ساعة من حياة السعداء
ضيف الله قبيلات
جو 24 : عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان يسرعُ لقيه أهل الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام .
قال ابن عباس :" فقال عمر أدع لي المهاجرين الأولين .. فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام .. فاختلفوا .. فقال بعضهم قد خرجت لأمرٍٍ ولا نرى أن ترجع عنه .. وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء .. فقال ارتفعوا عني " .
ثم قال أدع لي الأنصار .. فدعوتهم له فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم .. فقال ارتفعوا عني .
ثم قال أدع لي من كان هَهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح .. فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان .. فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء .
فنادى عمر في الناس :" إني مُصبِّحٌ على ظهر فأصبحوا عليه ".
فقال أبو عبيدة بن الجراح :" أفراراً من قدر الله ؟" فقال عمر :" لو غيرك قالها يا أبا عبيدة .. – وكان عمر يكره خلافه – نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله .. أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة .. أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟" .
قال :" فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيباً في بعض حاجته فقال : إنّ عندي من هذا علما .. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه .. وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه " . قال : فحمد الله عمر بن الخطاب ثم انصرف ". رواه مسلم في صحيحه .
يرى الحاكم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رأياً فيجد في الشعب من يخالفه الرأي .. لكنه يحترم هذا الرأي المعارض .. واحتراما له يدخل في الشورى فلعله يكون صائباً .. برنامج شوروي كامل متكامل يدخل فيه عمر بن الخطاب وهو الحاكم فلا يقصر مشورته على فردٍ واحد أو جهةٍ واحدة كما أنه لا يرخي أذنه للأنساب والأصحاب والأخوال والأعمام .. ولا يقبل أن يكون مستشاروه من "الهترش" الفاسدين .. والمشورة عنده في العلن وليست في السر .
إنه يستشير الأخيار الصالحين السابقين في الإسلام أهل التقوى وأهل النخوة .. يستشير المهاجرين أولا ثم يستشير الأنصار ثانيا ثم يستشير مهاجرة الفتح .. لكنّ الفيصل يأتي من جهة تستريح لها القلوب وتطمئن لها النفوس .. آية كريمة أو حديث شريف .. وهو ما جاء به عبد الرحمن بن عوف مؤيداً رأي عمر .
قال عمر بعد ظهور رأيه :" الحمد لله " وانصرف.
لم يعتقل الحاكم عمر بن الخطاب - حتى بعد ظهور
رأيه - معارضه أبا عبيدة ولم يعزله وهو الذي عينه قائداً للجيش .
إنهم الصالحون المصلحون .. إنهم قادة الأمة بحق .. إنهم يستحقون القيادة .. إنهم السعداء الصالحون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب المدرسة التي تعلم الناس أدب الاختلاف .. مرجعيتهم أيةٌ كريمة أو حديث شريف فإن لم يجدوا .. فمشورة الصالحين .
قال ابن عباس :" فقال عمر أدع لي المهاجرين الأولين .. فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام .. فاختلفوا .. فقال بعضهم قد خرجت لأمرٍٍ ولا نرى أن ترجع عنه .. وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء .. فقال ارتفعوا عني " .
ثم قال أدع لي الأنصار .. فدعوتهم له فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم .. فقال ارتفعوا عني .
ثم قال أدع لي من كان هَهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح .. فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان .. فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء .
فنادى عمر في الناس :" إني مُصبِّحٌ على ظهر فأصبحوا عليه ".
فقال أبو عبيدة بن الجراح :" أفراراً من قدر الله ؟" فقال عمر :" لو غيرك قالها يا أبا عبيدة .. – وكان عمر يكره خلافه – نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله .. أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة .. أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟" .
قال :" فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيباً في بعض حاجته فقال : إنّ عندي من هذا علما .. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه .. وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه " . قال : فحمد الله عمر بن الخطاب ثم انصرف ". رواه مسلم في صحيحه .
يرى الحاكم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رأياً فيجد في الشعب من يخالفه الرأي .. لكنه يحترم هذا الرأي المعارض .. واحتراما له يدخل في الشورى فلعله يكون صائباً .. برنامج شوروي كامل متكامل يدخل فيه عمر بن الخطاب وهو الحاكم فلا يقصر مشورته على فردٍ واحد أو جهةٍ واحدة كما أنه لا يرخي أذنه للأنساب والأصحاب والأخوال والأعمام .. ولا يقبل أن يكون مستشاروه من "الهترش" الفاسدين .. والمشورة عنده في العلن وليست في السر .
إنه يستشير الأخيار الصالحين السابقين في الإسلام أهل التقوى وأهل النخوة .. يستشير المهاجرين أولا ثم يستشير الأنصار ثانيا ثم يستشير مهاجرة الفتح .. لكنّ الفيصل يأتي من جهة تستريح لها القلوب وتطمئن لها النفوس .. آية كريمة أو حديث شريف .. وهو ما جاء به عبد الرحمن بن عوف مؤيداً رأي عمر .
قال عمر بعد ظهور رأيه :" الحمد لله " وانصرف.
لم يعتقل الحاكم عمر بن الخطاب - حتى بعد ظهور
رأيه - معارضه أبا عبيدة ولم يعزله وهو الذي عينه قائداً للجيش .
إنهم الصالحون المصلحون .. إنهم قادة الأمة بحق .. إنهم يستحقون القيادة .. إنهم السعداء الصالحون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب المدرسة التي تعلم الناس أدب الاختلاف .. مرجعيتهم أيةٌ كريمة أو حديث شريف فإن لم يجدوا .. فمشورة الصالحين .