إضاءات صغيرة
(1)
على سبيل دعم اللغة الألمانية، قامت مجموعة من المشاهير الألمان - بمجالات متعددة- بدهن ألسنتهم بألوان العلم الأماني (أسود احمر ذهبي) كجزء من حملة إعلامية تهدف الى حث الألمان المتجنسين حديثا على تعلم اللغة الألمانية والتحدث بها ، لغايات دمجهم في المجتمع وتحسين فرصهم في الحياة، وتخفيف التوترات الاجتماعية .
يريدون ان يتكلموا لغة واحدة وهم شعوب متعددة، أما نحن فشعب واحد تقريبا من المحيط الى الخليج ،،،،،، نتكلم ذات اللغة وذات التاريخ وأغلبنا على ذات الدين .....نتحدث بالعربية ونصرخ بالعربية ونموء بالعربية لكن: لا احد يسمع أحدا، ولا أحد يفهم على أحد.
نحن....لا أحد!!
(2)
هل تعلم عزيزي القارئ اننا أقل شعوب العالم اطلاقا للرصاص في الأفراح؟؟
وهل تعلم أن مستوى المعيشة في العالم العربي كله مرتفع وممتاز، ويضرب بنا المثل في الأثرة والإيثار لبعضنا؟
وهل تعلم ان نسبة الإصابة بالسرطان في وطننا هي من أقل النسب العالمية ؟
هل تعلم أن مستويات الديمقراطية عندنا تعتبر مثلا يحتذى، ويقومون بتدريس هذا المثل في الجامعات الكبرى مثل كامبردج والسوربون؟
وهل تعلم عزيزي القارئ أنك اذا صدّقت أي حرف مما قلته سابقا ، سوف تكون في منتهى السذاجة؟؟
(3)
مذ ترجل ذلك القرد العاري ،الذي سمّي فيما بعد بالإنسان، عن الشجرة تاركا أبناء عمومته قرودا تتنطنط، مذ ترجّل الإنسان وسكن الكهوف حتى فرز الأعداء من الأصدقاء، أما الأعداء الذين كانوا أكثر منه قوة وبأسا ، فقد انتصر عليهم في البداية عن طريق رسمهم بأوضاع كاريكاتيرية على جدران الكهوف ، أو تخيّلهم وهم ينزفون وينهارون أمام أسلحته البدائية ، على الأقل لغايات الانتصار عليهم معنويا بالسخرية منهم، وإبقاء شعلة المقاومة تنوس بين يديه. وهذا ما حصل خلال أجيال أو قرون، إذ طور الإنسان أسلحته وأساليبه في القتال تدريجيا إلى أن تمكن من اصطياد جميع أعدائه من الحيوانات الأقوى والأكثر شراسة وفتكا ، وترويض معظمها ،وتحويل بعضها إلى مطايا.
كان الرسم أول وسيلة مقاومة يصطنعها الضعيف لمواجهة القوي ، قبل اختراع اللغة والكتابة ، وأول مانعة صواعق ضد الانهيار والهزيمة .
بالرسم حقق الإنسان أول انتصاراته.. بعد أن رسم مستقبل الأعداء على الجدران.
ghishan@gmail.com
الدستور