أمين شقير وقهوة الصباح
جمال العلوي
جو 24 : خرجت من منزلي مسرعا مسكونا بالغضب اللاهب مزمجرا لا اعرف ماذا أقول في هذا الصباح الذي مضى وعبر بي دون أن يترك مجالا للعتاب والبحث في التداعيات.
ترجلت أمام مبنى «المستودع العربي» تذكرت أمين شقير عرابا للصيادلة وعرابا للبعث وعرابا لنصرة العراق قبل أن تؤول بحكم الخيارات الحزبية الى الراحل العزيز حاكم الفايز.
تسارعت العبرات تقفز بلا استئذان ، بعد أن هرب الحزن منا منذ زمن ،هربت الى أقرب محل يبيع الباجة» العراقية أو» الفوارغ « و»المقادم « أو «الكرش «على طريقتنا ،أكلت بنهم عجيب ، أردت أن أصحو وأن أفيق مستعينا بكل الموروث الشعبي الذي استقر في ذهني عن قدرة هذه الوجبة الصباحية على استجلاء ضباب النوم .
ترى هل نستطيع ان نفيق أم أنه زمن «النفوق» لا مكان فيه للرؤوس على طريقة الحجاج «إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها « تذكرت سنوات مضت وحكايات خلت بدأت على مشارف الخمسينات في صيدلية أبو فراس الحمصي في قلب السلط .
مددت يدي أتحسس أطراف الشيب وأدركت أنه زمن الرحيل زمن يغادر فيه القابضون على جمر الحياة بعد أن أدمتهم العبرات والحسرات وبقايا الجراح والاهات .
مشيت مشفوعا بالذي مضى، سابقت رائحة الصباح خطوة خطوة سارعت للاتصال بالعزيز حسين مجلي ، اعتذر عن استقبالي ،قال لي إنني مغادر الى المشاركة في جنازة أمين شقير..! من صويلح حتى مسجد الفيحاء خرج الجسد المسكون برائحة الزمان الذي مضى مشفوعا بكل الاحبة الذين هبوا رغم سنوات المرض الذي حسر عنهم صديق العمر . وحدي مضيت في طريقي رفضت اللحاق بمراسم الدفن والوداع «لوذت» مع ذاتي مشيت تحملني أقدامي وحيدا مسكونا برائحة الهيل .
شربت القهوة العربية بكل أصنافها أردنية وسعودية وشامية وعراقية وفلسطينية ولبنانية ، بكيت على نفسي، بكيت على الدموع التي خرجت بلا استئذان وواصلت طريقي كل هذه المشاهد دارت وعادت تطل على ذاكرتي وأنا أقلب صفحاتي وأجد بينها صورة للراحل أمين شقير وجعلتني أسترجع كل هذه اللحظات التي تزامنت مع ذكرى وفاته التي تحل هذه الايام عليه الرحمة والله نسأل أن يكون من الذين يتقبلهم الله برحمته التي وسعت كل شيء.
الدستور
ترجلت أمام مبنى «المستودع العربي» تذكرت أمين شقير عرابا للصيادلة وعرابا للبعث وعرابا لنصرة العراق قبل أن تؤول بحكم الخيارات الحزبية الى الراحل العزيز حاكم الفايز.
تسارعت العبرات تقفز بلا استئذان ، بعد أن هرب الحزن منا منذ زمن ،هربت الى أقرب محل يبيع الباجة» العراقية أو» الفوارغ « و»المقادم « أو «الكرش «على طريقتنا ،أكلت بنهم عجيب ، أردت أن أصحو وأن أفيق مستعينا بكل الموروث الشعبي الذي استقر في ذهني عن قدرة هذه الوجبة الصباحية على استجلاء ضباب النوم .
ترى هل نستطيع ان نفيق أم أنه زمن «النفوق» لا مكان فيه للرؤوس على طريقة الحجاج «إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها « تذكرت سنوات مضت وحكايات خلت بدأت على مشارف الخمسينات في صيدلية أبو فراس الحمصي في قلب السلط .
مددت يدي أتحسس أطراف الشيب وأدركت أنه زمن الرحيل زمن يغادر فيه القابضون على جمر الحياة بعد أن أدمتهم العبرات والحسرات وبقايا الجراح والاهات .
مشيت مشفوعا بالذي مضى، سابقت رائحة الصباح خطوة خطوة سارعت للاتصال بالعزيز حسين مجلي ، اعتذر عن استقبالي ،قال لي إنني مغادر الى المشاركة في جنازة أمين شقير..! من صويلح حتى مسجد الفيحاء خرج الجسد المسكون برائحة الزمان الذي مضى مشفوعا بكل الاحبة الذين هبوا رغم سنوات المرض الذي حسر عنهم صديق العمر . وحدي مضيت في طريقي رفضت اللحاق بمراسم الدفن والوداع «لوذت» مع ذاتي مشيت تحملني أقدامي وحيدا مسكونا برائحة الهيل .
شربت القهوة العربية بكل أصنافها أردنية وسعودية وشامية وعراقية وفلسطينية ولبنانية ، بكيت على نفسي، بكيت على الدموع التي خرجت بلا استئذان وواصلت طريقي كل هذه المشاهد دارت وعادت تطل على ذاكرتي وأنا أقلب صفحاتي وأجد بينها صورة للراحل أمين شقير وجعلتني أسترجع كل هذه اللحظات التي تزامنت مع ذكرى وفاته التي تحل هذه الايام عليه الرحمة والله نسأل أن يكون من الذين يتقبلهم الله برحمته التي وسعت كل شيء.
الدستور