"الدوار السابع " بين الصنمية والحل المروري
أما وقد انفض السامر وأزيل مشهد لتحفة فنية ,رابضة على مدخل العاصمة التي نحب عمان ،للقادمين من المطار ومن الاغوار الجنوبية ومن مناطق الجنوب.
بداية اعتقد أن النقاشات العلنية والكتابات المنتشرة من على صفحات الجرايد والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وخلافه ،سواء منها الموافق او المعارض لوجود هذه التحفة او المجسم وما اطلاق فعالية (event) حملة ازالة تحفة الدوار السابع الا تعبير عما يعتمل لدى البعض من مشاعر الكراهية لهذا المجسم ..الامر الذي دفع البعض منهم لتبادل التهاني او الحب لدى البعض الاخر.
(والذي حصل هنا هدم وتحطيم وليس ازالة لأن الازالة قد تحمل معنى النقل او ارسال التحفة او المجسم الى مستودع معتم مغلق كما حصل في سابقة قديمة حدثت في عمان ،وبالمصادفة على امتداد ((شارع الدواوير)) من الاول الى الثامن )
بالمقابل اندفع البعض الاخر لاستنكار ما حدث وان المجسم يمثل تعبير عن ثورة التعليم والثقافة ربطا بالكتاب ...قاد هذا الحراك ثلة من الفنانين والمثقفين والناشطين الذين نحترمهم كما في المقلب الاخر ...هنا تدخل الفنان العربي السوري ربيع الاخرس ...بكتابة فنية إنسانية ((( سيداتي سادتي المجسم نفذ بطريقة يمكن نقله )) هنا لم يعارض اصحاب الرأي الاخر فقط ممكن نقله مش تحطيمه وتكسيره.
وسط كل ذلك انتقل النقاش من جمالية المنحوته او المجسم ...الى معالجة الحل المروري ((سبحان الله )) فقط بالدوار السابع وعلى عجل وكأن الاشارتين المزروعتين في شارع مكة وكان الازمات المرورية بعمان انتهت ولم يتبق سوى ازمة الدوار السابع الامر الذي يحتاج الى تدخل عملياتي اقرب الى التدخل العنفي المسلح والمزود باقوى ماكنات التكسير والتحطيم (جك همر .. لودرات .. كمبرسرات.. قلابات الخ ) ...نعم اي منحوته تحمل اشارة الى الكتاب ...تتطلب بنظر القائمين على الهدم والتكسير ...اعتى ماكنات التكسير والتحطيم ...ولولا حساسية المكان لتم استنساخ تجربة معابد بوذا وتدميرها (على قحف اصحابها ) كما في افغانستان .مستخدمين قذائف الديناميت.
اذن النقاش اصبح حلا مروريا .. والخلاف الثقافي والاجتهادات عن جمالية المنحوتة من عدمها ...ارسل بواسطة القلابات واللودرات الى مكبات الانقاذ.
انا لا ادعي اختصاصا ليس لي ان الحل المروري بأستبدال الدوار بإشارة ضوئية صائب ام خاطىء ...محترما زملاء وزميلات كل في موقعه الفني ,, وهو الاجدر بالاجابة على ذلك ..
ولكن ما اعتقد اني اعرفه واطلعت عليه في تجارب العديد من الدول التي تحترم الثقافة والتعدد ...وأن دور الدولة الرئيس تنظيم الخلافات وطرق حلها ومن الغباء التفكير بالغاء الاجتهادات او تحطيمها او تدميرها او ارسالها الى مكب الغباوي ،ذلك المكان الذي يحظى بأهمية عارمة على ما يبدو لدى اصحاب القرار.
وعليه كان بالإمكان اعطاء فرصة لما يتحدث به صاحب فكرة المنحوتة او المجسم (والذي لا اعرفه للآن ) من إمكانية النقل ،ان كان خيار الاشارة هو الأصوب عن الدوار ؟؟؟؟؟
اما لماذا اكتب هنا وبهذا القلق العارم، نعم انا قلق جدا جدا .. واتمنى ان يكون ظني ليس في مكانه .. لأن الأقدام وبسرعة على منهج الهدم والتحطيب والتحطيم ، اعادني الى ما يجري تداوله في غرف مغلقة من عداء منهجي ضد الفن وتشبيه المنحوتة كما اي تحفة فنية بالأصنام ( خاصة هذه المنحوتة التي تمثل على قاعدة الكتاب مجسمات لبشر يحاولون الصعود ) نعم هنا رفع الصوت بمسؤولية عالية وقلقة ان لا تكون تلك الغرف المغلقة والتي تطبخ بها قرارات وسياسات استراتيجة قاعدة تفكيرها التزاوج بين المصالح الامنية والثقافات الظلامية السوداوية، هناك تجري التسويات والمساومات التي الحقت الخطر الأعم والأشمل بالتعليم والثقافة.
نعم هناك جرى الغاء مناهج الثقافة والمعرفة والفلسفة والفن والرسم ...هناك جرى التأسيس لتغيب العقل ,,هناك تم تغليب الفرعيات على حساب العام الوطني والشامل .
نعم هناك مبادىء الحاكمية المغيبة للبشر،نعم هناك جرى تداول تماثيل شيدت سابقا (( مؤكدا شخصيا عدم موفقتي لمنهج التمثيل اي كان صاحبها )) لكن انذاك كان الحل بأعطاء مساحة للنقل ولكن هنا الرسالة مؤلمة للفن والثقافة.
مفاد هذه الرسالة ...هدم وتحطيم الاصنام ...وارسال رسالة باتجاه الجنوب ..اي الى المطار ومن خلاله الى مراكز الظلام ...ان هدم الاصنام حاضر .
اما الاصدقاء القائمين على فعالية ازالة منحوتة الدوار السابع لا علاقة لهم بالهدم والتكسير واعتقد انهم لا يخالفون الفنان ربيع ان امكن نقل المجسم الى مكان آخر.
بالخلاصة انا من الناس الذي يعتقد بالثقافة ، قاعدة السياسة ..والفن ضميرها ..لا تقل لي هذا (هذا هو الحل المروري الامثل ) لك ذلك ولكن احترم الثقافة من اعتماد منهج تحطيم الاصنام ..
الاشكال الاكبر كما اشار العديد من الاصدقاء والصديقات ان العقل المتنفذ يعتقد ان اكبر قصة عنا بالاردن زي العزاء ثلاثة ايام وبتخلص ، الان فهمت لماذا اصرت الامانة على مدة ثلاث ايام لتحطيم الصنم اسف المنحوتة.
م. خالد رمضان/ التيار القومي التقدمي
