2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"الزعيم" بالنكهه الأردنية ...!!!

منال العبادي
جو 24 :

يبدو أن مشاهد المسرحية المصرية "الزعيم" قد تجذرت في العقل الباطن لدى كثير من نوابنا المحترمين فأسقطوا ذلك على أدائهم في مسرحية مجلس النواب ، حيث أنهم أبدعوا بتطبيق تلك المشاهد حرفيا أحيانا ، وأحيانا كثيرة بتنقيح وتعديل بناء على ظروف المرحلة .... ولكن نستخلص من كلتا المسرحيتان قوة تأثير المال والزعامة على كلتاهما ، فلا تكادان تفترقان في التأثير على معظم المشاهد .
في مجلس النواب ولا أستطيع تسميته مجلس الشعب .... لأنه مجلس للنواب حرفيا وواقعيا ..... ففيه يقضون مصالحهم وفيه يعبرون عن إنحرافهم ونرجسيتهم ومطامعهم ... ثم فيه أيضا يقايضون ولاءهم فيه يقبضون مكافآتهم.... فهو لهم بغض النظر عن أي تسمية أخرى .
كل يغني على ليلاه ، والجميع يؤلف نشيده الوطني الخاص به ، سواءا عزفوا بشكل منفرد أو في جوقة إجتمعت على قواعد ركيكة ، يتنافسون على الكراسي تشريفا ، ويتكالبون على اللجان إما خوفا وإما طمعا وكما أسلفت كل يغني على ليلاه .
الفرق بين الممثلين في مجلسنا وبين الممثلين في مسرحية "الزعيم" هو أن نوابنا لا يعترفون بمراكزهم ولا مستواهم ولا قدراتهم بينما في "الزعيم" فالكل يعرف حدوده ومركزه .
أما بالنسبة لباقي أركان وأسس العمل المسرحي المتكامل ففي الحالتين هي واحدة ، فكل مسرحية بحاجة إلى مخرج وفي الحالتين هو مجهول يعمل خلف الكواليس فلا يراه المشاهدون ، ولكل ممثل في أي مسرحية له (سيناريو) يتقيد به ، ويسمح له في مشاهد معينة فقط الخروج عنه قليلا (لزيادة النكهه) ، لكل مسرحية منتج يتكفل بالمصاريف وبنهاية الأداء يجمع (الغلّة) من المشاهدين .
في الحالتين عند دخول المسرح يجب على الممثل التحلل من الأخلاق والمبادئ والدين والأعراف والقيم ، ولكن الفرق بأن الممثل في مسرحية "الزعيم" يفعل ذلك فقط لأداء الدور الموكل له ، ولكن النائب في مسرحية مجلس النواب يتقمص الشخصية ويعيشها بحذافيرها .
الجميع يستفيد و(يقبض) بعد أداء العمل المسرحي ، وجميع المشاهدين يضحكون .... ولكن الفرق بأن في الأولى فالمشاهد يعلم بأنها مسرحية وهمية لها أهداف ومرتكزات ورسالة .... وبالنهاية فهي تدخل الفرحة والسرور في قلب المشاهد ولكن في الثانية فلا يدري أغلب المشاهدين بأنها وهمية وأنها بلا أهداف حقيقية (إلا الخفية منها) ومرتكزاتها أصلا فاشلة ورسالتها خبيثة ولا تدخل سوى البؤس والشقاء على حياة المشاهد المغلوب على أمره .
في مسرحية "الزعيم" كنت تجد طوابير من المشاهدين الذين يدفعون المال لحضور العروض المسرحية بينما في مسرحية النواب فيدفع المشاهد (خاوه) لحضور العروض الهزلية بغير إرادته ولا رغبته .
ولكن للإنصاف فعروض مسرحية "الزعيم" إستمرت نحو ست من93-1999 سنوات على حد علمي .... بينما عروض مسرحياتنا النيابية فقد طالت من 93-2013 وهذا بسبب نجاحها والدليل هو تكرار عرضها بتنقيح وزيادة كل اربع سنوات وأحيانا كل سنتان (حسب إلتزام الممثلين بالنص) .
وأخيرا نصيحة فنية للمخرجين :
نعم أدخلتم العنصر النسائي "الزعيمات" ، وأدخلتم باقي الزعامات بطرق مضحكة ، وأكثرتم من أدوار ومشاهد أصحاب المال والبزنس في المسرحية ، وقد أبدعتم في (الإفيهات) حتى أن الشيطان وقف عدة مرات مصفقا لأنبهاره بأبداعات الممثلين .... ولكنها ومع الفقر المدقع الذي أوصلتنا إليه سيناريوهاتكم !! فقد صارت (كاللبان بلا نكهه) .فيا حبذا لو تُخلصنا منها ولنكتفي ب "الزعيم" مجلس الأعيان ، فعلى الأقل لا أحد يستطيع المنّ علينا بأننا قد أتينا به .... ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ملاحظة : كانت نهاية مسرحية الزعيم سعيدة ، حيث أن الخير أنتصر على الشر واستطاع البطل تخليص البلد من شر "صفقة" النفايات النووية التي "كمسن ويكمسن" عليها المستنفعين والبطانة السيئة .... فهل سيتمكن أحد من أبطال مسرحية النواب من أن ينقذ البلد من السموم "النووية" التي ستأتي "خاوة" إلى البلد .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير