كشف سر نفق الدوحة - غزة ؟
محمود عطية
جو 24 :
إذا أردت أن تدرك ما يحدث فى غزة وحربها اليوم, لا بد لك حينها من التوقف والتساؤل ومحاولة إيجاد إجابة شافية أو دعني أقول منطقية حول أصحاب القرار فى حماس والفاعلين المؤثرين الحقيقيين على الأرض هناك, هل هم رجال الأنفاق يا ترى أم رجال الفنادق وأهل السياسة المقيمين فى قطر بفنادق ومقرات خاصة أو قصور ضيافة ربما ويجوبون العالم بالطائرات كل يوم!
آلية نقل الأخبار والمقترحات إلى قادة المقاومة قى ميادين القتال لاتمام صفقات وقف اطلاق النار أو تبادل الأسرى سهلة وبسيطة, هي تتم من خلال جهات إستخباراتية تعمل جنبا الى جنب مع وسائل الاعلام التي نعرفها جميعا بل وتحرر نشرات الأخبار فيها أيضا, هذا ليس سرا أو تحليلا ذكيا وخارقا مني وإنما نظرة واقعية واضحة وجلية ومن ينفى هذا الأمر أو يفنده, عليه عندها أن يخبرنا لماذا تصل مشاهد ومقاطع معينة لمجريات المعركة حصريا لقناة دون أخرى وكيف تصلهم أيضا؟
قطر أعلنت هذا الأسبوع على لسان وزير خارجيتها أنها تقوم بمراجعة شاملة لموقفها من الوساطة فى قضية غزة, قد يظنه البعض خبرا عاديا أوعابرا فلا يتوقف عنده, لكني أراه أمرا بالغ الخطورة, ببساطة إذا لم تجدي الضغوطات القطرية الممارسة على قادة حماس نفعا بحيث تقدم مزيدا من التنازلات وهي قدمت من قبل بعضا منها بالمناسبة, فمن المحتمل جدا أن تطلب الجهات الرسمية فى دولة قطر من قادة المقاومة التوقف عن العمل السياسي على أرضها وتكتفى بكونهم ضيوف أعزاء مرحب بهم دائما!هذا أمر شائع عند أهل السياسة ويحدث كثيرا, أين هم قادة الجيش السوري الحر ونجوم قنوات الاعلام السابقين إذن, لا زالوا هناك لكنهم تحولوا إلى قطط سمينة ليس إلا!
سابقا..كشفت بعض تقارير سياسية مسربة, وللعلم دائما ما يتم التسريب عن قصد لخدمة موقف معين فى زمان ومكان ما, عن أن دولة تونس وافقت على إستضافة منظمة التحرير الفلسطينية عام 82 بعد مغادرتها بيروت, بشرط ألا يتعدى هذا الوجود العشرة سنوات على أرضها بأي حال من الاحوال, ولاحظوا ان اتفاقية السلام كانت بعد نحو عشرة سنوات بالفعل! هنا نعود ونقول أن التبعية الاقتصادية هي تبعية فى كل شيئ ولم اجد على مر الزمن حركة مقاومة نجحت من خارج أرضها, وعليه أستطيع القول أن رجال الأنفاق هم أصحاب القرار أو الأجدر به على الأقل, فهم بعيدون عن كل الضغوطات والألعاب السياسية وإن لم يكن بشكل مطلق, فهو أقل بكثير عن سواهم بكل تأكيد, فهم لا زالوا على أرضهم والأهم من هذا كله أنهم يمتلكون الحاضنة الشعبية التي هي أساس وعماد كل الثورات.
زيارة قادة حماس الأخيرة إلى تركيا, ربما تكون محاولة للبحث عن بديل لقطر فى حال أنها إتخذت قرارها بالتوقف عن إكمال المشوار الحمساوي السياسي, وعندها ستتغير نشرات الاخبار فى قنوات عدة وربما تأتي أخبار غزة ومعاناة أهلها بالدرجة الثالثة أو الثانية فى أحسن الأحوال وتغيب المشاهد الحصرية والمصادر الخاصة, وتكمل من ثم محطات وقنوات أخرى المسيرة وتتولى المسؤولية ليس لأجل غزة وفلسطين حتما, بل فى خدمة أجندات ومصالح مختلفة ليستمر حينها الرقص على آلام وأوجاع أهل غزة أطفالا ونساءا وشيوخا.
ليت لنا فى ثورة الجزائر عبرة, لقد كانت ثورة بلا قائد ورجال سياسة, شعبية بمعني الكلمة, إنتفاضة باسلة وجهتها وهدفها واضح لا تحيد عنه, كانوا جميعهم قادة وأصحاب قرار حقيقيين بمعنى الكلمة. هل يعقل أن يكون هناك نفق يمتد من قطر إلى غزة يا ترى ؟ البعض سيصدق هذا الامر, هناك من يبالغ دائما بقدرات حماس فى حفر الانفاق ويؤمن بأن شبكتها تمتد لما يقارب 720 كيلو مترفى طبقات الأرض المختلفة ويكتفى بالقول أن هذه المعلومات تأتي من مصادر عالمية موثوقة ومعتمدة! أنا مثلكم وأصدق أن هناك نفقا تم تجهيزه كذلك ويخترق الأرض ليمتد من الدوحة الى غزة أو رفح حتى ,فيا ليتهم يعودون؟! دمتم