القارئ متفوقاً على الكاتب

جو 24 : كعادته معي ومع آخرين غيري, يتصل القارئ الدقيق أكرم شوراب مصححاً ومعدلاً للأفكار حيناً, وللأخطاء اللغوية حيناً آخر.
أكرم شوارب في الثمانين من عمره المديد إن شاء الله, لا يزال صامداً في قريته "حْمود" في الكرك, اتصل أمس مبدياً ملاحظته على فكرة وردت في مقالي زعمت فيها أن الأردنيين خصوم للكهرباء, وقد عززتها ببعض الذكريات عن موقف الناس من إنارة الشوارع على وجه التحديد.
السيد أكرم دافع عن فكرة أخرى تقول بأولوية الانارة في بيوت الأردنيين, ولإثبات ذلك روى لي عن المرحوم والده أنه كان يضيق بالعتمة وينادي على نساء البيت يدعوهن الى إنارة السراج بعد المغيب مباشرة, وقد اعتاد أن يكرر بعد كل مناداة مثلاً شعبياً على شكل حكمة تقول: "بيع القوت واشتري ضَوْ للبيوت", بمعنى أولوية الإنارة حتى على القوت أي الطعام.
قارئ آخر لا أعرفه إلا من خلال تعليقاته "المثقفة" واللطيفة دوماً والتي ترد باسم (ابو خالد), نبهني بعد قراءة مقالي بعنوان "الأردني قبل أن تضرب فيوزاته", الى أن فكرتي عن الفيوزات قديمة ولم تعد مناسبة, حيث يتوفر الآن في الأسواق فيوزات حديثة لا "تضرب" بسرعة وتتحمل الحرارة العالية وقد تصبح حمراء كالجمر من شدة الحرارة قبل أن "تضرب", واختتم تعليقه بأنه يتوقع أن الحكومة أدركت أن فيوزات الاردني المعاصر هي من هذا النوع الجديد, ولهذا لا تتردد عن مزيد من الضغط عليه.
اسمحوا لي أن أختم بملاحظة شخصية: إن اكثر ما يسعد الكاتب أن يرى فكرته وقد حفزت عند القارئ فكرة أخرى, ويحصل كثيراً أن تكون فكرة القارئ أكثر ذكاء وفائدة.
العرب اليوم