2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

في رحاب الاسراء!

جمال العلوي
جو 24 : نستظل في هذه الايام بذكرى الاسراء والمعراج وهي ذكرى ليست عابرة، بل هي محطة مهمة يجب التوقف عندها واستخلاص العبر.
أنا هنا لا أرغب في ان انافس ائمة المساجد على خطب الجمعة أو الحديث الديني فذلك ليس في قائمة اهتمامي مع المحبة والتقدير لكل الائمة والخطباء.
ما يعنيني هنا هو الدروس التي نستفيدها حتماً من واقعة الاسراء والمعراج والتي تتمثل في انها حادثة مفصلية في حياة الدعوة المحمدية، حيث انها جاءت بعد مرحلة عانى فيها الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم، ما عانى حيث سُدت عليه المنافذ في الارض بما رحبت.
حاربه اهله المقربون وضاق به ذرعاً اهل الطائف وأدموه وسال دمه الكريم في سبيل الدعوة الخادة.
لكن سرعان ما انفتحت أبواب السماء وتحققت معجزات الرسول الاعظم، بدءً من رحلة الاسراء من ديار مكة المكرمة الى المسجد الاقصى!.
ومروراً بمعجزة المعراج الى السموات السبع وصولاً الى سدرة المنتهى، ليطمئن قلبه بالايمان وقيمة الانتصار، وحتمية وصول الدعوة الى طريقها اليقين.
انها رحلة الايمان والدعاء والخروج من المأزق والصبر على المحن، حتى تستقر النفوس وكما يقول العلامة الدكتور محمد راتب النابلسي عن رحلة المعراج: «للنبي مسحاً لجراح الماضي وتثبيتاً لقلبه وتطميناً له على مستقبل الدعوة وتعويضاً عن جفوة الارض».
انها رحلة سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام من عالم الباطل الى عالم الحق من قسوة المواجهة الى طعم الايمان، دروس عديدة تشهدها معجزة الاسراء والمعراج ودلالات زمنية وايمانية جديدة قدمها الرسول الى أهل مكة الذين خرجوا للباطل.
انها تصديق السماء على وحي الارض انها رحلة قُرة عين الرسول حين طغى عليه اهل الفتن والمحن.
انها عظمة الخالق في رحلة الحق بمواجهة الباطل.
دروس ودروس وعبر تقدمها لنا رحلة سيد البشرية تدفعنا الى الدخول في محرابها واعادة السير على المفاهيم والمضامين التي حملتها الرحلة المحمدية سلام على الاسراء والمعراج في زمن لا اسراء ولا معراج فيه الا بالايمان والحق والعدالة.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير