jo24_banner
jo24_banner

فى اغسطس هذا العام لعلها تأتى وتكتب كما تمنيناها

هناء العلي
جو 24 :
 
 
فى كل عام نكبر وتكبر معنا الاحلام ، كنا اطفالا مشعين بالفرح لا نخشى شيئا ، كانت الايجابية قاموسنا ودربنا المفضل ، لكن حين كبرنا اصبحنا قوم نخاف الفرح ! واذا ضحكنا نقول اللهم اجعله خير ، اصبحنا ممن نخشى البهجة والسعادة وعشقنا الكآبة في كل شيء تلقائيا دون وعي منا او اختيار ، حتى جاء وباء الكورونا وغير وجهة البشر وقلب الحزن الى فرح فرضا وليس اختيار وقلبنا الساعة الرملية الى صالحنا حتى نخلق الفرحة من لاشيئ الى كل شيئ ونجتمع مجبرين حول مائدة الحب واللقاء والسهر ببيت يعجه الابتسامة رغم الحذر والخوف من الغد ..

لاشك ان فى عصر وسنوات الكورونا اصبحنا جوعى للفرح لهداة البال ولحظات تجمع الاهل والاخوة والاخوات مع بعضنا البعض ، واصبحنا ننتهز الفرصة لكي نقيم الفرح فى تجمع واحد وروح واحدة من كل عام ولو بيوم ميلادنا ، لقد اصبح لهذا اليوم شعور واحساس مختلف من كل عام ..والقلب الذى لم يكن ينبض ليوم ولا لتاريخ ولا ليوم ميلاد ونستشعر كل شيئ من حولنا ، حتى اصبح القلب يعمل من جديد ويهمس بصوت عالى احيانا وخافت احيانا اخرى الم يحن وقت الفرح والسعادة ووقت الاحلام وتحقيقها فى هذه السنة وهذا اليوم بالذات ..

لم يغادرنى الاشتياق والشوق ولو يوم من كل سنة فى يوم ميلادى من كل عام من آب اللهاب واغسطس الممتلئ بمساءات الرطوبة والندى والطراوة لتلك الطفولة الشقية حنين وذكريات المليئة بالفرحة والامنيات المحققة فى سنوات المدرسة الاولى التى كانت لى بمثابة عرس سنوى اجهز فيها نفسى لحفلة فرح سنوية من كل عام وزاوية ارى فيها النور من بدايته حتى نهايته بغروب شمس تودع فيها عاما وتستقبل عاما جديدا برحابة القلوب والاهل والاحباب ، لتجمعهم حول القمر فى ليلة مساء تزهو بالفرح والمحبة ..

لطالما حاورت نفسى وسالتها اننا لم نختار اسامينا ولا تلك الهوية التى انتمينا اليها ولكن اردنا ان نختار مفتاح الشمس الجديدة لتشرق الحياة من جديد لصفحات اقفلت منا غصبنا عنا ولكنها ما زالت فى بال ..لم اعد قادرة على قبول ما نحن فيه من روتين ومجريات الامور المنسوخة من عقد ولم اعد اتحمل هذه القسوة من جبروت الايام فى تحمل اقدارنا ضمن قائمة الانتظار وسماع صوت النفس فى التذكير ان بكره احلى وابهج وابهي ..انتهى عصر الكلمات وحان موعد الجدل والموسيقى والعزف على الجرح لكي يستطيب الوجع والالم او ان نتركه ينزف للابد ..

فى عيدنا الجديد هذا ومهما بلغ من الارقام اعداد لا بأس من ان نبدأ عامنا بالابتسامة و يوم جديد كفرحة ولادة طفل جديد جاء مبشرا لتغير مسار الروح التى تعبت عقدا من الانتظار الظالم والجائر فى جرف سيل من الاوجاع وتوقف الاوكسجين عن صفحات ايامى المشرقة بالمحبة والعطاء للجميع ..ورغم سواد الايام والاخبار فى وقتنا الحالى وتلك النظرة المعتمة وغباشة العدسات فى العيون الى اننا قررنا اننا نستحق ان نفرح ونستبشر بالفرح وسنخلق الفرح حتى لو كان خيالنا ..لهذا اليوم المتميز من آب اللهاب ( 18/8) ولجميع برج الاسد هذا البرج القوي من الخارج والاسفنجى من الداخل كل عام وانتم الفرح لكم ولكل من يحيط بكم من احباب واصدقاء ..

وعساها ان تأتى وتكتب كما تمنيناها تماما كاول يوم لام جديدة استقبلت طفلها الاول لتعلن انتصارها وفرحتها برؤية الضوء والنور رغم كل الوجع والالم والمعاناة ..وطالب علم درس واجتهد لاجل هذا اليوم وحصد ساعات التعب والسهر لتسجل فى هذا اليوم وهذه الساعة بدا الحياة من جديد لتنسج من ايام عمرها قصة لحياة جميلة ..
تابعو الأردن 24 على google news