تل أبيب .. ذعر و حقائب سفر
أوصلت السياسة الأمريكية التي كانت متبعة في القرن العشرين أمريكا إلى قيادة العالم أو حكم العالم خصوصا بعد انفراط عقد الإتحاد السوفياتي فصار العالم بقطب واحد هو أمريكا .
ظل هذا الحال قائما حتى يوم 11 سبتمبر 2001 يوم أن قامت القاعدة بضرب وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " فأهلكت 800 من عقولها المدبرة بضربة واحدة.
هذه الضربة الموجعة الصادمة أحدثت رجة قوية في النفسية و العقلية الأمريكية فأذهلتها و أفقدتها توازنها الذي قادها لتكون زعيمة العالم يوما ما .
فقدت السياسة الأمريكية اسلوبها الذي أوصلها لقيادة العالم و التحكم فيه صبيحة يوم 11 سبتمبر 2001 .
منذ ذلك اليوم بدأت أمريكا تخبط خبط عشواء و ترسل جيوشها و طائراتها في كل الاتجاهات في أفغانستان و باكستان و العراق و أنفقت نفقات هائلة على الأمن الداخلي رعبا و هلعا ، و جندت آلاف الجواسيس من مختلف الجنسيات داخل أمريكا و خارجها للتنصت و التجسس .
استطاعت القاعدة أن تخرج أمريكا عن طورها فجعلتها تذهب إلى الهاوية بقدميها و هي الآن تعاني و يعاني معها الشعب الأمريكي جراء السياسة " البوشية الحمقاء" التي أحدثت ضررا بالغا بالاقتصاد الأمريكي و جعلت أمريكا مكروهة من كل شعوب الأرض و خاصة المسلمين بجرائمها البشعة في أفغانستان باغرام و العراق أبو غريب ثم غوانتانامو و السجون السرية في معظم دول العالم و الفضائح التي لحقت بالجيش الأمريكي جراء الممارسات الشاذة و الإجرامية بحق المسلمين و آخرها طائرات بدون طيار التي ما زالت تعمل شاهدة على الجرائم الأمريكية حتى يومنا هذا .
يوم 14/6/2014 أعلنت القاعدة " فرع فلسطين " بيانها رقم واحد تعلن فيه عن نجاحها في اختطاف ثلاثة جنود إسرائيليين تبين لاحقا أنهم قد ذبحوا بعد ربع ساعة فقط من اختطافهم و بطريقة مرعبة رفضت السلطة المحتلة الكشف عنها لا للعالم ولا للداخل .
إن قتل الجنود المختطفين بعد ربع ساعة فقط من اختطافهم و بهذه الصورة المرعبة التي جعلتهم يخفونها حتى لا تثير الرعب لدى شعبهم يؤكد على أن القاعدة هي التي قامت بالعملية وليس حماس لأن حماس لها أسلوب آخر و الخطف عندها لأهداف معروفة .
إن هذه العملية الجريئة و بهذه الصورة تشبه ضربة القاعدة لوزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون" فأفقدت نتنياهو صوابه و أذهلته و أفقدته توازنه ، و لأنه لا يريد أن يعلم شعبه " الحوش " أن القاعدة قد وصلت إلى داخل فلسطين و أنها بدأت تنام و تقوم معهم و تأكل و تشرب معهم و تنظر إليهم و ترقبهم عن قرب لهذا أخفى نتنياهو الحقيقة و ذهب لاتهام حماس بالعملية دون دليل .
أخفى نتنياهو الحقيقة عن شعبه " الحوش " حتى لا يزيدهم هلعا و رعبا و يكفي الهلع و الرعب الذي أصاب الجنود الذين باتوا يتوقعون الخطف و الذبح و على السريع في أية لحظة بأسلوب القاعدة .
إن نتنياهو اليوم يشبه " بوش الثاني " في تخبطه ، و سيجد نفسه قريبا خاسرا و فاشلا لعدم مصارحة شعبه بالحقيقة بدلا من الهروب نحو غزة التي سيعود منها خاسرا و نادما ثم لن يفلت بعد كل هذا التخبط من مواجهة الحقيقة .
إن كل الذي يفعله نتنياهو اليوم بدءا بقتله الطفل محمد خضير و حرقه ثم قتل أطفال غزة بالطائرات كله من أجل أن يقنع هؤلاء المهاجرين المستوطنين " الحوش " بالبقاء معه في أرض العرب فلسطين لأطول فترة ممكنة لأنه يخشى أن " القاعدة " ستكون السبب الرئيس في الذعر الذي سيصيبهم و الذي سينتج عنه حزم الحقائب و السفر و العودة إلى ديارهم قبل أن تمسك "القاعدة" بتلابيبهم .