2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

على من يكذبون؟

د. محمد يوسف المومني
جو 24 :

الحقيقه اسم جميل الكل يدعي انه اصابها وانه ارادها, ولكن يظن البعض انهم اصابوها, ولكنهم لم يروا الحقيقه او كامل الحقيقه ...فالكذاب رجل يجيد الكذب لدرجة الإبداع والاختراع ويتحرى الكذب.. ويتفنن في طرحه وعرضه بأساليب مختلفة وطرق ملتوية، معتقداً أنه يستطيع خداع كل الناس كل الوقت ولا يدري أنه قد يستطيع خداع بعض الناس كل الوقت أو خداع كل الناس بعض الوقت ولكنه لا يستطيع خداع كل الناس كل الوقت، وها هو يسقط أمام الجميع عدة سقطات ويكذب في الأسبوع عدة كذبات ويعالج الكذبة بأخرى.


المتابع للاعلام الاردني ولقاءات بعض المسؤولين على القنوات التلفزيونية لا يخفى عليه ان هذا المسؤول يكذب علينا, إن تفكيك البنية اللغوية للكذب لدى مسئولينا ليست بالشيفرة المستعصية على الحل وإنما هي مكشوفة وبائنة بينونة كبرى، بسبب تناقضاتها وثغراتها ولا تحتاج إلى ذكاء لبيب لاكتشافها لدرجة إنها تعبر عن قمة الغباء، فبين كلمة وكلمة و جملة وجملة وفقرة وفقرة ...الخ وسماهم على وجوههم ، تبرز التعارضات والمفارقات الدالة على الكذب المكشوف المفضوح الذي يثير الضحك، مع العلم أنه تتملكهم في قرارة أنفسهم أنهم يضحكون علينا، انه قانون الكذاب ومن تبعه ونصره, فللكذاب صفات عدة تدل على كذبه ومنها:

زيغ البصر: يتعمد الكاذب دائماً إزاغة بصره أثناء الحديث.
استخـــدام كلمــات قليلـــة: يستخدم الكاذب أقل عدد ممكن من الكلمات وهو في الحقيقة يفكر فيما يقول من أكاذيب, وهنـــاك ايضاً كاذبون ينهجون العكس ليربكوا المستمع ويثبتوا أنهم صادقين.
التكلف العصبي: يميل الكذاب إلى تكلف منظر الجاد لا سيما فيوجهه، الا انه يكشف نفسة ببعض الحركات اللاارادية كمسح النظارة ولمس الوجه وغيرها.


التكرار: الكذاب يميل عادةً الى استخدام نفس الكلمات مرات متتالية وكذلك نفس المبررات.
التعميم: يحاول الكاذب تجنب مسؤلية افعاله، بإستخدام أسلوب التعميم كأن يسأل المذيع المسؤول عن مشكلة معينة كالتسيب مثلاً, فيرد المسؤول كلا الدوائر نلمس بها التسيب.

تجنب الاشارة الى الذات: يتجنب الكذاب عادةً استخدام كلمة ( أنا ) ويقول بدلاً منها نحن ،الناس، معظم.

اطلاق كلمات الإستخفاف بالآخرين: يميل الكذاب إلى أن ينسب للآخرين تصرفات وأقوال رديئة, خصوصاً رذيلة الكذب التي هومصــاب بها, كما أنه سريع النسيان وقد يفضح نفسه بنفسه من كثرة مواقف الكذب التى عاشها وتناقضها أحياناً

فالى متى سيبقى هذا الاستخفاف في عقولنا؟ والى متى سيبقى المسؤول الاردني يرى الشعب كرعاع من الجهلة... او مجتمع فاسد وضعيف يحتاج الى من يقوده... او جاهلية مبتكرة تحتاج الى قاعدة ودين جديد... ماذا تنتظر يا ترى من أناس استهوتهم المناصب والكراسي واستأنسوها، وأصابهم العمى الذهني ورؤيتهم للأشياء لا تتجاوز ظلهم، هذه هي صنيعتهم يتواطؤون على الشعب بأبخس الأثمان ويدبون بسمومهم في أجسادنا دون مواربة آو استحياء، فاستمروا في كذبكم وغيكم نحن براء منكم، الله سيحاسبكم على ما اقترفتم من ذنوب وخداع ومكر وافتراء وتزييف للحقائق، فدعوة المظلوم نافذة ومستجابة, وهنا اتوجه بعدد من الاسئلة لمن يعتقدون انهم هم الصادقون المخلصون للوطن والمواطن لعلي اجد جوابا شافيا عند احدهم فيتكرم علينا ويطلعنا على الحقيقة:
أين معدلات النمو الاقتصادي في أوطاننا وكيف نقارنها بالدول الأخرى ؟؟ أين الابتكارات والإبداعات وما معدلها بين الابتكارات العالمية ؟؟ أين الصناعات الوطنية التي غزت العالم وملأت أسواقها بجودتها؟؟ أين جامعاتنا من جامعات العالم وما هو ترتيبها على المستوى العالمي؟؟ أين القوانين التي تحاسب المسؤول المقصر ؟؟ أين عدالة القوانين التي تنصف وتحمي الفقراء من الجوع والعوز؟؟ أين الانتخابات الحقيقية التي تتم من دون خوف وتزوير؟؟ أين الإعلام المجرد الذي يقول الحقيقة دون أدلجة؟؟ أين القوانين التي تحمي الضعفاء من الأقوياء ؟؟ أين منظمات المجتمع المدني التي تساعد في حماية الإنسان ورعايته؟؟ أين حرية الرأي وحرية الكلمة؟؟ أين الشفافية في إدارة المؤسسات الحكومية والخاصة, فالعقود توقع بالخفاء والتنفيذ بالخفاء ... والمال العام يُهدر بلا حسيب أو رقيب ؟؟ أين البرلمانات التي تشرع القوانين التي تلامس هموم الناس ومشاكلهم اليومية؟؟.

القائمة لن تنتهي ... فهي قائمة مؤلمة نتغاضى عنها كي ننسى آلامها وحزنها الذي صار سمة على وجوهنا ... تصوروا شعب صار الحزن والكشرة سمة الوجوه فيها ... صار لوحة واضحة تحكي قصة مؤلمة

لماذا لا نفرح ؟؟ لأن الأمل بعـــــــــيد ..............
مادمنا جميعاً نطلبُ و ننشدُ الحقيقة فعلينا أنْ نتعقبها و نركضَ وراءها حتى و إنْ كانَ ذلك ليس في صالحِنا, فالحقيقةُ شيءٌ مجرَّد لا يعرفُ العاطفةَ والانتماء، لا يعرفُ الصداقةَ و المحبةَ و الكره, هي شيء قائم بذاته، علينا أن نحبه و نطلبه لأنها تعني العدالة... 

تابعو الأردن 24 على google news