ديجاڤو " Déjà vu " ...!!!
ديجا فو Déjà vu أو ديجاڤو كلمة فرنسية تعني "شوهد من قبل"، يلازم هذه الظاهرة شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ"الرهبة" و"الغرابة" أو ما سماه عالم النفس فرويد بـ"الأمر الخارق للطبيعة". التجربة السابقة التي يهيأ لنا بأننا عشناها عادة ما تكون زارتنا في أحد أحلامنا. ولكن في بعض الحالات ثبتت بأن فعلاً ما نشعر بأنه موقف سابق قد كان حقيقة ووقع في الماضي والآن يُعاد.
وبالنظر إلى المشهد الحالي بشكل عام نرى بأن ما يحدث الآن في دول الربيع مكرر ومجتر حدث من قبل ( سواءا بنفس القوة أو أضعف ) وسيحدث بالمستقبل لأنه ( صراع بين قطبين يتنافسان داخل الوطن العربي ) فمن جهة قوى تشكلت وتثبتت من خلال الحكم الدكتاتوري "بأدواته" التي إحتكرها الحكام على مدى أجيال من تكديس مقدرات الأوطان لمصالحهم الشخصية يسمح لهم بإستغلالها فقط في صالح ومباركة ( السيد الغربي ) متى شاء وكيفما يريد ...هذا من جهة ، ومن الجهة الأخرى القوى التي تشكلت من "رحم" الشعوب ، تدافع عن حقوقها ، وتطالب بمستحقاتها ... وفي هذه الحالة فالإخوان هم الذين تألقوا وظهروا في ذلك ، فأصبحوا الأغلبية "الناطقة" وأصبحوا رمزا لتمرد الشعوب على حكامها ... ولا يعني ذلك تفردهم أو نجاحهم بالمشهد ولكن سيطرتهم عليه .
من ظن أو (أراد أن يظن) بأن ما يحدث في مصر ليس من شأننا فهو واهم،خاطئ .... لأن ما يحدث الآن في مصر ما هو إلا إحدى الجولات في حرب العالم الحديث ضد الأسلام ، وهو ممتد، منتشر ومسيطر في الوطن العربي .
من ظن بأن ما يحدث في مصر هو صراع بين الليبرالية الديموقراطية وبين الإخوان المسلمين فهو واهم،خاطئ ... لأن ما يحدث في مصر ما هو إلا نتاج تحالف بين الدكتاتوريات العربية الحاكمة مع الغرب الإستعماري لوقف المد الإسلامي السياسي الشعبي .
من ظن بأن ما يحدث في مصر الآن هو نتيجة طبيعية لحالة الفوضى التي تركها حكم دكتاتوري على مدى عقود فهو واهم،خاطئ .... لإن ما يحدث عبارة عن مؤامرة ( الثور الأبيض) بين قوى الغرب ومشايخ الخليج حتى حينٍ سيأتي وينقلب فيه السحر على الساحر ( والدنيا دوراة ) فتصريحات أذنابهم منذ بداية حكم الإخوان بأن وضعهم هذا مؤقت ولا يكاد يزول لدليل دامغ على نواياهم المسبقة ومؤامراتهم المخفية .
هذا ما نشعر به الآن بالنظر إلى مصر ، فكلما كاد النور أن يبزغ حتى تأتي من فوقه غشاوة فوقها غشاوة ،ويتكالب العالم كله ضدها ، ليس فقط لطمس الحق بالباطل ، ولكن لإظهار الحق على أنه باطل وأنه تم التخلص منه بإرادة الشعب ، مع أن الإرادة لم تكن بيد الشعب الذي ما كان إلا أداة "مدفوعة الأجر" بيد ( الثور الأبيض) الذي لم يأت الدور عليه بعد .
نعم (بالمجمل العام والضيق الأمل) فالشعب أسقط مرسي ، ومرسي لن يسمح له بالعودة ، ولكنه سيبقى في ذاكرة الكثيرين رمزا لضحايا التغول الإستعماري وتأثير المال "الأسود" ، وسيبقى دليلا في التاريخ الحديث لجميع الشعوب العربية على أن من يحكمها فعليا!! ومن بيده السلطة الفعلية !! أو كما يتغنى (رئيس وزرائنا صاحب الولاية العامة) فمن هو صاحب الولاية الفعلية على الدول العربية ؟؟
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" وها نحن الشعوب العربية قد لدغنا بدل المرة مئتين ،وما زلنا نلهث وراء المزمّر والمطبّل لا يعنينا من الإيمان شيئا ولا يحكمنا إلا لقمة عيشنا ، وأما كرامتنا فنبيعها بأبخس الأثمان.
وأنني إذ أرى بأن الشعب المصري الآن مثله كمثل "الضفدع" الذي أجلسوه على كرسي من ذهب ، فأبى إلا أن يقفز إلى المستنقع ، فهنيئا للشعب المصري بـ"البرادعي وموسى والسيسي سيسي مثل ما رحتي مثل ما جيتي" !!وهنيئا للشعب العربي بتجديده لميثاق العبوديه لسيده وحاكمه الفعلي (السيد الغربي) .... ورمضان كريم على الجميع.!!!