صديقي حمزة باديس عذراً!
جمال العلوي
جو 24 : غريبة هي الدنيا، وعجيبة مواعيدها ولحظات الاستحقاق فيها، تأتيك بلا سابق انذار!
قبل ايام كنت وزميلنا العزيز «حمزة باديس» مخرج «الدستور» ومديرهها الفني نتحدث عن هموم الجريدة وعن الاهل وعن موعد قدوم زوجته الجزائرية.
كان كل صباح يمر بمكتبي «مصبحاً» يحمل معه أَلق الجزائر وثقافتها وروح الروائية المبدعة والمدهشة.. أحلام مستغانمي وتمردها على المألوف.
ويقول لي :اريدك ان تزور الجزائر مجدداً، أعطني بطاقتك، أنت رجل قومي ووطني وجريء وأحب ان تزور الجزائر مجدداً!.
«باديس» لحظة فارقة وعلامة ابداع تتحرك بصمت يرد على عتبك بهدوء، يحمل في جنباته روح الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، ويحمل في ابداعه لحظات من التأمل والألق عز مثيلها.
هي الدنيا غادرة، شاءت الاقدار ان أراه يوم الخميس اكثر من مرة وفي كل مرة كان حائراً يفكر في قدوم العائلة وماذا سيعمل وماذا سيصنع!
جاء رحيلك يا صديقي بلا استئذان، كنت في غفوتك ولم تنهض، مات على سريره هادئاً، لم يعذب أحدا، لم يرحل الى مستشفى الجامعة الا بقايا جسد وبقايا ذكرى!وكان ابنه سامي رابط الجأش، رجلا يتحمل المسوؤلية، يتصرف بهدوء رغم صعوبة الموقف، جاء يبحث عن جواز سفر والده بصحبة نفر من الاصدقاء، كان الموقف صعبا، دخلت معهم الى مكتبه، أنا لم أتمالك نفسي.. أحبس بقايا دموع جفت.. احاول أن أمنعها من العبور.. ولكن هيهات..!
كان صديقي، مسكوناً بالثقافة والابداع، يمتاز بنهم غريب في القراءة والمطالعة، كنت أحسده من أين يجد متسعاً من الوقت ليقرأ وهوالمشغول بتفاصيل العمل على مدار الساعة.
صديقي «حمزة باديس: عذراً فقد خذلتنا الحياة وجاءك زائر اللحظة المفاجئة وأنت وسط ربيع احلامك تحاور بقايا الذكرى والصورة والحرف وتختار أقربها الى النص، لكنك هذه المرة كنت أنت النص والحرف والكلمة..!
Alawy766@yahoo.com
(الدستور)
قبل ايام كنت وزميلنا العزيز «حمزة باديس» مخرج «الدستور» ومديرهها الفني نتحدث عن هموم الجريدة وعن الاهل وعن موعد قدوم زوجته الجزائرية.
كان كل صباح يمر بمكتبي «مصبحاً» يحمل معه أَلق الجزائر وثقافتها وروح الروائية المبدعة والمدهشة.. أحلام مستغانمي وتمردها على المألوف.
ويقول لي :اريدك ان تزور الجزائر مجدداً، أعطني بطاقتك، أنت رجل قومي ووطني وجريء وأحب ان تزور الجزائر مجدداً!.
«باديس» لحظة فارقة وعلامة ابداع تتحرك بصمت يرد على عتبك بهدوء، يحمل في جنباته روح الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، ويحمل في ابداعه لحظات من التأمل والألق عز مثيلها.
هي الدنيا غادرة، شاءت الاقدار ان أراه يوم الخميس اكثر من مرة وفي كل مرة كان حائراً يفكر في قدوم العائلة وماذا سيعمل وماذا سيصنع!
جاء رحيلك يا صديقي بلا استئذان، كنت في غفوتك ولم تنهض، مات على سريره هادئاً، لم يعذب أحدا، لم يرحل الى مستشفى الجامعة الا بقايا جسد وبقايا ذكرى!وكان ابنه سامي رابط الجأش، رجلا يتحمل المسوؤلية، يتصرف بهدوء رغم صعوبة الموقف، جاء يبحث عن جواز سفر والده بصحبة نفر من الاصدقاء، كان الموقف صعبا، دخلت معهم الى مكتبه، أنا لم أتمالك نفسي.. أحبس بقايا دموع جفت.. احاول أن أمنعها من العبور.. ولكن هيهات..!
كان صديقي، مسكوناً بالثقافة والابداع، يمتاز بنهم غريب في القراءة والمطالعة، كنت أحسده من أين يجد متسعاً من الوقت ليقرأ وهوالمشغول بتفاصيل العمل على مدار الساعة.
صديقي «حمزة باديس: عذراً فقد خذلتنا الحياة وجاءك زائر اللحظة المفاجئة وأنت وسط ربيع احلامك تحاور بقايا الذكرى والصورة والحرف وتختار أقربها الى النص، لكنك هذه المرة كنت أنت النص والحرف والكلمة..!
Alawy766@yahoo.com
(الدستور)