إستطلاع شيطاني ...!!!
بمناسبة بداية السنة الجديدة وحرصا منا على متابعة آراء الناس وقراءة تطلعاتهم وآمالهم ومتطلباتهم وإبراز همومهم فقد قمنا بإستطلاع إفتراضي يحاكي أحلامنا ...تلك الأحلام المليئة بالأمل والتوق للصدق والشفافية والصراحة التي تنقص حكوماتنا والطبقة السياسية دائما .... أحلام ممزوجة بواقع الهم والغم وعسر الهضم كما باتت حياتنا في ظل هذا "التيه" والرقص تحت أمواج الربيع العربي ... كان إستطلاعا مغايرا لجميع الإستطلاعات التي إعتاد الناس عليها ، وجّهنا فيه سؤالا واحدا لا تحتمل الإجابة عليه أكثر من كلمة واحدة كانت الفصل في المكيال واضفنا بندا إختياريا تحت مسمى (المبررات) ... السؤال كان واضحا وصريحا ومباشرا وهو :
* أيهما تلعن أكثر في ظل الظروف الإقتصادية الحالية .. 1- الحكومة / 2- إبليس ؟؟؟
النتيجة كانت محسومة ... فحوالي (70%) من أفراد العينة (غير العشوائية) والتي شملت جميع أفراد المجتمع والتي طالما تغنى الرئيس بتجنيبها تبعات (مراثون الرفع) الذي جاء من أجله ....أجابت بشكل صادم للرئيس !! بنعم للرقم (1) بينما (10%) أجابت بنعم للرقم (2) مشترطين معرفة توقيت "اللعن" فهو يتأرجح بين الصباح أوالمساء و البرد أوالحر و الغداء أوالعشاء .
أما الغريب ببعض نتائج الإستطلاع فكان إعتراض نسبة كبيرة من تلك العينة على المقارنة ما بين الحكومة وابليس ، حيث أن إبليس يكذب ويقلب الحق ويغير الحقائق ويخفي النوايا ولكنه لا يجبر أحدا على شيء ... بينما الحكومة تفعل كل ذلك ولكنها تجبر المواطن على كل شيء ، فلا خيار له ولا بديل ... فشيطان الجنّ يبقى مسكيناً بجانب الإنسي فهو يوسوس فقط .
بعض النتائج المميزة كانت إتفاق نسبة كبيرة من العينة على (كساد سلعة إبليس) في ظل الظروف الإقتصادية الحالية ، حيث أن الحكومة قد قامت بتجفيف كثير من نفوذ وأدوات إبليس مثل اللهو والإسراف والكّبر وقطيعة الرحم ، مما أدى إلى لجوء كثير من الناس إلى الله لكي يفك كربهم وقد تركوا اللهو وصاروا يحاربون الإسراف بدءا بأولادهم وأزواجهم ، وأحسوا بقيمة التكافل الأسري حين لجؤوا الى أقاربهم ليكملوا ( بقية مشوار الشهر) .
**************
قال تعالى في كتابه العزيز : ("وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ ")
وللتركيز في هذه الآية على تعريف "زخرف القول" ثم نتذكر أقوال "طوقان الحكومي" ثم"طوقان النووي" :
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً // أي ليغروهم؛ بإظهار فائدة موهومة فيه، ويسترون عن الناس مضرّة هذا الشيء ومهالكه//
تكلم رئيس الحكومة في بداية فترة ولايته عن ضرورة "الرفع" لإنقاذ الإقتصاد من الإنهيار ، وحتى اليوم لم نجد سوى إرتفاع المديونية ..... ووعوده بضبط الإنفاق الحكومي ولم نر سوى تضخم الإنفاق العام ، والغريب بأن البنك الدولي ما يزال يمدح التوجه الحكومي ( طيب كيف!!! ) .... نسمع بتزايد المنح والمساعدات في عهد ولاية الحكومة الحالية... منها(5مليارات) الخليجية لمشاريع تنموية !! ( يا ناس 5 مليارات مجانية لمشاريع تنموية تصب مباشرة في صالح المواطن وتعجز الحكومة عن إيجاد مشاريع لتصريف تلك الأموال بينما تستدين 2 مليار من البنك الدولي – وما أدراك ما البنك الدولي - لتغطية تكاليف اللهط والفساد والنهب والترهل ، فهل السبب هو إشتراط الخليج بأن تكون تلك المساعدات –بالحلال- أي لمصلحة المواطن فقط .... ولذلك عجزت الحكومة لعدم تخصصها في مجال "رفع" حال المواطن ؟؟؟) ثم أنفقت باقي المساعدات لدفع بلاوي الفوائد على القروض المتراكمة على الخزينة والتي ستصل (بهمة النسور) إلى 25 مليار قبل بداية السنة القادمة ... وما زال وزير المال (طوقان الحكومي) يؤكد بأننا ما زلنا بأزمة مالية خانقة ..... ( طيب وين راحت مصاري الرفع ) .
ثم مشروع (طوقان النووي) الفاشل علميا وإقتصاديا لبلد بسيط قليل الموارد المائية والمالية .... وشعبيا لأناس يخافون على مستقبل أبنائهم وصحتهم ، فقد جاءنا إستفسار من أحد الأشخاص "المدسوسين" في العينة (غير العشوائية) أتمنى أن نتفكر في الإجابة عليه فهو يتسائل : إن إستطاعت الحكومة التغلب على جميع عقبات إنشاء المفاعل!! (فرض أستحالة طبعا) ثم بمعجزة أخرى تقبل الناس الفكرة!!!! (خاوة طبعا) فكيف بإستطاعة بلد بسيط الدفاع عن موقع المشروع فيما لو نشبت حرب؟؟؟ (ونحن بعيدون عن بؤر الحروب طبعا)!! فكيف لنا أن نجنب ذلك المشروع (صاروخ طائش)؟؟؟؟ وكيف ستكون عملية الإخلاء ؟؟؟ هل ستكون لصحراء بلد آخر ؟؟ وذلك لصغر حجم بلدنا وضخامة حجم الدمار المتوقع!!! ... ثم هل سيستخدم الباص السريع في عملية الإخلاء ؟؟؟ أم باصات الشركة المتكاملة ؟؟؟ أم ستتحرك آليات (الأجهزة المعنية) من أمام منازل المسؤولين لتشارك بعملية الإخلاء تلك ؟؟؟ أم سيتم الإعتماد على طائرات الملكية (القديمة أم الجديدة؟؟؟) إن كانت فعلا تملك أي منهما !!! وهل ستسمح لنا الشركة الفرنسية بدخول المطار؟؟ أم سنشحن عبر ميناء "مرسى زايد" بواسطة شركة تطوير العقبة ؟؟؟؟
فوالله (لا سمح الله ولا قدر) حينها لن ينفعنا ( آل كابيتال ولا آل كازينوا ولا آل كريم الساكن ولا آل حامل الفوسفات ولا كل الأليات إبتداءا من البلدوزر وحتى أبو كبسة ولا عشيرة الخصخصة الديجيتالية من كبيرهم حتى صغيرهم ) ولكن يبقى السؤال القوي : هل سنبقى حمير وزبالين حينها بنظر الإكسيلانس ؟؟؟؟ .
قال عمر رضي الله عنه: (إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم قالوا وكيف يكون منافقا عليما قال عليم اللسان جاهل القلب والعمل)
وأخيرا : نحن على عكس العينة "الحقيقية" للإستطلاع "الوهمي" ندعوا للحكومة بالبقاء والثبات وطول العمر ، لكي تبقى "اللعنات" محصورة ... فلا نريد أن يؤتى بحكومة أخرى ثم تتشتت اللعنات عنهم فهي يا ولدي ملعونة ... ملعونة ...ملعونة ، ثم (بحصر النقيضين) وبالرجوع إلى الأسباب الحقيقية والمسببات وإعترافا منا بأن الخلل يكمن فينا نحن فنستشهد بقوله تعالى ( كما تكونوا يولى عليكم ) صدق الله العظيم .