الحذاء و الزعماء و الفأل الحسن
ضيف الله قبيلات
جو 24 : عندما تحاول الشعوب التحرر من قيود الأنظمة الاستبدادية و تسمو فوق القمع و البطش .. و عندما لم تعد تأبه بعيون المخبرين و تقارير جواسيس النظام .. عندما تمتلك الشعوب إرادتها و تبدأ بالتصرفات الشجاعة الجريئة تكون قد بدأت تخطو خطواتها الجادة نحو مستقبل حرٍ كريم عزيز .
إن الحرية التي تتمتع بها اليوم شعوب أوروبا و الغرب عامة و حقهم المقدس بانتخاب زعيمهم كل أربع سنوات قد جاءت بعد مخاض عسير كانت تعيشه تلك الشعوب في ظل أنظمة استبدادية .. وكان آخر هتافاتهم " اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس " في إشارة لتحالف الملكية مع رجال الدين و الإقطاعيين ضد الشعب .
لقد كان هذا التحالف البغيض هو الصنم الأخير الذي استطاعت الشعوب الأوروبية أن تحطمه لتبدأ مسيرة الحرية و المستقبل الزاهر .
إن الوطن العربي اليوم يعيش نفس الحالة إذ تتحالف الملكية مع علماء السلطان و رجال الأعمال ضد الشعب .. إنه نفس التحالف إذ يعيد التاريخ نفسه و يعلو صوت المأساة .
إن الشعوب العربية التي تمتلك مخزونا هائلا من الشهامة و العزة و الكرامة تستطيع أن تنطلق في مشوارها نحو الحرية و إن كان شاقا و طويلا لكنّ فيه السعادة ..لأن السعادة و المتعة هي أن تكون على الحق مع أهل الحق المقهورين في مقارعة الظالمين راجيا متأملا أن تصنع المستقبل الحر الكريم للأجيال القادمة.
بتاريخ 14 ديسمبر 2008 صوّب الصحفي العراقي منتظر الزيدي حذاءه نحو الرئيس الأمريكي الإرهابي السابق بوش الثاني .. انتشرت الصورة حتى ملأت الدنيا و اعتقل الزيدي و في اليوم التالي خرجت مظاهرة شعبية في بغداد تحيي العمل البطولي لمنتظر الزيدي
و تطالب بالإفراج عنه وفعلا أطلق سراحه لأنه مارس عملا ديمقراطيا .. مشهدا تكرر كثيرا في الغرب لا يعاقب فاعله .. و كان ذلك قبل 17 يوما من انتهاء ولايته .
و في العاشر من فبراير 2011 قاطع المتظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة الخطاب الأخير للرئيس حسني مبارك برفع الأحذية في وجهه وفي اليوم التالي
11 /2/ 2011 اليوم المميز برقمه أعلن عمر سليمان تنحي الرئيس .
و في العاشر من نيسان 2014 ألقت محتجة أمريكية تدعى " أليسون أرنست " حذاءا على وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة " هيلاري كلينتون " عندما كانت تلقي كلمة في لاس فيغاس .. أُعتقلت رامية الحذاء يوم الخميس و أطلق سراحها يوم الجمعة و نشرت الصورة إلى كل أنحاء العالم .
أما في 14 /4 /2014 وهو يوم مميز أيضا في أرقامه ألقى المواطن الأردني مفلح محاسنة عضو الأغلبية الصامتة المقهورة حذاءه على رئيس الوزراء عبد الله نسور باجتماع حاشد في جرش .. أُعتقل محاسنة و صودرت كاميرات الصحفيين و مسحت عنها الصورة و منع نشرها وهو حق للشعب الأردني أن يطلع عليها .. و علمنا صباح اليوم أن مظاهرة حاشدة خرجت باتجاه محافظة جرش تطالب بالإفراج عن محاسنة .
إن اختلاف التصرف في عمان مع المحاسنة و الصحفيين عن الحوادث السابقة يدل على مستوى الحرية في الأردن و يدل على عمق حفرة الاستبداد المحشور فيها الشعب الأردني .
لقد صار الحذاء وسيلة للتعبير عن الاعتراض أو التنفيس عن الاحتقان الشعبي وما يعتمل في النفوس من مكابدة و قهر .
صار الحذاء وسيلة للتنفيس عن الكبت و الاحتقان المزمن الذي فرض على الشعب .. وهذا يتطلب من المسؤولين عامة الحذر الدائم من أحذية الأغلبية الصامتة المقهورة
.. و حسناً إن كان الحذاء يشفي الغليل لأنه يظل أهون من السلاح .
لقد غادر الإرهابي بوش الثاني بعد 17 يوما من رؤيته لحذاء منتظر الزيدي بانتهاء ولايته و غاب نجمه وهذا فأل حسن .. و تنحي الطاغية حسني مبارك بعد رؤيته لأحذية المتظاهرين في ميدان التحرير في اليوم التالي وهذا أيضا فأل حسن .. إذ أقترن غياب نجم الطاغية المستبد برفع الحذاء في وجهه .. فهل ينسحب هذا الفأل الحسن على هيلاري كلينتون فيغيب نجمها قريبا ؟ وهل ينسحب هذا الفأل الحسن على دولة الرئيس عبدالله النسور فيغيب نجمه قريبا هو الأخر ؟ الله تعالى أعلم .
إن الحرية التي تتمتع بها اليوم شعوب أوروبا و الغرب عامة و حقهم المقدس بانتخاب زعيمهم كل أربع سنوات قد جاءت بعد مخاض عسير كانت تعيشه تلك الشعوب في ظل أنظمة استبدادية .. وكان آخر هتافاتهم " اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس " في إشارة لتحالف الملكية مع رجال الدين و الإقطاعيين ضد الشعب .
لقد كان هذا التحالف البغيض هو الصنم الأخير الذي استطاعت الشعوب الأوروبية أن تحطمه لتبدأ مسيرة الحرية و المستقبل الزاهر .
إن الوطن العربي اليوم يعيش نفس الحالة إذ تتحالف الملكية مع علماء السلطان و رجال الأعمال ضد الشعب .. إنه نفس التحالف إذ يعيد التاريخ نفسه و يعلو صوت المأساة .
إن الشعوب العربية التي تمتلك مخزونا هائلا من الشهامة و العزة و الكرامة تستطيع أن تنطلق في مشوارها نحو الحرية و إن كان شاقا و طويلا لكنّ فيه السعادة ..لأن السعادة و المتعة هي أن تكون على الحق مع أهل الحق المقهورين في مقارعة الظالمين راجيا متأملا أن تصنع المستقبل الحر الكريم للأجيال القادمة.
بتاريخ 14 ديسمبر 2008 صوّب الصحفي العراقي منتظر الزيدي حذاءه نحو الرئيس الأمريكي الإرهابي السابق بوش الثاني .. انتشرت الصورة حتى ملأت الدنيا و اعتقل الزيدي و في اليوم التالي خرجت مظاهرة شعبية في بغداد تحيي العمل البطولي لمنتظر الزيدي
و تطالب بالإفراج عنه وفعلا أطلق سراحه لأنه مارس عملا ديمقراطيا .. مشهدا تكرر كثيرا في الغرب لا يعاقب فاعله .. و كان ذلك قبل 17 يوما من انتهاء ولايته .
و في العاشر من فبراير 2011 قاطع المتظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة الخطاب الأخير للرئيس حسني مبارك برفع الأحذية في وجهه وفي اليوم التالي
11 /2/ 2011 اليوم المميز برقمه أعلن عمر سليمان تنحي الرئيس .
و في العاشر من نيسان 2014 ألقت محتجة أمريكية تدعى " أليسون أرنست " حذاءا على وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة " هيلاري كلينتون " عندما كانت تلقي كلمة في لاس فيغاس .. أُعتقلت رامية الحذاء يوم الخميس و أطلق سراحها يوم الجمعة و نشرت الصورة إلى كل أنحاء العالم .
أما في 14 /4 /2014 وهو يوم مميز أيضا في أرقامه ألقى المواطن الأردني مفلح محاسنة عضو الأغلبية الصامتة المقهورة حذاءه على رئيس الوزراء عبد الله نسور باجتماع حاشد في جرش .. أُعتقل محاسنة و صودرت كاميرات الصحفيين و مسحت عنها الصورة و منع نشرها وهو حق للشعب الأردني أن يطلع عليها .. و علمنا صباح اليوم أن مظاهرة حاشدة خرجت باتجاه محافظة جرش تطالب بالإفراج عن محاسنة .
إن اختلاف التصرف في عمان مع المحاسنة و الصحفيين عن الحوادث السابقة يدل على مستوى الحرية في الأردن و يدل على عمق حفرة الاستبداد المحشور فيها الشعب الأردني .
لقد صار الحذاء وسيلة للتعبير عن الاعتراض أو التنفيس عن الاحتقان الشعبي وما يعتمل في النفوس من مكابدة و قهر .
صار الحذاء وسيلة للتنفيس عن الكبت و الاحتقان المزمن الذي فرض على الشعب .. وهذا يتطلب من المسؤولين عامة الحذر الدائم من أحذية الأغلبية الصامتة المقهورة
.. و حسناً إن كان الحذاء يشفي الغليل لأنه يظل أهون من السلاح .
لقد غادر الإرهابي بوش الثاني بعد 17 يوما من رؤيته لحذاء منتظر الزيدي بانتهاء ولايته و غاب نجمه وهذا فأل حسن .. و تنحي الطاغية حسني مبارك بعد رؤيته لأحذية المتظاهرين في ميدان التحرير في اليوم التالي وهذا أيضا فأل حسن .. إذ أقترن غياب نجم الطاغية المستبد برفع الحذاء في وجهه .. فهل ينسحب هذا الفأل الحسن على هيلاري كلينتون فيغيب نجمها قريبا ؟ وهل ينسحب هذا الفأل الحسن على دولة الرئيس عبدالله النسور فيغيب نجمه قريبا هو الأخر ؟ الله تعالى أعلم .