تحملي واصراري..
وفى أغسطس بدأت قصة حياتي، وحين بلغت العاشرة من عمري وتفتحت زهرة سنواتِ، بدأت أفهم وأعي أن ما لم أسعَ إليه واجد فيه التعب من آمال وامنيات وذكريات لن تجنيه أجندة قاموسي اي شيء وبلحظة من حنين او تذكر لما حاولت حفرة بالنحاس الاحمر والذهب الذى ييرق نورا استطعت تحقيق ما اريد فقط..
يوم ميلادي هذا العام مختلف، فقد أنهيت عقدا ودخلت عقدا جديدا، وتجتاحني المشاعر الجياشة لمشاعر يصعب علي وصفها بالكلمات، وهذا العام بالذات تهالك قلبي وزاد فى حبّ (أمّ وأب) كانا على قدر من المسؤولية بقوتهم وعافيتهم وحين كبرا توقف هذا الإحساس الذي كان يشعرنا بالقوة رغم حيز ما كنت اطلب او احصل، ولكن وجودهم حولي هو أصل وروح الحب والجائزة التي كنا نحصل عليها دون الشعور بتلك النعمة ابدا ولا يحصل عليها ولا يحميها اي بشر.. وبدأ مشواري انا بالاهتمام والرعاية بهما رغم وحزنى المستمر على هذه النعمة التي افتقدها البعض، حتى تمنيت أن أكون واحدة من هؤلاء كي لا أتألم لوجعهم الذى لا علاج له إلا الدعاء فقط ..
فى يوم ميلادى اشعل شمعة بيضاء تبقى مشتعلة طوال ليلة كاملة اتحدث فيها مع الله واناجيه لعدد غير هين من طلباتي التى أكتبها كل مرة وفى كل سنة من شهر آب والذى يملأ روحي هذا اليوم الصاخب من فرح وحزن وخير وشر وهذا اليوم الوحيد بالسنة الذى استطاع أن ينسينى اي حزن قد مر وعبر غرفة مخيلتى العميقة التى احيانا تكون بالمد واحيانا أخرى بالجزر وأحيانا بغرق دمعة عميقة تتذكر ما تمنت او فرحة ما عبرت لأحدهم وشاركت الآخرين بها .. ورغم عالمي الهادئ الذى لا يتطلب العديد من مبهجات الحياة إلى استطاع حصد الكثير الكثير من الحاسدين والسبب احتفاظى لمسافة امان حافظت فيها على علاقاتى السوية مع الآخرين ..
وفى يوم ميلادي ما زلت احتفل فيه بيني وبين نفسي رغم الحاح بنات اختي واخي بضم المحيط الذى معي إلى ذلك اليوم الاسطورى البسيط والاسرة الكبيرة، وما زلت ارفض لأسباب فى مخيلتي والسبب ما زال سرّا من اسراري ..ورغم فى كل سنة جديدة من روزنامة عمرى المتوقفة إلى ارجو واتطلع إلى حاجتين كتبتها إلى الله إلى أن يحين اللقاء بهما ..
فى يوم ميلادى اؤمن جدا ان من يتذكر هذا اليوم هو من يحبك وينتظر أن يرسم الفرح بقلبك قبل وجهك وان محبة المحيطين فيك قد تزيد او قد تقل وخصوصا لو كان هذا اليوم يحمل من الفرح الكثير او الحزن الذى لا يطاق ولا تستطيع الحديث فيه ..ولكن جمال اللحظة بتلك اليوم لا يشعر بها إلى من مر بها تماما من قصص ذكرته بجميل او فصول من معاناة مرت ..
وفى يوم ميلادى قد لا تتحقق الأمانى جميعها ولكن يتحقق ان يرزقنى الله بعفوه وعافيته التى يلفنى بها فإذا أحسست بشيء ما قلت يارب ليس لى سواك وانا بدونك ولا شي فأجد نفسي باليوم الثانى زال ذلك الألم وما يؤلمنى وما شعرت به والمنى هو سبب زيادة التفكير أو قلقى الذى لا أشعر به بشر غير الله ..قصتى طويلة مع الحياة وفى كل شهر ميلادى ومن كل عام جديد ساسرد لكم ما يجول به خاطرى من حكايات ..
وفى النهاية فى عام ٢٠٢٠ بدا مشرقا بحب تلك السنة الجديدة ورغم ما المنا به من أحداث كورونا وموت أشخاص نحبهم إلى قد يكون يوما مميزا فارقا لكل ما مر بنا من سنوات وايام وأشهر حزينة ..كنت أخبر امى ان الأيام والمصائب هى ما ترشدنا للطريق الذى نريد أن نعبره دون مشورة أحد فكيف لو جميعنا مرت بنا تلك الأيام وأعطت الدروس للجميع فحتما ستكون قوة تضامن ستعلم الأجيال القادمة القوة فى الوحدة والضعف فى الفرقة..وصاحب الحق ليس ارعنا وإنما تحمله الملائكة إلى ما كتبه الله له دون جهد يذكر ..كما قال عز جلاله ياتى بها الله ان الله لطيف خبير..ورزقكم فى السماء وما توعدون ..صدق الله العظيم